أقيم مجلس تأبين للرفيق أبوهندرين، من قبل عائلته ورفاقه، في قاعة "شيستا ترف" الواقعة شمال العاصمة ستوكهولم، وذلك بتاريخ 26/2/2024، بحضور رفاقه وأصدقائه ومحبيه.

وزينت القاعة بالشموع والأغصان والورود وعرض مجموعة من مؤلفات الفقيد، مع عرض فلم البومات صور من مراحل حياة الراحل.

ومع أنغام الموسيقى الحزينة ومن أمام منصة لفت بعلم الحزب، رحب الرفيق عاكف سرحان بالحاضرين لمجلس التأبين لروح الرفيق لطفي حاتم، عارضاً مقاطع رثاء وإستعراض لمسيرته الكفاحية والإجتماعية والعلمية، بين فقرات الكلمات التي قدمت، حيث قدمت الرفيقة خولة مريوش كلمة التأبين للمكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي و كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد قدمها الرفيق فيصل الفؤادي (..في الرحيل الابدي للرفيق العزيز "ابو هندرين" فقدنا شيوعيا رائعا ورفيقا نبيلا ومعطاء بلا حدود، قدم الكثير أثناء عملهُ في مختلف المرافق الحزبية وفي مقدمتها العمل الفكري والعمل الانصاري والتنظيمي. كما كان مناضلا قارع الانظمة الدكتاتورية، وحمل المبادئ والقيّم من اجل شعبهِ وحزبهِ، منذ كان يافعا، وتحمل السجون والمعتقلات لعدة سنوات. ولم يبخل يوما عن أداء أي مهمة كُلف بها، وظل يعمل بلا انقطاع وبدون ضجيج رغم المرض الذي داهمهُ في الفترة الاخيرة. كما نودعهُ اليوم كعلم من أعلام حزبنا، ومثقف عضوي ومفكر ملتزم بالقيم الشيوعية والاخلاص لقضيتهِ الكبيرة التي وهب نفسه لها بشكل مبكر. وبرغم الصعوبات والانكسارات التي مرت، إلا ان العزيز (ابو هندرين) واصل نضالهُ دون كلل حاملا راية التجديد والأمل من أجل تحقيق شعار حزبِنا العتيد (وطن حر وشعب سعيد) ومن أجل عراق ديمقراطي فيدرالي موحد. لقد كان العزيز (ابو هندرين) صوتا تجاوز حاجز الزمن ورمزا يجسد ويلهم نضال وأمل شعبنا. وقد وضع بصماته في كتاباته المختلفة التي جسد فيها افكاره وتطلعات القوى الوطنية والديمقراطية واليسارية والكادحين في بلادنا عموما.

وعبر الرفيق الدكتور صالح ياسر، في رثائه، عن الخسارة الكبيرة لفقدان الرفيق أبو هندرين ونستهل منها (..إرتبط الرفيق العزيز "أبو هندرين" بالنضال الوطني والديمقراطي والسياسي مبكرا ومنذ قرابة ستة عقود، مدافعاً عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومُثل الإشتراكية من أجل عراق ديمقراطي حر وسيد نفسه، كما كان نصيراً ثابتاً لقضية الشعب الكردي وحقوقه القومية المشروعة.

في كل المحطات التي عمل فيها الفقيد "أبو هندرين" كان موضع إحترام وتقدير وثقة رفاقه وأصدقائه، وواصل عطاءه رغم كل الظروف الصعبة وتعقيداتها، وبقي لصيقاً بحزبه على الدوام. وفي كل تلك المواقع يحمل الحزب في قلبه، حالماً دوماً بوطن مفعم بالحياة والأمل بالعدالة الإجتماعية والديمقراطية والإشتركية. وما يحز في النفس أن العزيز "أبو هندرين" رحل بعيداً عن الوطن الذي أحبه وأعطاه الكثير من روحه وعقله وصحته، ليدفن هنا في هدوء الغربة وأمانه المريب وهو الذي سعى لأن يكسر قسوتها عبر مواصلة النضال، من خلال البحث والكشف عن مناطق مجهولة من تاريخنا السياسي المعاصر. ولكن الغربة رغم ذلك أصرت مرة أخرى أن تلعب دور المقبرة التي يذبل فيها الفرح وينكسر الضوء).

وشاركت رابطة الأنصار الديمقراطية في ستوكهولم وشمال السويد، في كلمة قدمها الرفيق كفاح الذهبي (.. أبو هندرين المحب لجميع من حوله أحبه أيضا من عرفه، ولهذا كان نبأ رحيله صدمة موغلة بالألم لدي محبيه الذين بفراقه خسروا ليس ذلك النصير الباسل فقط، بل شخصية أكاديمية مرموقة غاية في التواضع وكاتبا كرس جهده الفكري منحازا ومدافعا عن حقوق الكادحين والمحرومين، هذا الجهد الذي واصله بعناد الثوري وهو يكابد المرض..

أبا هندرين في حياتك كنت عزيزا علينا وبفقدانك تظل ذاكراك عاطرة بيننا نحن الأنصار الذين خبرناك في المحن فكنت شهما ونبيلا. نقول للغالي ابو نادية، نحن ماضون على الطريق الذي اخترته).

وقرأ عريف التأبين رسالة الدكتور وليد الحيالي "رئيس الأكاديمية العلمية في الدنمارك" ونقتطف منها (.. إن الأكاديمية تفتخر بما قدمه الأستاذ الجليل الدكتور لطفي حاتم، من نشاطات علمية متميزة، شملت عشرات المحاضرات والبحوث العلمية القيمة في القانون والسياسة، والأشراف ومناقشة عشرات الاطاريح والرسائل.

  لقد خسرنا برحيل المفكر لطفي حاتم كفاءة علمية واكاديمية مبدعة ومربياً فاضلاً وشخصية إنسانية، بعد فترة طويلة من العطاء، تاركاً سيرة عطرة، وذكرى طيبة، وروحاً نقية، وميراثاً من العلم والخلق الرفيع.. حقاً انه من الصعب تعداد مزايا أستاذنا الجليل فالكلمات لا تكفي للحديث عن سيرته وتاريخه المشرف لخدمة العلم والمعرفة ونضاله الوطني ضد الاستبداد والأنظمة الدكتاتورية.

سلاما لروحك الطاهرة أستاذنا الجليل، لطفي حاتم، وستبقى سيرتك التي لونها حب الحياة بحلوها ومرها، منارة يقتدى بها وذكرى عطرة لدى كل اصدقاءك ومعارفك محبية وكل الوطنيين نم قرير العين فلن ننساك أبداً)

وتليت رسالة عن ذكريات رفيق دربه عبد القادر العيداني في نقرة السلمان وما بعده.

وألقى عديل الرفيق الراحل أبو نادية، الأستاذ زكي سليم كلمة معبرة عن عمق العلاقة (.. حقيقة كان المرحوم نموذجاً للصبر والتأني والمحبة وكان يريد الخير لكل الناس. ومن خلال السنوات الماضية ومن خلال صداقتي معه، وصلة القرابة التي تربطني به، إستفدت منه كثير من الخبرات والمعرفة، فإني لن انساك يا اخي وعديلي العزيز)

وقدم الشكر والإمتنان الأستاذ هوشيار عبد الكريم بإسم العائلة، لكل من حضر وساعد في مجلس التأبين ومراسيم الدفن وكل من إتصل أو كتب في وسائل التواصل.

وكان الختام مع إبنته المحامية نادية بتقديم الشكر والإمتنان باللغة السويدية.

عرض مقالات: