بابا علي العبودي، هكذا يسمونه في مدينته التي يعشق، النجف. انه قادم من رحم الكلمة المبدعة، من اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة النجف، وقد وجد نفسه محاطا بمجموعة افكار، فحاول أن ينفذها على أرض الواقع في ظل جائحة كورونا.

بعد توقف نشاطات اتحاد الادباء في النجف، جراء أزمة كورونا وتعليمات التباعد الاجتماعي، استحدث العبودي فكرة الجلسات التفاعلية على شبكات التواصل الاجتماعي، التي تتم ببث مباشر ويشارك فيها أدباء ومثقفون من جميع المحافظات.

ولم يكتف بالجلسات التفاعلية، فاستحدث برنامجا عنوانه “في زمن كورونا”، يلتقي فيه بمصابين بالفيروس، وبأفراد من “الجيش الأبيض”، فضلا عن فنانين وطلبة وشباب محتجين، ليسلط الضوء على نشاطاتهم في ظل الجائحة.

“طريق الشعب” التقت بالأديب علي العبودي، وسألته عن برنامجه. فأجاب قائلا أن “الواجب الحقيقي ينبع من وجدان الفرد كي لا يتوقف نبض عمله يوما، وانا لا اجد مساحة للراحة ما لم أقدم لمجتمعي واهلي ما عندي من عطاء”، مضيفا انه “يجب أن لا أكون ساكنا أو صامتا يوما. فيتحتم علي ان ابذل ما عندي، كي تكون الحياة جميلة امام عيني”.

وتابع قوله، انه “لا يمكن للمرء الذي لديه ما يقدمه، ان يقف مكتوف الأيدي، خاصة إذا وجد فريقا يسنده، من الشباب أو الكبار”.

وتحدث العبودي عن نشاطاته خلال شهر تموز الجاري، مشيرا إلى انه “بعد نجاح برنامجي التفاعلي، الذي قدم العديد من الحلقات خلال شهر حزيران الماضي، بالتعاون مع فريق I MAX)) ومنتدى النجف الاجتماعي واتحاد ادباء النجف. واصلنا خلال الشهر الجاري تسليط الضوء على نشاطات منظمات المجتمع المدني وحملاتها، وذلك في حلقة خاصة عنوانها (هاشتاكات). كما تطرقنا إلى هموم الطلبة في حلقة حملت عنوان (ارتفاع الاجور الدراسية في الجامعات والكليات الاهلية)، وحلقة أخرى تناولنا فيها (تجربة التعليم الإلكتروني.. آثارها و طرق تطويرها)، وستكون لنا حلقة خاصة أيضا عن (طلبة الاعداديات.. من الاحتجاج الى كورونا)، وهذه تتم بالتعاون مع اتحاد الطلبة العام”.

وذكر العبودي انه تم تنظيم جلسة تفاعلية لاستذكار الأديب الراحل رزاق إبراهيم حسن، وندوة حول “أثر المعالم الفنية في تشكيل الفضاء الثقافي للمدن”، قدمها د. علي ناجي، إلى جانب جلستين لاتحاد الأدباء والكتاب في النجف، لافتا إلى أن آخر جلسات هذا الشهر، خصصت لاستضافة فتيات مبدعات، ضمن حلقة عنوانها “مبدعات في زمن كورونا”.

ونوّه إلى أن من أهم الجلسات التي قام بتنظيمها، كانت عن “شباب الاحتجاج في زمن كورونا”، ضيّف فيها عددا من شباب انتفاضة تشرين، ليتحدثوا عن الانتفاضة قبل أزمة كورونا وبعدها، مضيفا أن هناك جلسة أخرى عقدت في ذكرى ثورة 14 تموز.

عرض مقالات: