حافظ الجاسم

نظمت "خيمة ثوار الانتفاضة المدنيين"، إحدى الخيمات المعتصمة في ميدان احتجاج البصرة، الاثنين الماضي، ندوة حول "دور الطلبة في الحركة الاحتجاجية"، ضيّفت فيها الناشط الطلابي محمود سعدون بحضور جمع غفير من المعتصمين، طلبة وفنانين وعمالا وأكاديميين.

الندوة التي نظمت بالتعاون مع "خيمة الفنانين الشباب" - وهي أيضا واحدة من الخيمات المعتصمة في الساحة - والتي أدارها الصحفي والناشط  الطلابي حافظ الجاسم، استهلها الحاضرون بالوقوف دقيقة صمت اكراما لشهداء الاحتجاجات، مستذكرين بطولاتهم التي سطروها في سبيل كرامة الوطن وحقوق الشعب.

الناشط سعدون، وفي مفتتح حديثه، تطرق إلى الدور الكبير الذي لعبه الطلبة في الحركة الاحتجاجية المتواصلة في بغداد والعديد من المحافظات، موضحا أن الطلبة دخلوا أسبوعهم التاسع في الإضراب عن الدوام، رافعين شعار "ماكو وطن.. ماكو دوام"، ومقدمين دعمهم لأخوتهم المحتجين، ما أصبحوا مدعاة فخر لما يمتلكونه من روح وطنية عالية، ووعي سياسي - اجتماعي.

ثم تناول أهم الثورات والانتفاضات الطلابية في العالم، او التي شارك فيها الطلبة بشكل ملموس، ملقيا الضوء على الإضرابات الطلابية في العراق منذ العام 1926، وعلى تجارب أخرى في الصين وتونس والجزائر ولبنان.

وأشار سعدون إلى الدور الكبير الذي لعبه اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، منذ تأسيسه عام 1948، في الاضرابات الطلابية والهبات الجماهيرية.

وفي محور آخر من الندوة، تحدث الضيف عن الانتفاضة المتواصلة، التي لا يزال العراق يعيش لحظاتها، موضحا الأسباب التي ساهمت في اندلاعها، والتي من بينها القمع الذي واجهت به قوى الأمن اعتصام حملة الشهادات العليا، فضلا عن الأسباب الرئيسة المتمثلة في الظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها الشعب في ظل حكومة الفساد والمحاصصة الطائفية والاثنية.

 ولفت سعدون الى ان هذه الانتفاضة وما سطرته من ملاحم وبطولات، وما قدمته من دماء سالت من أجل الوطن، لا يجب أن تذهب هباء، مشددا على أهمية أن يواصل المنتفضون، الذين يمثلون جميع فئات المجتمع، نضالهم حتى تحقيق مطالبهم، التي أبرزها تعديل قانون الانتخابات الذي يمثل تكريسا لنهج المحاصصة والفساد.

وأضاف قائلا أن "ما نتطلع إليه هو دولة المواطنة.. الدولة المدنية الديمقراطية المبنية على اساس العدالة الاجتماعية".

واختتمت الندوة بمداخلات قدمها العديد من الحاضرين، وعقب عليها الناشط الطلابي محمود سعدون بصورة ضافية.