{ يوم  24 حزيران  من كل عام ,  هو يوم اعدام الرفيق الشيوعي الشجاع والصارم والقائد الانصاري الابي  حوهر}.

مع تأسيس الحزب الشيوعي العراقي عام 1934  ناضل الشيوعيون من اجل الحرية واستقلال البلاد وتحسين الوضع الاجتماعي والحياة الكريمة للفقراء والكادحين المسحوقين ومن اجل :وطن حر وشعب سعيد، وتحملوا من الدكتاتورية البغيضة صنوف العذاب والحرمان من الملاحقة والاعتقال ومن ثم التعذيب الوحشي والقتل والاستشهاد، والرفيق الشيوعي والقائد الانصاري رؤوف الحاج محمد كولاني واسمه الحركي { جوهر}  ضحى بحياته من اجل الشيوعية والقيم الانسانية.

إنّ قرىة كولان القريبة من مدينة دربندخان والاقرب الى معسكرات الجيش العراقي ، كانت المكان الأمين لإختفاء القادة الحزبيين ومنهم الرفيق الشاعر المعروف احمد دلزار والدكتور فارس رحيم وعبدالله ملا فرج { ملا علي}  والأسرار الحزبية، وفي خضم أيام النضال القسري انخرط عدد من المواطنين ومنهم أولاد وأقارب الحاج  محمد في الحزب الشيوعي العراقي.

انتمى الشاب رؤوف الحاج محمد للحزب، ومنذ الأيام الأولى وفي الظروف القاسية أخذ يعمل بجدية ونشاط، وكان مثالاً رائعاً للبسالة والإلتزام الصارم والصمود البطولي لا تلين له قناة، وأصبح عضواً في الحزب، ومن ثمّ عضواً في لجنة جوتياران، وهذه اللجنة كانت تقود المنطقة بما فيها مدينة دربنديخان ونظراً للدور البارزوتألق الرفيق رؤوف في إنجاز المهمات الحزبية، وبناءً لإقتراح من اللجنة العسكرية، انتدب للعمل بصفة مستشار سياسي في السرية العاشرة( لقى 10) المناضلة لأنصار حزبنا الشيوعي العراقي التابعة لقوات بيشمه ركة كوردستان الباسلة .وبعد صدور بيان 11 آذار 1970 واظب الرفيق رؤوف دون كلل مواصلة النضال، ودخل في عدد من الدورات الحزبية التي نطمتها اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي لزيادة معلوماته الفكرية والتنظيمية، وأستطاع الإستفادة من تلك الدورات واستيعاب التطورات التي عاشها العراق ، وأصبح عضواً في لجنة محلية محافظة السليمانية ومسؤولاً عن قضاء دربنديخان، وكان كادراً فعالاً أذهل رفاقه في تأدية واجباته، ولم يأبه قط لممارسات السلطة المجرمة، وبذلك نال ثقة الحزب والرفاق والجماهير، وأصبح هو الآخر كوالده محبوباً من لدن رفاقه وجماهير المنطقة، ومن ثمّ أصبح عضواً في منظمة اقليم كوردستان الباسلة.

وعند إشتداد الحملة على الحزب  بداية عام 1978 قامت السلطات الدكتاتورية بعدة محاولات للقبض على الرفيق رؤوف، إلا أنّها فشلت في ذلك، حيث أختار الرفيق التوّجه إلى منطقة قرداغ للإختفاء، ومن ثمّ الذهاب مع رفاق آخرين إلى هورامان وتأسيس قاعدة للحزب وأنصاره في منطقة به له بزان وتحمّل بصفته مسؤولاً ورفاقه متاعب كثيرة في توفير الطعام لهم وللرفاق الذين استطاعوا الهرب من جحيم الدكتاتورية الفاشية والالتحاق بالقاعدة، ومن ثمّ توفير السلاح ، وكان عدد الرفاق 150 – 200 ولا يملكون غير 10 بنادق قديمة مع عدد من المسدسات.بعد معارك عنيفة شهدتها المنطقة اضطرّ رفاقنا ترك المقر وعبور نهر سيروان ن والتوجه إلى جه مي كريانه القريبة وهه زاربه س، وهي قريبة من ربايا العدو الدكتاتوري.

قاد الرفيق جوهر مفارز عديدة إلى المدن والقرى القريبة، وخاضت هذه المفارز معارك ضد ركائز العدو الجبان، وأسهمت في رفع معنويات وجاهزية الرفاق والأنصار، وعند توزيع القوى ذهب الرفيق جوهر على رأس مفرزة قتالية إلى منطقة قرداغ بعد إنقطاع دام عدة أشهر، ومن هناك بادر إلى تنظيم مفارز صغيرة مهمتها القتال ضد عناصر الحكم الدكتاتوري ، وتوزيع أدبيات الحزب بين الجماهير، وعندها بدأت الإلتحاقات من قبل الجماهير وأفراد الجيش والشرطة والجحوش بالإنضمام إلى صفوف قوات حزبنا.

عندما اصيب بجروح أرسله الحزب إلى الأتحاد السوفيتي للمعالجة والدراسة، وفي عام 1986 عاد ليواصل النضال مع الحزب وليساهم في نشاطات رفاقه، وأصبح المسؤول العسكري لقاطع السليمانية وكركوك، وساهم مع كوادر الأحزاب الكوردستانية في وضع خطة للإستيلاء على مدينة قرداغ وتحريرها من رجس البعثيين.ففي شهر نيسان 1987 تم تحرير مدينة قره داغ من براثن العدو ، وقد حصل الحزب على غنائم كثيرة بدون خسائر.وساهم الرفيق في وضع الخطط المحكمة لتحرير ناحية نوجول، واستطاع رفاقنا لوحدهم من تحريرها من أزلام وعناصر الدكتاتورية البغيضة ووقعت في الأسر سرية للجنود وسرية للجحوش مع غنائم، منها : سيارات ودوشكا ومدافع هاون وأجهزة إتصالات راكال وقاذفات آر.بي.جي RBG وكلاشنكوفات وأسلحة خفيفة أخرى، ومن دون خسائر.وفي أواخر شباط 1988 ذهبنا ومفرزة من رفاقنا وأنصارنا إلى كه رميان لإستطلاع ناحية جبارة ووضع الخطط الكفيلة لتحريرها ، وسمعنا بأن العدو المجرم يتهيأ لشن هجوم كبير على منطقة قرداغ، وقد رجعنا مسرعين وما أن وصلنا مقرنا في قرية أستيل العليا سمعنا بمهاجمة العدو البعثي الفاشي قرى سيوسينان ودوكان بالسلاح الكيمياوي، وسقط 78 من المواطنين شهداء في قرية سيوسينان وحدها.وساهم في المعارك التي خاضتها قوات حزبنا الشيوعي العراقي ضد قوات السلطة الدموية إبان عمليات الأنفال السيئة الصيت.عند إنسحاب قوات حزبنا وقوات الأحزاب الكوردستانية من مناطق كه رميان وقرداغ أصّر على البقاء في المنطقة، وقد وافق الحزب على طلبه،  وعندما توجه الى مجمع النصر القسري الواقع بين قضاء دربنديخان وناحية عربت، وبوشاية من مرتزق من مرتزقة النظام البعثي المقبور قامت القوات الخاصة وعناصر الإستخبارات العسكرية وقوات الأمن والجحوش المرتزقة بمداهمة مكان تواجد الرفيق جوهر في 9/10/1989، وبعد معركة شرسة استخدم العدو  فيها كافة أنواع الأسلحة، وعند نفاذ الطلقات لدى الرفيق أستطاعت القوى المجرمة إعتقاله وارساله فوراً إلى السجون الرهيبة في كركوك وبغداد والقيام بتعذيبه وفق أحدث وسائل التعذيب للنظام الدكتاتوري المقيت للحصول على معلومات منه، وكشف الخطوط والبيوت الحزبية ومواقع الأنصار وأماكن إختفائهم، إلا أنّ الرفيق خيّب آمال الذين أشرفوا على تعذيبه، ولم يستطيعوا النيل منه.ولمّا كانت إراقة دم العراقيين هواية من هوايات المجرم صدام حسين ونظامه الدكتاتوري العفن، أقدمت زمرته المجرمة على إقتراف جريمة بشعة بإعدام الشيوعي المناضل رؤوف حاجي محمد كولاني ( جوهر ) في 24/6/1990.وكان الرفيق جوهر متزوجاً من الرفيقة قدرية ابنة  العامل المناصل الشيوعي عثمان هوليري  ، وأب  لبنتين رؤزان وسازان وولدين كوران و اواره. نعم أيّها الرفيق الشيوعي الشهيد، أيّها المعلم المربي، أيّها النصير البيشمه ركه ، ايها العسكري الجسور، وهبت حياتك للعراقيين وناضلت معهم حتى اللحظات الأخيرة والتحقت بموكب الشهداء، ورحلت والتحق بك الآلاف من خيرة أبناء وبنات العراق من ضحايا النظام الدموي الفاشي، لك ولكل رفاقك الشهداء المجد والخلود. أيّها الشامخ نبقى أوفياء لأفكارك وتاريخك النضالي ونواصل النضال مع شعبنا الأبي حتى تنتصر إرادته، وعلى دربك نمضي لبناء : وطن حر وشعب سعيد.

22/6/2020

عرض مقالات: