استضاف متحف هيغوب في ضاحية فيذوة التابعة الى مدينة كوبنهاغن، عاصمة الدنمارك، عرضا مهرجانيا خاصا لاستقبال الخريف الدنماركي، وفي تفاعل حي بين الطبيعة والابداع الإنساني، شارك العشرات من العائلات واطفالهم من مختلف الاعمار في تجربة فنية فريدة، عنوانها الأبرز "لنلعب ونرسم معا"، باشراف الفنان التشكيلي العراقي عباس الكاظم، في يوم السبت 17 أيلول 2022، ابتدأت بحدود الساعة الحادية عشرة قبل الظهر واستمرت لغاية الساعة الخامسة مساء، حسب البرنامج الرسمي، وهنا لابد من الإشارة ان طلائع الحضور تواجدوا قبل نصف ساعة من الافتتاح، واستمر اخرون لما بعد الخامسة تعبيرا عن المتعة والانسجام مع فكرة الفعالية وأسلوب ممارستها.
توزع الجمهور على الحديقتين الخلفية والامامية مستمتعين بالدفء واشراقة الشمس ورحابة الضيافة وسحر الألوان ودهشة امتزاجها بالفرشاة وتحريكها على اللوحة في ممارسة فردية وجماعية للرسم يقوم بها الأجداد والاباء والابناء لرسم بعضهم البعض الاخر، حيث يتبادل كل منهم الأدوار، رساما تارة وموديلا تارة أخرى.
في الحديقة الخلفية للمتحف اقام التشكيلي العراقي عباس الكاظم جدارا شفافا طوله عشرون مترا وعرضه متران، مخصصا للرسم، يقف الرسام على جهة والموديل على الجهة المقابلة، وعلى الرغم من ان الجميع تقريبا يستخدم اللون والفرشاة للمرة الأولى، الا ان الرسومات التي انتجها الصغار والكبار كانت في غاية الجمال. وقد حققت هذه التجربة المبهرة غايتها في تنشيط الخيال والتمرن والتعلم واكتساب الخبرة واكتشاف المواهب.
وفي الجانب الامامي من الحديقة، كانت التجربة من نوع اخر، هنا اللعب والرسم يتم باستخدام الكريات الزجاجية المغموسة بالاحبار، يجري تحركيها على الورق المؤطر بقوالب خشبية عشوائيا، والخطوط اللونية الناتجة عن هذه الحركة تؤلف بمجموعها تشكيلات على اللوحة تعبر عن معنى ما في خيال الرسام وربما معنى اخر في خيال المتلقي.
وفي إطار هذا التمرين الإبداعي الاحتفالي، كرس الفنان عباس جهده ووقته لاعطاء التوجيهات اللازمة لاطلاق مخيلة الأطفال واعطائهم الحرية والاستقلال في التعبير. وكان يدير الحوارات ويناقش ملاحظات واستفهامات الحضور صغارا وكبارا. وكان الختام هو جمع الاعمال الفنية التي كانت من نتائج هذا اليوم الاحتفالي لعرضها في فعاليات ربيع العام المقبل في ذات المكان وربما القيام بتجربة إبداعية مماثلة.