غالي العطواني

احتفى ملتقى الخميس الإبداعي في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الأسبوع الماضي، بالمطرب المعروف محمود أنور، الذي تحدث عن منجزه الإبداعي وسط حشد من المثقفين والأدباء والفنانين والإعلاميين والناشطين المدنيين، بينهم عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق وسام الخزعلي.

جلسة الاحتفاء التي التأمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس، أدارها الشاعر عدنان الفضلي، واستهلها بالقول ان "جلسة هذا اليوم لها طعم خاص، كونها تحتفي بالنغم الأصيل"، مضيفا قوله ان "الاغنية السبعينية هي الوجه الحقيقي للأغنية العراقية، وانه بعد الجيل الغنائي السبعيني جاء الجيل الثمانيني الذي حافظ بأمانة على رصانة الأغنية السبعينية، ومن مبدعي هذا الجيل المطرب الكبير محمود أنور".

بعد ذلك تحدث المحتفى به عن سيرتيه الذاتية والفنية، مشيرا إلى انه في العام 1980 كان طالبا في معهد الدراسات الموسيقية، ووقتذاك تشكلت فرقة غنائية في المعهد يشرف عليها الموسيقي فاروق هلال، فانضم إليها مع عدد من الفنانين المعروفين أمثال أحمد نعمة والراحل رياض كريم.

ولفت أنور ان الموسيقي فاروق هلال اهتم به كثيرا، وتنبأ له بأنه سيكون يوما ما نجما من نجوم الغناء العراقي، موضحا ان هلال دعاه مرة إلى الظهور في برنامج "أصوات شابة"، الذي كان يعده.

وأضاف قائلا ان نقطة انطلاقه الأولى كانت في العام 1984، من خلال أغنية "لو تحب لو ما تحب"، التي كتبها الشاعر طاهر السلمان، ولحنها الفنان الراحل طارق الشبلي.

وتحدث المحتفى به عن الشخصيات الفنية التي تأثر بها، والتي من بينها الموسيقي فاروق هلال الذي يعده هو وغيره من الفنانين "الأب الروحي"، مبينا انه تعامل مع أسماء عديدة من شعراء وملحنين، أمثال الملحن سرور ماجد الذي أنجز له أغنيته الثانية، والملحن الراحل طالب القره غولي الذي لحن له 4 أغنيات.

وأشار إلى ان سرور ماجد، لحن له بعدها أغنيتين، هما "بالشوك كلمن حالته" و"حمامة وطارت من إيدي"، مضيفا انه قدم مجموعة أغنيات من ألحان الملحن جعفر الخفاف، وانه تعامل مع العديد من الشعراء المعروفين أمثال الشاعر كريم العراقي، الذي كتب له أغنية "الشرف والمال".

وذكر أنور انه انتهى أخيرا من تسجيل عدد من الأغنيات، بينها "على قلبي" من كلمات كاظم السعدي وألحان وليد الشامي، و"وينه وينه" من إخراج الفنان رأفت البدر، فضلا عن قيامه بإعادة تسجيل أغنيته "والله محتاجك يا خي"، التي كان قد كتبها طاهر السلمان ولحنها يوسف نصار.

وتحدث المحتفى به عن مشاركاته في المهرجانات الغنائية المحلية والعربية، لافتا إلى انه كان قد غنى في حفل أقيم في أربيل، استقطب جمهورا كبيرا تجاوز الـ 7 آلاف شخص، ما اضطر منظمي الحفل إلى نصب شاشات خارج القاعة ليتسنى للجمهور الذي لم يحصل على فرصة الدخول، مشاهدته من على الشاشة.

ثم تطرق إلى واقع الأغنية العراقية اليوم مقارنا إياها بأغنيات السبعينيات والثمانينيات، مشيرا إلى الأعداد الكبيرة من المطربين الذين ظهورا خلال السنوات الأخيرة، والذين لم يتوخوا الدقة في اختيار النص واللحن المناسبين، وداعيا الجهات المعنية بالفن، إلى إنقاذ الأغنية العراقية والمحافظة على اصالتها.

وفي سياق الجلسة قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن منجز المحتفى به، بينهم الناقد الموسيقي سامر المشعل ود. رحيم العراقي والشاعرة آمنة عبد العزيز.

وفي الختام قدم نائب الأمين العام للاتحاد، د. حسين الجاف، لوح الجواهري إلى المطرب محمود أنور.