عن دار الرواد المزدهرة للطباعة والنشر في بغداد سيصدر قريباً كتاب (دور وتأثير الأجهزة الأمنية والمخابراتية على حركة الأنصار الشيوعيين في العراق) للكاتب فيصل الفؤادي، والذي يتضمن مجموعة مهمة من المعلومات التاريخية الخاصة بالكفاح البطولي الذي خاضه الشيوعيون العراقيون لإحباط عدد لا يحصى من عمليات التخريب الداخلي والتجسس وإثارة البلبلة والفتن وإستهداف الوحدة الفكرية والتنظيمية، التي نفذها النظام العراقي السابق ضد الحزب الشيوعي العراقي، وحركة انصاره الباسلة التي خاضت كفاحاً مسلحاً ضد ذلك النظام وأزلامه ومرتزقته وجلاديه، أبان ثمانينات القرن الماضي.

ولا تكمن أهمية الكتاب في توثيقه لتلك الاحداث والحقبة التي شهدتها، بل وأيضا في ما تمتعت به حكاياته من صدق وبساطة ووضوح وفي قدرته على التعريف بفتية بسطاء، جياع وشبه عراة، نحتوا في الصخر عالماً حراً متوهجاً، واجهوا به زحفاً تترياً وقنابل خردل ومجرمين مدججين بالسلاح وبتقنيات متطورة، إنتهكوا بها وبدم بارد كل الحرمات.

كما تكمن أهمية الكتاب في قراءته للأحداث التي سبقت تلك الحقبة وكانت سبباً لما جرى فيها ومنطلقاً لما شهدته من متغيرات دراماتيكية، الى جانب محاولته فهم الأوضاع الداخلية للحزب، فكرية كانت أو تنظيمية، وكيفية تجليها في تلك المتغيرات.

وإذ يشكل كتاب الفؤادي، إستعراضاً سياسياً وتاريخاً مهما، لا يفتخر به الشيوعيون وحدهم بل وخيرة أبناء شعبنا، فهو يمثل حقاً مؤشراً أخر على قدرة الحزب الشيوعي العراقي على تجاوز المحن، وإعادة بناء الهوية العراقية الجامعة وإقامة مجتمع سياسي مستقر خالي من العنف والفوضى، مجتمع الحرية الحقيقية والعدالة الاجتماعية، المجتمع الذي تتوق له كل طبقات مجتمعنا ومكوناته. 

 النصير أبو دجلة اعلام