طريق الشعب
لم يوقفه تقدمه في السن ولا أمراضه المزمنة التي يعانيها، عن مواصلة الحضور إلى ميدان الاحتجاج والمشاركة في التظاهرات.. فهو متسم بالروح الشبابية ومفعم بطاقة من الامل والحب، نشاطه الجماهيري لا ينقطع، دائب على تبني مطالب أبناء شعبه.
انه الناشط رزاق صاحب توفيق (أبو رشا)، عضو اللجنة المحلية العمالية للحزب الشيوعي العراقي، الذي لم يتخلف يوما واحدا عن المشاركة في الحراك الشعبي، منذ انطلاق التظاهرات المطلبية عام 2011 وصولا الى انتفاضة تشرين، ورغم تعرضه الى الغازات المسيلة للدموع ومشاهد الاعتقال والموت اليومية في ساحة التحرير.
مؤازر للطلبة والعمال والمرأة والمتقاعدين وكل شرائح المجتمع في المطالبة بحقوقهم، وهو في الوقت ذاته، مؤرشف للحراك الجماهيري عبر عدسة كاميرته التي نقلت العديد من الصور والافلام الحية الى أرجاء مختلفة من العالم، إلى جانب بثه المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي، لفيديوهات تتضمن ما يحصل يوميا في ساحات الاحتجاج.
نشاط أبي رشا لم يقتصر على التظاهر، فهو خلال فترة حظر التجوال الصحي استمر في ايصال المعونات الى خيمات المحتجين، وساهم في جمع التبرعات المالية لمساعدة المحتاجين وفي مبادرات التكافل الاجتماعي ضمن نشاطات اللجنة المحلية العمالية، والتي دعا إليها الحزب من أجل مساعدة الفقراء والكادحين الذين تضرروا بعد أن توقفت أعمالهم وانقطعت أجورهم نتيجة الحظر الوقائي.
تبرع من ماله الخاص أكثر من 800 ألف دينار، وجمع اكثر من 250 ألف دينار من رفاقه في اللجنة المحلية العمالية وأصدقائه، فضلا عما جمعه من أموال أخرى من رفاقه في منظمة الحزب في الكاظمية، لتتحول جميعها إلى سلات غذائية وزعت على الفقراء والمعوزين في محلات ام النومي والتل والسميلات والانباريين والنعش خانه والشيوخ وعكد السادة والنواب وشاطئ التاجي وسبع البور، وكذلك المنطقة العشوائية المجاورة لكراج السيد محمد.
ولا يزال أبو رشا، بدافع إنساني وحماس وطني، يواصل جمع التبرعات المالية والمواد الغذائية ليوصلها إلى المحتاجين في أي بقعة من بغداد.