طريق الشعب
ضيّف التيار الديمقراطي العراقي في المملكة المتحدة، يوم السبت 24 آذار الجاري، الكاتب والباحث ضياء الشكرجي الذي تحدث عن تحديات تواجه القوى المدنية والديمقراطية في العراق، بحضور جمع من الناشطين المدنيين والمثقفين والإعلاميين والمهتمين بالشأن السياسي من أبناء الجالية العراقية.

أدار الندوة الكاتب والصحفي عبد الحميد الصائح، الذي قدم نبذة عن سيرة الضيف، وعما حمله من أفكار خلال رحلته التي امتدت منذ عمله في صفوف الحركة الاسلامية، حتى تحول قناعاته نحو العلمانية والديمقراطية، مرورا ببحوثه وكتبه ومساهماته المتنوعة في المجالات الفكرية.
بعد ذلك تحدث الشكرجي عن مفاصل أساسية وتحديات تواجه القوى المدنية والديمقراطية في العراق على خلفية الوضع السياسي السائد والصراع السياسي والفكري بين القوى النافذة، وتحديدا قوى الإسلام السياسي التي يرى أنها "فشلت في منهجها المبني على المحاصصة الطائفية والسياسية خلال الخمسة عشر عاما الماضية".
وأشار الضيف في حديثه إلى ان الطريق سيكون طويلا لتحقيق الطموح في بناء الدولة المدنية الديمقراطية.. دولة الهوية الوطنية وتساوي المواطنين امام القانون"، وذلك نظرا للتحديات الكثيرة التي تواجه هذا الطموح.
وفي معرض حديثه عن الديمقراطية الحقيقية المنشودة، توقف الشكرجي عند أهمية فصل الدين عن الدولة، مبينا ان اعتماد العلمانية في إدارة الدولة يمثل شرطا أساسيا لتحقيق الديمقراطية المنشودة.
ثم خصص حيزا في حديثه لتبيان أهمية الاخذ بالعلمانية، مفندا الادعاءات بان العلمانية تستهدف الدين او تحاربه، ومشيرا الى ان الاخذ بالعلمانية "هو في الحقيقة انتشال للدين وانقاذه من التشويه والاستغلال على ايدي الساسة الفاسدين، واعادته الى مكانته الصحيحة، وهي لب قناعة الفرد وإيمانه الشخصي. وهذا بالذات ما يحفظ للدين مكانته، وفي الوقت نفسه يفتح الباب لإدارة الدولة على أسس الكفاءة والمساواة وطرق الإدارة الحديثة".
ونوه الباحث الشكرجي بالفرز الاجتماعي والسياسي الجاري نتيجة فشل القوى المتنفذة الواضح في إدارة الدولة، والذي انعكس سلبا على السلم الاجتماعي، موضحا ان الفرز والتحول انعكس حتى في مواقف المرجعيات الدينية، التي اصبحت تنأى بنفسها عن الأحزاب الطائفية وتدعو إلى محاربة الفساد وانتهاج اسلوب يعتمد الأسس المدنية في إدارة الدولة.
ولفت الشكرجي إلى انه "بالإمكان تحقيق الدولة الديمقراطية.. دولة كل المواطنين بلا تمييز.. دولة الحداثة والتقدم، مهما طال او صعب الطريق".
وقال: "يجب ان نعمل في يومنا هذا وكأن الدولة الديمقراطية ستتحقق غدا، وان لا نكل، ونصبر كما لو ان هذا الحلم لن يتحقق قبل عشرات السنين".
وشهدت الندوة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، تركزت في مجملها حول مفهوم الدولة المدنية وإمكانية تحقيقها في العراق.