ماجدة الجبوري - كندا

بتنظيم عال وبرنامج حافل وحضور مميز ,أحيت الجالية العراقية الكندية حفلاً تأبينياً لشهداء ثورة تشرين الباسلة ، في مدينة مسيساگا، يوم السبت، ١٤/ ١٢/ ٢٠١٩ .

بدأ الحفل بعزف السلامين العراقي، والكندي، ثم دقيقة حداد على أرواح شهداء الإنتفاضة.

العازف العراقي جونسون قدم معزوفة  حزينة، اسماها "بغداد" على آلة  السيكسفون، نالت اعجاب الحضور، أعقبتها كلمة منظمي ونشطاء الفعالية، القاها الدكتور فلاح حافظ، قائلا،  أتحدث بالنيابة عن الناشطين العراقيين في كندا  لدعم الثورة العراقية، بإقامة حفل تأبين لكوكبة من الشموس المضيئة، و التي ستبقى ذكراهم أبداً، و سيستحضرهم العراقيون في كل مواقع الحياة، و البناء، هؤلاء هم من أعطوا أملاً جديداً بعراقٍ جديد، مضيء. كما شكر حافظ الحكومة الكندية لموقفها المتضامن مع الشباب المنتفضين من خلال،  وزارة الخارجية  الكندية، و كلمة رئيس الوزراء جوستن ثرودو،التي تم عرضها مدينة العنف ضد المتظاهرين السلميين.

بعدها إستمع الحضور الى شهادة حيّة من قبل  المتظاهر، عبد الله كريم، وهو أحد المشاركين في تظاهرات ساحة التحرير ، والذي تعرض لإصابة بالغة " كسر في رجله" في طلق ناري من قبل أجهزة السلطة و مليشيات الأحزاب، و تحدث عن خروج الشباب للإنتفاضة العارمة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ، والدافع الأكبر كان بسبب تراكمات منها ضرب ذوي الشهادات العليا، و تهميشهم، وعدم اخذ فرصة عمل من قبل الشباب، او توفير خدمات تضمن مستقبلهم . و أشار عبد الله الى تردّي الوضع بشكلٍ عام في العراق، وخاصةً الوضع الصحي في المستشفيات، وخشية بعض الشباب من الذهاب لتلك المستشفيات، لخوفهم من التعرض للخطف، أو الإعتقال.

تخلل الحفل التأبيني، مساهمات شعرية الهبت حماس الحاضرين من الشعراء، كاظم البشير، أميرة بنت شمونيل، مديح صادق، كريم شعلان، أمل حبيب.

الفنان المسرحي داخل البحراني، قدم مسرحية حاكى بها قصة الشهداء و ذويهم عند فقدهم أحبتهم، نالت اعجاب الجميع.

ضمن الفعالية كانت اتصالات مباشرة مع ذوي الشهداء، منهم الشهيد ياسر تحدث عنه شقيقه حسين الشمّري، بألم قائلاً : ياسر كان  لي أكثر من أخ، وصديق،  و الذي كان مندفعاً نحو ساحة التحرير، منذ إندلاع التظاهرات، و كنت خائفاً عليه جداً، و حين حذّرته من الخطر، اجابني اذا لم اخرج انا، والآخرين، من الذي سيخرج ! الناس تعيش الفقر، والعوز، والبلد فيه من الخيرات و الكفاءات ، ويحكمه الفاسدون و السراق، استشهد ياسر يوم ٣/ ١٠/ ٢٠١٩ في لحظة غدر من قبل مليشيات الاحزاب المجرمة، وكان يحلم بوطن يضمن له حياة كريمة.

حسن علي لطيف والد الشهيد البابلي نوفل الذي استشهد يوم ٢٥ تشرين، عند انطلاقة شرارة الانتفاضة في الحلة، والذي حرّك الشارع الحلي في الزحف لساحة التظاهرات،  تحدّث بزهو و فخر عن ولده نوفل ، و أشار إن كل الثورات تسقيها دماء الشهداء، و استحضر مقولة المناضل ناظم حكمت " إذا لم أحترق أنا، وتحترق انت، من الذي ينير لنا الدرب".

 و كان اتصال مباشر مع الناشط حجاز بهية من النجف الذي أشار الى الاحداث التي تناولت حدث القنصلية الايرانية، وقبر الحكيم في النجف، حيث تعاملت المليشيات الموجودة هناك بوحشية مع المتظاهرين سقط على أثرها خمسة عشر شهيداً، ولحد الآن الدولة لم تقوم بواجبها تجاه المتظاهرين العزّل.

أما الناشط  فارس حرّام فأكد ان التظاهرات مستمرة منذ سنوات من قبل طلاب الجامعات وغيرهم، أما الانتفاضة التي إنطلقت في الجولة الاولى بداية اوكتوبر جاءت نتيجة  هذا الاحتقان المتراكم، وعدم استجابة الحكومة لمطالب ذوي الشهادات العاليا، وتهميشهم،  ثم في الجولة الثانية رفعت شعارات" شلع قلع كلكم حرامية، نريد وطن،  نازل آخذ حقي" واتخذت حيزا أكبر و مطالب أكثر منها إسقاط الحكومة و حزمة من المطالب منها، تغيير الدستور، و انتخاب مفوضية جديدة للانتخابات، تحت إشراف دولي.  

مساهمة من الناشط زيد جبار، الذي بدأ حديثه قائلاً: سلاماً على شهداء ثورة اكتوبر، سلاماً على ساحة التحرير، كلنا تفاجأنا بهؤلاء الشباب الابطال، تفاجأنا بثورتهم، بصلابتهم، ومهما نقول ونتحدث عنهم، لا يفي حقهم. الانتصار آتي لا محالة على أيدي ثوار ساحة التحرير، و الساحات الأخرى، اذا لم يكن اليوم سيكون غداً، وشدّد على الاهتمام بالمخطوفين، ومن واجبنا الاستمرار في دعم الانتفاضة، وهذا واجبنا الوطني تجاه أبناء شعبنا.

المحامية  والناشطة نيران الزهاوي، المتواجدة في ساحة التحرير، والقادمة من السويد تحدثت عن مهمتها قائلة:

شاركت في تظاهرات ساحة التحرير من يوم ٢٥ تشرين الاول و شكلنا فريق قانوني من إثني عشر محامياً، للدفاع عن الشهداء، والمطالبة بالكشف عن مصير المختطفين، والمعتقلين.

و أشارت الزهاوي الى إن الدعاوي التي قدمناها  لم يبت فيها لحد الان، بسبب الروتين الطويل، و العريض في المحاكم العراقية. 

و شدّدت الزهاوي بالقول، عملياً لا توجد دولة، او قانون يحمي المواطن، وهناك قسم من الناس كانت لديهم مخاوف من معالجة أبناءهم في المستشفيات، أو الإبلاغ عن إختفائهم بعد خروجهم من ساحات التظاهر، خوفاً على بقية أفراد العائلة من التعرّض للأختطاف والقتل من قبل المليشيات الخارجة عن القانون.

الناشط وليد عبد الله، تحدث  هو الآخر عن شباب ساحة التحرير الواعي، والذي غير من المفاهيم المتعارف عليها، وإختلافه بإنه جيل جديد غير مؤدلج، خرج بشعار "نريد وطن"  الذي أضاعوه الطائفيين و الفاسدين.

 صباح الناصري أستاذ  العلوم السياسي في جامعة "يورك" الكندية تحدث عن المنتفضين و  شجاعتهم، وفي معرض حديثه طالب ان تكون جدارية " كسر القيود" لجواد سليم، تزيّن العلم العراقي الجديد.  

الناشطة ماجدة الجبوري تناولت زيارتها للعراق، و مشاهداتها في ساحة التحرير، التي أصبحت جمهورية  بخيمها، و معتصميها، و ما أثار دهشتها، قوّة وصلابة الثوار الشباب الذي أذهلوا  الجميع بصمودهم، و تصديهم لرصاص مليشيات الأحزاب بصدورهم العارية، و اضافت بكل تجارب حياتنا التي مررنا بها، نرى أنفسنا صغار أمامهم و ما يقومون به من كسر حاجز الخوف و الممنوع سابقا " القدسية" التي صنعتها السلطة.

المخرجة السينمائية سما وهام، تحدثت عن إنتفاضة تشرين بالقول، إنتفاضة تشرين، جدّدت فينا الامل بإسترجاع الهوية العراقية الحقيقية، و توحيد الشعب العراقي في الداخل  والخارج .

 و اشارت الى الصور الجميلة  التي تأتينا من ساحة التحرير، سواء في التنظيم، والاصرار. والعمل، و إختفاء الطائفية هناك، و ختمت قولها دماء الشهداء لم تذهب سدى، هؤلاء هم من يصنع الحياة للعراق، و العراقيين.

تخلّل الحفل  عرض أفلام، و صور حيّة عن الانتفاضة العراقية، و تزيّنت القاعة بصور الشهداء، و الشموع، و لوحات للفنان غسان رضا " أبو كاوة"، و لوحة فنية من تصميم الفنان فراس البصري أضاءتها صور الشهداء. 

عريفا الحفل أمل حبيب، و الشاعر كريم شعلان، أجادا في تغطية حفل التأبين، بصياغة كلمات شعرية رائعة. 

وختمتها الزميلة  بثينه رهيف بكلمات حيّت فيها المنتفضين ، وبعثت لهم سلامات من الغربة لاهلي سالمين ردّد الجميع معا.

تحية لجهود الجميع من الناشطين العراقيين في كندا، في  الإعداد و التنظيم، وشكر خاص للصديق محمد زهير لمنحه القاعة مجاناً، والفنان فراس البصري لجهوده في تصوير الحفل التأبيني.

عرض مقالات: