ڤيرمير* Vermeer

لا شيءَ يحمي العالمَ …. عن قريب يدقُّ الإنذار خلف الجدار
ويبدأ النُزُل
بالضحك والشكوى، صفوف الأسنان والدموع هديرُ الساعات
والصِهرُ المختلُّ، جالبُ الموت الذي
يجب أنْ يرتعشَ منه الجميع .

الانفجار الكبير ووقع أقدام رجال زوارق الإنقاذ المتأخرة
وهم يختالون فوق المرسى، الأموال التي تتقلص
في جيب الرجل الخطأ
مطالب تتكدس فوق مطالب
تويجات الزهور الحمراء الفاغرةِ أفواهها تتصبَّب عَرَقاً بالتنبوءات
باندلاع حرب.

مِنْ هناك وبتقاطعٍ داخل الجدار في الأتيليه المكشوفة
من الداخل وفي ثانية تستحق أنْ تعيش قروناً.
لوحاتٌ تُسمى “درس الموسيقى”
أو “امرأة في لباس أزرق تقرأ رسالة”
إنّها في الشهر الثامن، قلبان ينبضان في أحشائها.
على الجدار خلفها معلقة خارطة مجعدة لـ * Terra Incognita

تنفّسْ بهدوء …… مادة مجهولة زرقاء عالقة بالكراسي .
المسامير الذهبية تتطاير داخلةً بسرعة خارقة
وتقف متقاطعة
كأنّما لم تكنْ أبداً شيئاً جامداً.

صوتٌ يصفرُ في الآذان ،منَ الأعماق أو منْ الذرى .
إنه الضغط في الجانب الثاني من الجدار .
يحقُّ لكلِّ الحقائق أن تُحلِّق
وتجعل الفرشاةَ ثابتةً.

الولوجُ من خلال الجدار يسبّبُ ألماً، يجعل الانسانَ مريضاً
مع أنه ضروريٌّ .
العالم واحد. لكنّ الجدران …
والجدار جزء من نفسه ـ
سواء عرف الانسان ذلك أم لم يعرف، فالأمر سيان عند الجميع
إلا عند الأطفال الصغار ، فلهم ليس هناك أيُّ جدار.

السماء الصافية وضعت نفسها مائلةً في مواجهة الجدار .
إنها مثل صلاة للفراغ .
وهذا الفراغ يدير وجهه نحونا
ويهمس
“أنا لست فارغاً ، أنا مفتوح.”

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(الهوامش منْ إضافة المترجم):

* يوهانس (يان) ڤيرمير  (Johannes Vermeer ) 1632 – 1675            

واحد من أكبر الرسامين في تاريخ الفن العالمي. وُلد في هولندا في مدينة ديلفت. له حوالي ثلاثين لوحة. يصور في القسم الأكبر منها أوضاعاً لمشاغل انسانية يومية داخلية في زاوية من غرفة قرب شباك على اليسار. تمتاز أعماله بانتشار الضياء فيها، مما يضيف وضوحاً على اللوحات، كما يغلب عليها اللونان الأزرق والذهبي . نجد تأثير كل هذه التلوينات في أعمال ڤيرمر على الأحاسيس والصور التعبيرية في قصيدة ترانسترومر، الذي ينقلنا معه الى أجواء عالم لوحات فيرمير ليصور لنا ما توحيه وتثيره في نفسه، وما يكمن في أعماقها وخلفياتها من تأثيرات حسية وتخييلية. ففي لوحة (درس في الموسيقى) تظهر امرأة مغمورة بالضياء وهي تعزف على آلة موسيقية وبجانبها رجل . وفي لوحته الأخرى التي اشار اليها الشاعر أيضاً (امرأة في لباس أزرق تقرأ رسالة) تظهر امرأة حامل، وهي منهمكة في قراءة رسالة في مقابل شباك يقع على اليسار في زاوية غرفة، حيث تقف ونصف جسمها في صدر اللوحة. يرسم فيرمر في أغلب لوحاته شخصاً  أو شخصين وغالباً ما تكون امرأة .

كان ڤيرمير صاحب نُزُل يعتاش منه . رُزِق بأحدَ عشرَ طفلاً ، ومات فقيراً.

Terra Incognita*  : بمعنى الأرض المجهولة، وهو أسم لبلاد اسطورية قديمة مجهولة انتشر اسمها في نصف الكرة الشمالي . فكلمة Terra تعني باللاتينية (الأرض) و (Incognita) بمعنى المجهولة. اعتقد الناس أنها متصلة بقارة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية فصارت محط الأنظار . لكنه خلال رحلة الانجليزي جيمس كوك في المحيط الهادي 1775-1772جنوباً جنوب خط سبعين درجة تبين انه لا وجود لهذه الأرض .

* القصيدة من مجموعته الشعرية:

 (للأحياء والموتى FÖR LEVANDE OCH DÖDA) الصادرة عام 1989

عرض مقالات: