تصريح من الاتحاد الديمقراطي العراقي في الولايات المتحدة الامريكية

منذ تأسيسه في عام 1980، والاتحاد الديمقراطي العراقي في الولايات المتحدة الامريكية يحتفل كل عام بذكرى ثورة الرابع عشر من تموز 1958. وسيحتفل بها هذا العام أيضا في تموز. ونحن نحتفل بهذه الثورة المجيدة مع شعبنا العراقي والعراقيين في كل انحاء العالم.

 وبالرغم من كل العثرات التي صادفت مسيرة الثورة في خلال الأربع سنوات ونيف من عمرها الا أن ثورة الرابع عشر من تموز كانت ثورة عراقية خالصة ولم تكن نتيجة تدخل أجنبي او دفع خارجي مثل كل الحكومات العراقية التي مرت بالعراق منذ تأسيسه ولحد الان.

ولقد أثار إقرار مجلس النواب العراقي يوم 22 من أيار الجاري 2024 قانوناً جديداً للعطل الرسمية في العراق بدون أن يشمل وللمرة الأولى عطلة بمناسبة ذكرى 14 تموز 1958، الكثير من التساؤلات عن نية هذه الحكومة وتخبطها السياسي والذي أدى الى رفع اليوم الوطني للعراق واضافة مناسبة دينية خلافية الى قائمة العطل الرسمية.

لقد أدخلت ثورة الرابع عشر من تموز المجتمع العراقي الى عصر الحرية والتقدم والتنمية الشاملة، وأقامت نظاما جديداً نقيضا لنظام الأقطاع والتبعية وأعلنت قيام الجمهورية العراقية

وأصدرت الثورة أول قانون مدني لتنظيم العلاقات الأسرية في العراق هو قانون الأحوال الشخصية رقم (١٨٨) لعام ١٩٥٩ على أنقاض شرائع الأعراف الطائفية والدينية والقبلية المتخلفة.

وأصدرت كذلك القانون رقم ٨٠ لعام ١٩٦١ القاضي بتحرير ٩٥بالمائة من امتيازات شركات النفط الأجنبية ومنحها لشركة النفط الوطنية التي اسستها الثورة

وشَرّعت قانون الإصلاح الزراعي الذي حرر ملايين الفلاحين الفقراء من سطوة الأقطاع ووزعت الأراضي الزراعية عليهم، وكذلك أصدرت قوانين العمل المتقدمة لأنصاف العمال

وأصدرت قوانين وتعليمات تأسيس منظمات المجتمع المدني النسوية والشبابية والطلابية والنقابات والجمعيات وحرية الصحافة. ونظمت عمل الأحزاب السياسية، وعملت الثورة على استقلالية القرار العراقي بالانسحاب من حلف بغداد وتبعية الجنيه الإسترليني.

لقد أرست الثورة دروسا بليغة لبناء الدولة المدنية الديمقراطية، باعتمادها النهج الوطني القائم على أساس وحدة الشعب الوطنية، في دولة متعددة الأديان والطوائف، بعيداً عن الهويات الفرعية، وهذا ما يتطلبه وضع العراق اليوم لإصلاح العملية السياسية وإنقاذ العراق من الهاوية التي يدفعه اليها الفاسدون الطائفيون بسعيهم لإنهائه كدولة تسودها العدالة الاجتماعية، ويرتفع فيها شأن الوطن والمواطنة.

أن رفع ذكرى ثورة الرابع عشر من تموز 1958 من قائمة عطل مجلس النواب العراقي بحضور نصف نوابه فقط، لن يغير من أهمية هذه الثورة ومكانتها التاريخية.

المجد والخلود لثورة الرابع عشر من تموز.

الاتحاد الديمقراطي العراقي في الولايات المتحدة الامريكية

نهاية أيار 2024