منذ نعومة أظفاره وهو مولع بمهنة توزيع الجرائد.. يتجول يوميا على قدميه في مدينته بهرز (موسكو الصغرى) - كما يحلو لمناضليها تسميتها – حاملا الجرائد بين يديه، وأهمها “طريق الشعب”، التي كان يوزعها على المشتركين.
أمجد، ابن مدينة بهرز، يقول في حديث لـ “طريق الشعب”، ان جولاته اليومية كانت تتواصل صباحا ومساء. ويضيف قائلا انه خلال سبعينيات القرن الماضي، حينما كانت “طريق الشعب” تصدر بشكل سري، كان يخفيها في ثيابه أو مع المواد الغذائية التي يشتريها من السوق (المسواك)، لافتا إلى أن البعض كان يأتيه إلى منزله خفية كي يقتني الجريدة.
ويؤكد أمجد، وعيناه غارقة بالدمع، انه مشتاق لـ “طريق الشعب” الورقية، كي يتصفحها بيديه، كونه لا يستطيع قراءتها الكترونيا مثلما هو حالها اليوم، موضحا أن عمره اقترب من السبعين، ونظره لا يساعده على القراءة الالكترونية. ويصف شعوره وهو يحمل الجرائد بيديه: “وكأني أحمل كنزا، أو باقة ورد أعطر بها شوارع مدينتي، أو غذاء فكريا أنمي به وعي القراء”.
ويعبر أمجد عن اشتياقه لـ “طريق الشعب” الورقية، مستعينا بإحدى أغنيات الموسيقار محمد عبد الوهاب، مرددا: “امتى الزمان يسمح يا أجمل الصحف.. جريدتي طريق الشعب، أن أقرأك بأوراقك الزاهية، واطلع على صفحاتك الدسمة بثقافتها وفكرها”، مشيرا إلى أن الكثيرين من قراء الجريدة هم من كبار السن الذين لا يستطيعون القراءة الكترونيا. لذا يتساءلون: “متى تُطبع (الطريق) كي نتصفحها ونستمتع بمواضيعها؟”.

عرض مقالات: