شهدت مدينة اولدنبورغ عصر يوم الجمعه 14 شباط 2020 حفلا لإحياء ذكرى يوم الشهيد الشيوعي .

خالدون في ضمائر العراقيين يا شهداء الحزب الشيوعي .

هذا ماعبرت عنه قلوب وعيون الجمهور الذي حضرالى قاعة ألأحتفال من رفيقات ورفاق وصديقات واصدقاء من الجالية العراقية. وزينت القاعة بعدد من الشعارات التي تمجد الشهداء وبالنصر لانتفاضة شعبنا المجيده وتدعو الى الوحدة الوطنية وبناء دوله مدنية ديمقراطية ومحاسبة الفاسدين وفاء لدماء شهداء الانتفاضه والوطن.

تصدرت القاعة شاشة كبيرة ,عرضت عليها افلام وقصائد شعر وأغاني لتمجيد الشهداء

في الساعة الثالثة والنصف ابتدأ الاحتفال ورحبت الرفيقه (نازك جليل ) بالحضور وطلبت منهم الوقوف وقفة خشوع ومحبة وقفة الصمت اجلالا للشهداء ،وبعدها عزف النشيد الوطني العراقي كما وعزف النشيد الاممي . ثم ألقى الرفيق فيصل عبد العزيز ( أبوكفاح ) كلمة المنظمه والتي جاء فيها ((اليوم الرابع عشر من شباط  واحد و سبعون عاما مرت على اعتلاء قادة حزبنا الأماجد منصة الخلود، وهم يهتفون بحياة الحزب ويتقدمون الى الاستشهاد من أجل ذلك الحلم الإنساني العظيم، من أجل العدالة والوطن الحر والشعب السعيد ، مفتتحين طريق البطولة الذي سارت عليه من بعدهم قوافل متعاقبة، مخترقةً حلكة الظلام، ومُطلعةً فجر الحرية لوطن عشقته وأسكنته المقلتين، ومؤسسةً لقيم التضحية في سبيل حرية الوطن وسعادة الشعب.. ولتستمر قوافل الشهداء الخالدين الذين جادوا بانفسهم وأرواحهم الطاهرة، مسترخصينها قربانا للقضايا الانسانية، ومن أجل عالم تسوده الحرية والعدالة الاجتماعية والاشتراكية.

بعدهم ذهب الطغاة إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم، أما هم فما زالت مسيرتهم الظافرة تشق طريقها مجتازة العواقب مقدمة المزيد من القرابين على طريق الحرية والعدالة الاجتماعية، لم تنتكس رايتهم أبدا. هؤلاء المناضلون تسلقوا سُلم المجد  فلمعت أسماؤهم في سماء الوطن، فقد عرفوا لحن الخلود بما قدموه من مآثر ستظل خالدة عبر الأجيال.

في الذكرى الواحد والسبعين لاستشهاد قادة حزبنا فهد وحازم وصارم وسلام عادل وجميع من استشهد بعدهم وقبلهم ومعهم خلال مسيرة الحزب الظافرة، وهم آلاف من كواكب ومناضلي الحزب ومن خيرة بنات وأبناء شعبنا في الوطنية والتضحية ونكران الذات، نستذكر الشهداء فهم قدوتنا الكفاحية والنضالية، وقد ضحوا بأثمن ما يملكه الإنسان وهو حياته، إنهم محبون للحياة وليسوا عشاقا للموت، لكنهم رفضوا الظلم والفقر والاستبداد لشعبهم، فكانت تضحياتهم عظيمة من أجل القيم الانسانية. لقد تجاوز الشهداء البررة احلامهم الخاصة وضحوا من أجل تحقيق مجتمع العدالة الاجتماعية.

وبقي الشيوعيون قادرين على التجديد والزهو رغم كل الجراحات، لان شجرتهم الوارفة تستمد نَسغَها من صدق قضيتهم، التي ترَسخت جذورها في تراب العراق العزيز، وازهرت اغصانها تحت شمسه البهية.

ورغم لوعة الفقدان التي تكوي الروح، وغصة الألم التي تعتصر القلب، وما يتركه الحزن في الذاكرة من مرارات، نحتفل كل عام بيوم الشهيد الشيوعي ، ويبقى كل احرار العراق محتفين معنا، ومستذكرين بفخر المآثر التي اجترحها أولئك الغيارى من فتية وصبايا الحزب، من العرب والكرد والتركمان والاشوريين والكلدان والسريان والايزيدين والصابئة المندائيين.

أنه اكبر من مآتم للندب، واوسع من مناسبة للتعبئة، واعمق من وقفة تأمل، واشمل من فرصة للتضامن والتعاضد .. أنه يوم للفخر بكوننا حزباً للشهداء، لا حباً بالموت، بل ادراكاً واعياً للحياة، لضرورة ان نسترخص الدم الغالي من اجل ان يعيش البشر بحرية وكرامة وعدل، ومن اجل ان تعود للانسان آدميته المستلبة.

نستذكر اليوم مآثر شهدائنا وعامة شهداء الحرية والوطن، وشهداء الانفال و الذين حلموا بعراق جديد يحفظ كرامتهم ومستقبل الاجيال، نستذكرها ونستحضر طيوف شهدائه وضحاياه الخالدين وصور البطولة النادرة التي سجلوها في مواجهة الجلادين، حريّ بنا، وبلادنا تمر في واحدة من اعقد المنعطفات السياسية والاجتماعية في انتفاضته الجباره انتفاضة تشرين، ان نستعيد شيئا من دروسها.

فتجربتها تؤكد أهمية وضرورة صد ومنع أي مظهر من مظاهر العنف وفوضى السلاح واللجوء الى القوة والاكراه ايا كان المبرر، ورفض اي وجود ميليشياوي ومسلح خارج اطر الدولة ومؤسساتها الدستورية.

كذلك تقول التجربة ان لا ضمان للأمن والاستقرار وتحقيق التنمية والسير على طريق التقدم والرخاء، من دون قيام دولة مؤسسات ديمقراطية حقة، تتسع لجميع العراقيين على اختلاف منحدراتهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية.

وهذا بالضبط ما ينادي به ملايين العراقيين الذين انتفضوا في ساحات ومدن بلادنا، متطلعين الى غد أفضل والى عراق جديد لا مكان فيه للقمع ولمصادرة حقوق الانسان .

ان على الجميع اليوم، خاصة القوى المتنفذة، اختصار طريق الآلام وحقن دماء المواطنين، بالاستجابة فورا لإرادة الشعب التي تتمثل اليوم في تشكيل حكومة جديدة من كفاءات وطنية نزيهة، بعيدا عن المحاصصة ومنظومة الفساد، والذهاب إلى انتخابات مبكرة حرة ونزيهة.

ان كل تحرك يعاكس اهداف انتفاضة تشرين الباسلة، لن يزيد الأمور الا تعقيدا، ويفتح الأبواب على أسوأ الاحتمالات، وهو ما يتحمل مسؤولية عواقبه المتشبثون بكراسي السلطة، ومن خلفهم القوى والكتل السياسية التي ترفض بعناد حتى الآن، الاستجابة لإرادة الشعب والمنتفضين .من التعقيدات والتدهور في ظل ازمة بنيوية عامة، تزداد في ظلها معاناة المواطنين وبؤسهم، والخشية من المستقبل، ومن تطورات الاحداث المفتوحة على  كل الاحتمالات، التي احلاها مر وقد يؤدي الى الأسوأ.

ان التجربة والدروس المستخلصة من تاريخ بلدنا المعاصر، تؤكد من جديد على أهمية وضرورة صد ومنع أي مظهر من مظاهر العنف وفوضى السلاح واللجوء الى القوة والاكراه، تحت اي مبرر، ورفض اي وجود ميليشياوي ومسلح خارج اطر الدولة ومؤسساتها الدستورية، وان يكون ذلك من ثوابت جميع الفاعلين في العملية السياسية ، ومختلف الاحزاب والقوى السياسية، قولا وممارسة.

كما تقول التجربة، ان لا ضمان للأمن والاستقرار وتحقيق التنمية والسير على طريق النماء والرخاء والأزهار من دون قيام دولة مؤسسات ديمقراطية حقة، تتسع لجميع العراقيين على اختلاف منحدراتهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية.

ان تحقيق هذا يتطلب المضي قدما على طريق الخلاص من نظام المحاصصة والطائفية السياسية والارهاب وبؤره، والتصدي بحزم للفاسدين والمفسدين والمرتشين، وبناء دولة المواطنة والقانون والمؤسسات والعدالة الاجتماعية، والتي تسند فيها المسؤولية العامة على وفق الكفاءة والنزاهة والوطنية، وإطلاق عملية التنمية الوطنية المستدامة وبناء اقتصاد قوي ومتنوع، وان يتمتع المواطن العراقي بحريته الكاملة وحياة كريمة لائقة.

ان تنفيذ هذه التوجهات وتحويلها الى واقع ملموس، وعبر تدشين عملية تغيير جذري في نظام الحكم، فكرا ومنهجا وإدارة، يشكل انتصارا للشهداء والضحايا وعوائلهم الكريمة التي عانت الكثير وما زالت وتتطلع الى من ينصفها ويعيد اليها حقوقها. لقد تجاوز الشهداء البررة احلامهم الخاصة وضحوا من أجل تحقيق مجتمع العدالة الاجتماعية.

في هذه الذكرى نجدد التضامن مع عوائل الضحايا، ونستذكر بمجد وفخر الشهداء الابرار وصمودهم الأسطوري ومآثرهم وبطولاتهم التي ستظل على الدوام حافزا لنا لمزيد من العمل والنضال نحو الوطن الحر والشعب السعيد. نقول للشهداء وهم يشكلون للعراق ظل نخيل باسق -- نقول مجداً وسلاماً لهم.. لنهر الدم والدموع الذي روّى تراب بلادنا -- نقول مجداً وسلاماً.. للفتية الذين جادوا بأنفسهم، وتركوا بسمات الفخر على وجوه وشفاه الاطفال - نقول مجداً وسلاماً.. للفتية والصبايا الذين أضاءوا لنا الطريق، ليبزغ فجر عراق الحرية والمساواة والسيادة والديمقراطية والسلام - فألف تحية اجلال واكبار لشهداء الحزب الشيوعي العراقي وشهداء عموم الحركة الوطنية -- وتحية تقدير واكبار لعوائلهم وتضحياتها الكبيرة - لهم تنحني الهامات ونعاهدهم على المضي قدما في سبيل أهدافنا التي ضحوا من أجلها. لهم المجد كل المجد .... لهم الخلود -- وعهداً على مواصلة النضال لاكمال المسيرة .. نحو وطن حر وشعب سعيد.))

وعلى شاشة كبيرة من ضمن فقرات الاحتفاليه عرضت افلام وثائقيه عن التاريخ النضالي للحزب منذ تأسيسه و صور الرفيقات والرفاق الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية والعدالة وحقوق ألأنسان على مدى تاريخ حزبنا المجيد -- صور مجاميع من قوافل الشهداء ، نساء و رجال من مختلف القوميات و الأديان و المذاهب ، تركوا بصماتهم على طريق الحرية. وتم عرض فيلم (الفرمان الاسود )لمخرجه نوزاد شيخاني الذي يستعرض معاناة اهلنا في سنجار اثناء الهجمه البربريه لداعش وما حل بهم من قتل للرجال والاطفال وسبي النساء وتشريد العوائل . وعرض ايضا فلم عن شهداء الانفال .. وعرضت مجموعة اغاني مصوره ومسجلة للفنان الكبير فؤاد سالم والفنان جعفر حسن --التي تمجد الأنسان والشهداء وبطولاتهم .

وفي ختام الاحتفاليه قدمت بعض الماكولات والقهوة والشاي .

و كان للشعارات التي ألقتها الرفيقه نازك وقع جميل عند الحضور

فألف تحية اجلال واكبار لشهداء الحزب الشيوعي العراقي وشهداء عموم الحركة الوطنية

وتحية تقدير واكبار لعوائلهم وتضحياتها الكبيرة