عبد الحسين ناصر السماوي

شأن أخواتها وقريناتها في بغداد والمحافظات الأخرى، لعبت المرأة السماوية (نسبة إلى مدينة السماوة)، دورا فاعلا بارزا في انتفاضة الشعب منذ انطلاقها مطلع تشرين الأول الماضي في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب.

وكانت نساء السماوة ولا زلن، يمثلن بحق صوتا ثائرا في الاحتجاجات الشعبية، ساعيات إلى جانب أشقائهن الرجال، إلى الإصلاح والتغيير تحت الشعار البارز "نريد وطن".

ووقفت المرأة العراقية بشكل عام، والسماوية على وجه الخصوص، جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل في ميدان الاحتجاج، متظاهرة ومسعفة ومعدة للطعام، ومرة أخرى رسامة تساهم في تزيين مدينتها بالرسوم الجميلة.

الكثير من النساء والفتيات المتظاهرات والناشطات، نلن نصيبهن من القمع العنيف الذي واجهت به السلطة والقوى المساندة لها، المتظاهرين السلميين. فهناك من اختطفت أو جرحت او استشهدت أو اغتيلت بأياد غادرة آثمة.

منتهى الصافي، وهي ناشطة مدنية لم تبرح "ساحة الغدير"، موقع الاعتصام الرئيس في السماوة منذ انطلاق التظاهرات، عبرّت عن "أزكى التهاني لكل نساء العالم في مناسبة اليوم العالمي للمرأة 8 آذار".

وأضافت في حديث لـ "طريق الشعب"، أنها تقدم "باقة ورد للمرأة العراقية المناضلة التي قدمت الجريح والشهيد وتحدت الظلم والطغاة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والعيش الكريم لجميع العراقيين".

الناشطة نازك الحصيني، وهي أيضا تشارك باستمرار في تظاهرات السماوة، تحدثت لـ "طريق الشعب" عن الدور المهم الذي لعبته المرأة في انتفاضة تشرين، موضحة أن المرأة "كانت صوتا هادرا في ساحات التظاهر، وانها رسمت اللوحات الفنية على الجدران وداوت جراح أشقائها المتظاهرين، وشدت من عزمهم بعد أن اشتد الجرم ضدهم".

وتابعت قائلة أن "الهراوات وقنابل الدخان والرصاص الحي، كل ذلك لم يرهب المرأة المتظاهرة، بل حفزها على شد عزم أخوتها الرجال. فهزجت (بالروح بالدم نفديك يا عراق)".

إلى ذلك تحدثت الناشطة ساهرة عبد الامير، التي تشارك في الحراك الاحتجاجي منذ العام 2015، عن مساهماتها في تظاهرات السماوة، وقبلها حضورها إلى ساحة التحرير للمشاركة في التظاهرات مع زميلاتها في رابطة المرأة العراقية.

وأضافت قائلة أن للمرأة دورا مميزا في تحريك الشارع ورفع زخم الحراك الجماهيري، مؤكدة أن "دور المرأة السماوية اليوم في الاحتجاجات، يشهد له القاصي والداني. إذ قدمت بنات السماوة الكثير من أجل القضاء على المحاصصة والفساد، والسعي إلى تحقيق مطالب المتظاهرين المشروعة، وإزاحة الطبقة السياسية الفاسدة التي سرقت أموال الشعب العراقي".