بغداد- غالي العطواني

اقامت محلية المثقفين في الحزب الشيوعي العراقي وبالتنسيق مع عائلة الفنان الراحل اسماعيل خليل جلسة حوارية استذكارية بمناسبة اربعينيته. وساهم فيها مجموعة من المسرحيين الذين جايلوا الفقيد للتحدث عن سيرته الابداعية في التمثيل والاخراج المسرحي.

التأم الحاضرون صباح السبت الماضي على قاعة منتدى بيتنا الثقافي فيما كان مديرها الاعلامي طه رشيد الذي دعا الحضور الى الوقوف دقيقة صمت حداداً على الفقيد، بعدها قرأ مقالا مطولا لصديق عمره ورفيق رحلته الابداعية الفنان الراحل د. فاضل خليل تحت عنوان "اسماعيل خليل ثقافة المسرح وحوار المنافي". ومما جاء فيه: "ولد اسماعيل خليل في محلة البتاويين خلف مسرح بغداد وسينمات شارع السعدون حيث تسكن جدته لامه، معمدا بخليط عرقي غير طائفي من سكان بغداد، مسلمين ومسيحيين وصابئة ويهود، ضيعت ملامح انتماءاته العرقية وسلحته بخصال من اخلاقها المعمدة بحب العراق، انه خليط من طيب سكانها".

بعد ذلك قدم المسرحي والاعلامي المعروف عدنان منشد سيرة حياة الفقيد بورقة عنوانها "اسماعيل خليل رحلة مضنية بين الغربة والمرض والحنين". مشيرا من خلالها الى ان الفقيد ولد عام 1948 في بغداد وبدأت هوايته للفن بصورة مبكرة، أحسّ بهذا الميل منذ الطفولة، الامر الذي دفعه الى تمثيل بعض المشاهد في برنامج الاطفال الشهير "جنة الاطفال" عام 1959- 1960 والذي كان يقدمه عمو زكي ويخرجه عبد الهادي مبارك وكان عمره 12 عاما، واشترك ايضا في المسرح المدرسي عندما كان طالبا في متوسطة البتاويين ومن ثم ثانوية ابن حيان، في تلك الفترة بدأ يتعرف على بعض ملامح المسرح الكلاسيكي العربي من خلال قراءته لمسرح يوسف وهبي ورشاد رشدي. وبيّن منشد انه في العام 1967 اسس اديب القليه جي في المركز الثقافي السوفيتي فرقة مسرح الصداقة، واشترك الفقيد في تأسيس تلك الفرقة والمشاركة باول عمل مسرحي لها،  وكان اسمه "المدمن" من تأليف توفيق البصري واخراج اديب القليه جي، وفي نفس العام اخرج الراحل مسرحية "الرهان" اعداد سامي عبد الحميد عن انطوان تشيخوف، ثم اشترك مع جمعية الآداب والفنون بمسرحية عنوانها "الاشقياء" تأليف واخراج عبد الفتاح العزاوي وعرضت على قاعة المسرح القومي، حيث مثل فيها احدى الشخصيات الرئيسة. واوضح المتحدث ان في العام 1968 دخل اكاديمية الفنون الجميلة في بغداد وقام باخراج مسرحية "الرجل الرابع" وفي عام 1972 قدم مسرحية "ماكبث" لشكسبير كاطروحة تخرج وقد اثارت جدلا واسعا، وكادت ان تطيح بمستقبله العلمي كونه أصر ان يقدم المسرحية بصورة معاصرة، في حين اصر اساتذته على عدم الخروج عن الاطر التدريسية والاكاديمية. "ماكبث" الذي قدمه عند تخرجه بعد اتفاقه مع استاذه والمشرف وابيه الروحي الراحل الكبير ابراهيم جلال على تقديم الفصل الرابع من المسرحية، لكن العمل تم منعه من قبل الاستاذ المشرف بعد اطلاعه على خبر في صحيفة "التآخي" تحت عنوان "ماكبث في سبعة صفحات على مسرح اكاديمية الفنون الجميلة".

بعدها توالت الكلمات التي اثنت على سيرة الفقيد الفنية والسياسية من قبل د. عقيل مهدي والفنان حكمت داود ونقيب الفنانين صباح المندلاوي والفنان المغترب فاضل السوداني و د. عامر الحديثي والفنان خليل الحركاني و د.جبره الطائي.

بعد ذلك جاءت كلمة الختام للعائلة ألقاها شقيق الراحل الاعلامي سمير خليل، ومما جاء فيها: "اربعون يوماً هو الزمن الذي فارقتنا فيه رحلتك الطويلة رحلة اللوعة والغربة والمرض والحنين. اربعون يوماً ونحن وانت نحترق شوقا للقاء ولو لدقائق معدودة. نم هانئاً سعيداً فأنت رغم كل سنين البعاد ما زلت حاضراً اثيراً في هذه القلوب الطيبة".