صلاح عمران
احتفى "ملتقى جيكور" الثقافي في محافظة البصرة، الثلاثاء الماضي، بالفنان والصحفي الشاب عبد الله البصري، الذي تحدث عن تجربته في العزف والتلحين والتأليف الموسيقي، أمام نخبة من الأدباء والمثقفين والإعلاميين ومتذوقي الموسيقى.
الجلسة التي احتضنتها "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المحافظة، أدارها الإعلامي ليث غالب، واستهلها معرفا بالسيرة الذاتية للمحتفى به المولود عام 1984 في دولة الكويت، والذي يسكن في قضاء الصويرة جنوبي محافظة واسط ويعمل محررا للصفحة الأخيرة لجريدة "طريق الشعب".
وذكر مدير الجلسة ان البصري حاصل على شهادة البكالوريوس في كلية الآداب بجامعة بغداد – قسم علم النفس، وهو يعزف على عدد من الآلات الموسيقية، ويتخصص بآلتي العود والكمان، مشيرا إلى انه لحن العديد من الأغنيات باللهجة الشعبية واللغة الفصحى، وألف عددا من المقطوعات الموسيقية، وشارك في العديد من المحافل والمهرجانات الموسيقية المحلية.
وتابع قائلا ان المحتفى به لديه اهتمامات عدة بالإضافة إلى الموسيقى، من بينها الفلسفة والعلوم الإنسانية، وكتابة القصة القصيرة والنقد الأدبي، وهو عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب.
البصري، وفي معرض حديثه، ألقى الضوء على بداياته الموسيقية، وكيف ان ولعه بالموسيقى منذ طفولته دفعه إلى محاكاة آلة العود من خلال تثبيت خيوط صيد الأسماك على لوح خشبي، ومن ثم العزف عليها بصورة عشوائية، مشيرا إلى ان ولعه بالموسيقى استمر معه، حتى حالفه الحظ بامتلاك آلة عود وهو في العاشرة من العمر. فبدأ يتعلم العزف عليها، ويطور موهبته ويصقلها من خلال قراءة الكتب الموسيقية النظرية، والاستماع إلى الموسيقى المحلية والعربية والعالمية، لينمي قدرته على تحسس النغم وتجسيده عزفا.
وأوضح المحتفى به انه لا يزال يواصل مسيرته الموسيقية، التي يراها غير متناهية على اعتبار ان "الفن بحر ليس لهو ضفاف" – حسب تعبيره. فيما تطرق إلى أكثر الأنماط الموسيقية التي تأثر بها منذ طفولته، مثل المقام العراقي والألحان منوعة التراكيب من حيث الإيقاع والنغم، ونتاجات الملحنين المصريين الرواد، خصوصا الموسيقار بليغ حمدي، مشيرا إلى ان ذلك التأثر يبدو جليا على ألحانه التي يراعي فيها عنصر التكنيك في تجسيدها على الآلة الموسيقية.
وعن المشهد الموسيقي – الغنائي الراهن في العراق والمنطقة العربية بشكل عام، لفت البصري إلى انه في تراجع وهبوط من حيث النتاجات والذائقة، ملقيا باللائمة على الجهات المعنية كونها تسمح بانتشار الأغنيات الرديئة والألحان المتكررة التي لا تحمل أي بصمة إبداعية.
وتابع قائلا ان هذا التراجع في الجانب الموسيقي – الغنائي، ساهم في تكوين ذائقة فنية غير ناضجة، لا سيما بين شرائح الشباب، لافتا إلى ان ذلك يخدم مصالح الحكومات الفاسدة، التي تسعى قدر الإمكان إلى تشويه الذائقة والوعي وقتل الثقافة، كون هذا الأمر يفتح أمامها آفاق الوصول إلى المنصب.
وانتهى المحتفى به إلى القول ان "قتل الذائقة الفنية والأدبية يعني السيطرة على الإرادة والعقل" في إشارة إلى ان الحكومات الدكتاتورية والفاسدة لا تولي أي اهتمام بالثقافة والفن، بل هي تفسح المجال لتشويه أذواق أبناء المجتمع وتحجيم وعيهم وثقافتهم كوسيلة للسيطرة عليهم "فالثقافة سلاح خطير يهابه السياسيون الفاسدون، كونه يسد الطريق أمامهم للوصول إلى السلطة" – على حد رأيه.
وفي سياق الجلسة عزف الفنان عبد الله البصري باقة من ألحانه، وأدى بعض الأغنيات المعروفة. ثم قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن تجربته.