أكثر من نصف قرن وأنا أعرف ثامر الزيدي زميلا وصديقا ورفيق مسيرة.. إنه من ذاك الجيل الذي كناه، نعمل مع الجميع وللجميع، لم نفكر بذواتنا، فهوسنا بالمسرح جعلنا ننصرف له بدأب وحب وارتباط وثيق دون انتظار اي مردود مادي ام معنوي.

ثامر الزيدي كان تواقا، على الدوام، لأن يضطلع بدور فاعل ومجدد فيما يقدم من عمل، فهو من أوائل الذين قدموا الدراما التلفزيونية للأطفال (برنامج شوف عندك يا سلام - تلفزيون بغداد) يوم كان بثه حيا على الهواء عام 1961.

بمثابرته قدم في بعقوبة أوائل مبادرات المسرحية (المعرقة) حيث شجع وحث زميله عبد الخالق جودت على كتابة نصوص أخرجها الزيدي في بعقوبة ثم نقلها، بل تبرع بنصوصها لفرق مسرحية رصينة في بغداد كانت تشكو يومها ندرة النصوص العراقية، دون ان يشترط مشاركته فيها مثل مسرحيات.  أيام زمان -عرقت عن المفتش العام لغوغول / طبيب بالكوة عن رغما عنه لموليير، والمهزلة الأرضية عن سعد الدين وهبة، وبهلوان آخر زمان عن علي سالم وغيرها.

انتقل ثامر الى بغداد وعمل في مسرح اليوم وشارك مع زملائه لإعادة تأسيس فرقة المسرح الشعبي 1974، وشارك في تمثيل العديد من اعمالهما واخرج مسرحية "حكايات للناس".

ولثامر تاريخ حافل بالمسرح المدرسي حيث كان أينما حل يؤسس للتلاميذ فرقهم المسرحية في مدارسهم، وبزغ من بينهم فنانون مبدعون. اقتحم ثامر الزيدي بجرأة، تلفزيون بغداد، الذي كان يعرض تمثيليات لفرق بغداد المسرحية فقط، فقدم أول تمثيلية فيه من المحافظات (تمثيلية العقدة ثم تمثيلية بقال المحلة) وغيرها في ستينيات القرن الماضي.

في خارج العراق، رغم المصاعب وإضافة لعمله المسرحي مع عراقيين، حيث ساهم بتأسيس فرقة المسرح الجديد وأخرج مسرحية (المهاجرون)، وتصدى لعمل أفلام الرسوم المتحركة فأنتج اول مسلسل كارتوني عربي تلفزيوني في 15 حلقة عنوانه (زعتور) وأول فيلم سينمائي عربي طويل للرسوم المتحركة (حي بن يقظان) وفيلم (أصيلة).

كنت من بين الذين يحثون ثامر على تدوين تفاصيل تجربته التي تستحق التوثيق، وحسنا فعل، فأصدر الكتاب نهاية العام الماضي.

سيبقى ثامر الزيدي حيا بأعماله الإبداعية.

ثامر ستبقى معي..

‏18‏/03‏/2023

عرض مقالات: