دروس الحياة :

بعد اجتماع اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي العراقي في آذار 1978 والطلب باجراء انتخابات ووضع دستور دائم للبلاد لجأ حزب البعث العربي بتجنيد صحيفة الراصد للتهجم على الحزب وبعد اعدام كوكبة لامعة من رفاق وانصار الحزب بدأت المضايقات على مقرات الحزب وملاحقة واعتقال الشيوعيين  وتعذيبهم  وبدأ الشيوعيون بالخروج من المدن والقرى والتوجه الى الجبال والالتحاق بمقرات الحزب التي كانت في طور البناء والتكوين.

عند اشتداد الهجمة الشرسة ضد الرفاق ومقرات الحزب توجه عدد من رفاق مدينة السليمانية  واطرافها الى منطقة  قه‌ره‌داغ  في باديء الامر  ولعدم توفر الاسلحة وتحركات الجيش والجحوش المرتزقة  فكر الرفاق بايجاد مكان آمن فوقع الاختيار على قاعدة (بله‌بزان) التي كانت ضمن اراضي شرق كوردستان ــ ايران ، وتوافد الرفاق من الكورد والعرب والقوميات الاخرى ليصل العدد الى 120 ـ 150  رفيقا تقريبا، وكانت الحياة صعبة جدا لعدم وجود اسلحة ماعدا 5 ــ 10 قطع قديمة، وكانت وجبات الاكل في الصباح والظهر والعشاء الخبز والشاي، وافترش الرفاق الارض لعدم وجود البطانيات واللوازم الاخرى وكان من الصعب الانسجام مع هذا الوضع ولم يكن الحزب مهيأ لمثل هذه الظروف وعندما اصبح صدام حسين رئيسا للجمهورية  في 1979 وبعد قيامه باقتراف مجزرة ضد زمرة من قيادات حزب البعث العربي  بدعوى خيانتهم للبعث اصدر عفوا عاما ولما كانت حياة رفاقنا صعبة جدا انتهز عدد كبير منهم وعادوا الى من حيث اتوا، واصبح عددنا قليلا و تكونت المفارز ومنها المفرزة التي سميت بالسليمانية.

في مغامرة خطيرة ورحلة بين المعسكرات والربايا العديدة للجيش وفي ايلول 1979 توجه حوالي 50 رفيقا مع اربع قطع من الاسلحة الرديئة من قاعدة الحزب في { هه‌زار په‌س} الى قاعدة الحزب في توژه‌ڵه‌ وزه‌ڵی ووصلوا بعد عدة ايام بسلام ليتم توزيع المفرزة الخاصة بمحافطة السليمانية على مقرات قيادة الحزب ورفاق اربيل ورانية وقلعة دزة، وبعد المكوث لمدة اسبوع او اكثر طالب رفاق السليمانية السماح لهم والذهاب بمفرزة الى مناطق المحافظة وبعد الحصول على اسلحة رديئة من الحزب توجهت المفرزة الى مناطق دوكان وماوت والسليمانية،  وتكرر نزول المفرزة عدة مرات وفي يوم 24/3/1980 خاضت المفرزة الباسلة  وعدد الانصار  16 ( 15 رفيقا  والمخبر البعثي  عدنان الطالقاني  ابو هيمن) الذي تم كشفه بعد ان خدم البعث كثيرا،  خاضوا ملحمة قزلر وخسرنا فيها ــ  5 ــ شهداء، وعند العودة طلبنا من القيادة السماح لنا بمقر خاص بنا فتم ما أردناه، وفي تموز 1980 قامت الطائرات العراقية بقصف مقرات الاحزاب ومنها مقرات حزبنا في وادي الاحزاب في توزلة وناوزةنك وبعدها بشهرين، اي في ايلول توجهت مفرزة كبيرة بقيادة المسوول العسكري الرفيق الطيب الذكر محمود ديكتاريوڤ واشراف الرفيق بهاء الدين نوري (ابو سلام) عضو اللجنة المركزية للحزب وبعد مسرة يومين استقرت الآراء على فتح مقر في ( مه‌زری) بالقرب من قرية  بيتوش.

في عيد نوروز ( في شهر آذار 1981) تم افتتاح اذاعة صوت الشعب العراقي على جبل نورێ  القريب من معسكرات الجيش العراقي في منطقة آلان واصبحت فيما بعد هدفا للطغمة  الدكتاتورية في بغداد وتم ايقاف البث في حزيران وارسال الاذاعة الى نوكان  ومن ثم بشتاشان ، وتكاثر عدد مقرات الحزب في دوڵی عیسی و دولكان ، وعند تأسیس القواطع  ومنها قاطع السليمانية وكركوك انتقل رفاق السليمانية وكركوك الى قرية حاجى مامه‌ند.

بعد مجزرة بشتاشان  وهجوم الاتحاد الوطني الكوردستاني ( اوك)  1983 على مقرات الحزب، انتقل قاطع السليمانية وكركوك الى  مناطق قه‌ره‌داغ ودربندخان وسهل شاره‌زور، وكانت للحزب مقرات في هه زارستون وباني شار وخورنه وه زان واحمد آوا على سلسلة جبل سورين الاشم، وانتقل القاطع مرة أخرى الى شاربازير واستقر في قريتى { چه‌مه‌ك وسپیار}، ونظرا للهجوم الايراني والفجر التاسع انتقل القاطع الى قرية { هه‌زارگوێز}، وعند المصالحة مع اوك ارسل الحزب قوة عسكرية من الانصار الپیشمه‌رگه‌ الى دولى جافايه تي وفتح مقر چاڵه‌خزینه‌ ومن ثم الانتقال الى  قه‌ره‌داغ واصبحت  قرية استيل العليا  مقرا لقاطع السليمانية وكركوك، وكانت للحزب مقرات اخرى في گه‌رمیان و قه‌ره‌داغ  فمقر البتاليون ( الفوج) ـ 4 ـ گه‌رمیان كانت في قرية باوه‌كر، البتاليون ــ 7 ــ  هه ورامان  في قرية شيوى قازى ، البتاليون  ـ 9 ـ السليمانية في قرية كه‌سنه‌زان والبتالیون ـ 15 ـ قه‌ره‌داغ في قرية كوشك السفلى.

بعد العمليات العسكرية المختلفة وهمة رفاقنا الانصار البواسل الذين نذروا انفسهم لاعلاء كلمة الشيوعية  وحزب الشيوعيين العراقيين ومن ضمن تلك العمليات : تحرير مدينة قرداغ مع الاحزاب الكوردستانية،  و ناحية نوجول اصبح لدى الحزب عدد كبير من الاسرى  واسلحة جيدة واجهزة الاتصالات ومنها اجهزة ـ راكال ـ  المتطورة ، سيارات وتراكتورات ومكائن خاصة لتوليد الكهرباء  والتلفزيون الملون.

تصدى رفاقنا الانصار الپیشمه‌رگه‌  للهجوم الشرس والجبان  من قبل نظام صدام حسين الاجرامي في عمليات الانفال القذرة والسيئة الصيت وقدمنا خيرة المناضلين الشيوعيين من امثال الملازم سامي والملازم ابو يسار و ماجد علي خليفة ورفاقهم  شهداء، وبعد المعارك الضارية توجهنا ومعنا عدد من الجرحى الى مقر حزبنا في دوڵه‌ كوگا وكان عددنا كبیرا وقمنا بفتح مقر اخر في گوێزێ  واصبح  هذا المقر مقرا للحزب والشيوعيين الناجين  من عمليات الانفال القذرة بما فيهم رفاق قيادة الحزب ، وكان لنا مصدر مهم للتمويل وهو نقطة الكومرك ويمكن القول بان قاطع السليمانية وكركوك اصبح نقطة الارتكاز التي جمعت كل قوى الحزب في السليمانية واربيل وبادينان وكان القاطع يمول رفاق التنظيم المدني ( الحزبي).ايضا.

نعم بدأ رفاق السليمانية وگه‌رمیان من الصفر وبدون اسلحة واصبحوا قوة  فعالة كسائر قوى الحزب الاخرى في القواطع الاخرى ولديهم المال والاسلحة المتطورة . المجد والحلود للشهداء والموت لاعداء الشيوعية.

** تم نشر هذه الماده‌ فی النصیر الشیوعي  سابقا.

16/9/2021

عرض مقالات: