إلى روح الفنان ياس خضر ذي الشجن العراقي

توقَّفَ القِطارْ،

منتظرًا نزولَ راكبٍ أخيرْ،

أزعجَهُ التأخيرْ! حتى رآهُ يُبطئُ المَسيرْ!

وفي يدٍ قنينةُ الماءِ،

وأخرى تمسِكُ الحصيرْ، فافترشَ الرصيفْ

كأنهُ منتظرٌ رفيقَهُ، أو يجهلُ المَصيرْ،

موجِّها كلامَهُ إلى القِطار:

هل أنتَ مثلي، أيّها...أتعبَكَ السَّفَرْ؟

فأنتَ تطوي الليلَ والنهارْ

من جانبِ (الكرخِ) إلى (العِشارْ)

حتى غدوتَ غنوةً قد صاغَها (النوَّاب)

مذْ عافَهُ (حَمَدْ) مخلِّفًا وراءَهُ ليلا

حلاوةً وهيلا ودمعةً توجزُ همًّا يستحيلُ وصفَهُ كتابْ

إلا صدى (النايِ) الذي يُوجعُني

فأذكرُ الأحبابْ

أنا هنا منتظرٌ مذ أَبحرَ (النوَّابْ)

وسدَّ فيَّ فُرجَةً، وأغلقَ الأبوابْ                                                                       

وقدْ أتى القدَرْ يقولُ لي أتعبَكَ السَّفَرْ

هيَّا معي لتلتقي النوَّابْ،

لأجلِ هذا صاحبي توقَّفَ القطارْ

عرض مقالات: