صبيحة شبر
ضيّفت "مكتبة شمس الأمومة"، ظهر السبت الماضي على قاعتها في بغداد، الأديب المكفوف د. خليل محمد إبراهيم، الذي تحدث عن "إبداع المكفوفين"، بحضور جمع من المثقفين والإعلاميين والناشطين، الذين كان بينهم الرفيق علي مهدي، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي.
أدارت الجلسة الروائية صبيحة شبّر، وافتتحتها مرحبة بالحاضرين، ومشيرة في كلمة لها إلى أن الكثيرين من الذين أثروا الآداب والفنون والعلوم المختلفة، فاجأوا الجميع بكونهم من ذوي الإعاقة "فهم تحدوا إعاقاتهم وانطلقوا في دروب الإبداع ولم يدعوا الإعاقة تحجم مسيرتهم في الحياة".
وأضافت قائلة أن الكثيرين من هؤلاء المعاقين، فاقوا في إبداعهم غيرهم من الأصحاء، ليضعوا بصماتهم في مسيرة الثقافة والفكر والحضارة، ذاكرة من بين هؤلاء الشعراء أبو العلاء المعري وبشار بن برد ومحمد مهدي البصير، والأديب طه حسين، والملحن سيد مكاوي، فضلا عن عازف الناي العراقي خضر الياس.
د. خليل محمد إبراهيم، أشار في معرض حديثه إلى أن العراق يضم الكثيرين من الفنانين المكفوفين، بينهم رسامون كان قد أقيم لهم معرض فني خاص، مبينا ان معظم الناس لا يعرفون الكثيرين من المبدعين من ذوي الإعاقة في العراق، وهذا بسبب عدم تسليط الضوء عليهم بشكل جدي من قبل وسائل الإعلام، أو أي جهة معنية تكشف عن احتياجاتهم وتتبناها.
وأضاف أن البعض من هؤلاء المبدعين فقدوا البصر بعد أن بلغوا الخمسين أو الستين من العمر، إثر تعرضهم إلى حوادث أو أمراض، لافتا إلى انه من واجب الجميع التعرف إلى ذوي الإعاقة والوقوف عند حاجاتهم.
وعن أنواع الإعاقات، أشار د. إبراهيم إلى أن هناك صورتين أساسيتين للإعاقة، أولها الإعاقة الظاهرة، كأن يفقد الإنسان بصره أو قدرته على السمع، وثانيها الإعاقة غير الظاهرة التي تتمثل في المشكلات النفسية التي تواجه الإنسان.
ولفت الضيف إلى أن الكثيرين من ذوي الإعاقات يتعايشون مع إعاقاتهم بصورة طبيعية، فيما تعاني أعداد كبيرة منهم مشكلة عدم الاندماج مع المجتمع، مؤكدا أن هذه ليست مشكلة المعاق، انما مشكلة الدولة والمجتمع "فالدولة يجب أن تهتم في مواطنيها وتجد للمعاقين منهم من يهتم فيهم ويعلمهم ويساعدهم في تلبية احتياجاتهم".
وفي ختام الجلسة قدم الرفيق علي مهدي شهادة تقدير باسم المكتبة إلى الأديب د. خليل محمد إبراهيم.

عرض مقالات: