محمد الكحط

تصوير: بهجت ناجي

بحفلٍ بهيج أحيت منظمتا الحزب الشيوعي العراقي في السويد والحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق– في السويد، حفلاً خطابياً مركزياً بمناسبة الذكرى الرابعة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، وذلك يوم الأحد 25 آذار 2018، في ستوكهولم، حيث زينت القاعة بالزهور وبصور مؤسس الحزب وشعارات الذكرى باللغتين العربية والكردية، التي تمجد شهداء الحزب وتدعو إلى الوحدة الوطنية ومن أجل نظام يحقق العدالة الاجتماعية وينهي سياسة المحاصة المقيتة.

بدأ الحفل  بنثر الجكليت (الواهلية) على الحضور مع توزيع بيان المكتب السياسي للحزب حول عفرين، من اعداد الرفيق بهجت هندي ورافقها لوحة "عيد الجمال" من أعداد الفنان عدي حزام، ثم النشيد الأممي وقوفا، بعد الترحيب بكلماتٍ رقيقة من قبل عريفي الحفل (الرفيق الشاب كفاح سعدون والرفيقة برّور دولت) باللغتين العربية والكردية بعدها تم دعوة الجميع للوقوف دقيقة خشوع على أرواح شهداء الحزب وتخليداً لشهداء الحزب والحركة الوطنيّة العراقية، ثم رحبا بالحضور جميعا وبالرفيقين الدكتور صالح ياسر والدكتور علي مهدي عضوي اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وبالرفيق حيدر شيخ علي وبممثل سفارة العراق في مملكة السويد الأستاذ مظفر طاهر حاجي الوزير المفوض وكادر السفارة، وبممثلي الأحزاب والقوى السياسية الوطنية والكردستانية ومنظمات المجتمع المدني العراقية في الساحة السويدية، وممثلي الأحزاب الشيوعية الشقيقة، وشكروهم على تلبية الدعوة لهذا الحفل على شرف الذكرى الرابعة الثمانين لميلاد الحزب.

كما قرأ بيان المكتب السياسي للحزب حول عفرين، ثم توالت الكلمات لتقديم فقرات البرنامج وهي  مفعمة بالفرح والتفاؤل والأمل بالمستقبل، فرفاق حزب فهد، يحتفلون مع أمل متجدد، وبعزم وإصرار جديدين على تحقيق شعارهم العتيد ((وطن حر وشعب سعيد)).

(مذ كنا صغارا، تعلمنا في الخلايا السرية معنى الأممية..، تشدق كثيرون بها، وألبسها البغاة صوراً كادت أن تشوهها وإتهمها الطغاة بما لا يصلح لسواهم.. لكنها بقيت تمنح الهوية الأولى والأساس، الهوية الوطنية ألقها، وتمهد ساحة للحوار الإنساني وتبعد عن البشر حجب القمع والاستلاب والخوف والكراهية..) بهذه الكلمات تم تقديم ممثلة الحزب الشيوعي السويدي الرفيقة بربارة لألقاء كلمة حزبها التي أشادت فيها بنضالات الحزب الشيوعي العراقي ودفاعه عن الكادحين ومن أجل وطن حر، كما عبرت عن تضامن الحزب الشيوعي السويدي مع نضالات ومواقف الشيوعيين العراقيين.

وبعدها جاءت كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد التي ألقاها الرفيق أياد قاسم لتستعرض نضالات الحزب ومواقفه الوطنية، ومما جاء فيها، ((في الحادي والثلاثين من آذار من كل عام نحتفل نحن الشيوعيون العراقيون بذكرى تأسيس حزبنا، ومعنا يحتفي الوطنيون والديمقراطيون، وكل أبناء وبنات شعبنا الذين عرفوا وخبروا عن قرب مدى وطنية وصدق ونزاهة وبسالة الشيوعيين، ومنذ ذلك التاريخ المجيد الذي امتد من آذار ألف وتسعمائة وأربعة وثلاثين وحتى يومنا الحاضر. ومع استذكارنا لهذا السفر الثوري المطرز بصور الفخر والمجد والمفعم بنكران الذات والوطنية، نستذكر ذلك الدور الريادي لرفيقنا الخالد يوسف سلمان يوسف "فهد" مؤسس الحزب ورفيقيه حازم وصارم ومعهم الأسماء المضيئة من الشيوعيين الأوائل في بغداد والبصرة والناصرية، وفي كل مدن العراق، من الذين استرخصوا باذلين الكثير ودون تردد وفي سبيل قضية الوطن الحر والشعب السعيد...)).

أما كلمة الحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق- في السويد والتي ألقاها الرفيق طارق قادر فقد أكدت على الدور النضالي الكبير الذي لعبه الحزب الشيوعي العراقي ومما جاء فيها، ((فی 31 من اذار 2018 یکمل أعرق حزب سیاسي فی العراق وکردستان 84 عاما. وها هو یستمر فی مسیرتة النضالیة بعنفوان الشباب یملؤه العزم علی المضي قدما علی نهج أولائك الابطال الخالدون فی ضمیر شعبهم.

لقد أستمد حزبنا عزیمته‌ واصراره‌ علی النضال من نظریته‌ العلمیة وفلسفته‌ الاشتراکیة وتطبیقها بشکل عملي علی واقع شعبنا وافاق تطوره‌. وحاول تجدید نفسه‌ والتکیف مع الظروف الموضوعیة وانعکس ذلك فی الفکر والسیاسة والتنظیم، کل ذلك ساعد علی استمراریة الحزب وحمل رایة النضال  جیل بعد جیل...)).

وكان للغناء موعده مع رفيقات قدمن فقرة غنائية بالكردية، ثم كانت فقرة مع فرقة الفنان أياد السمعاني التي قدمت مجموعة من الأغاني الوطنية بالعربية والكردية.

ولم ينس الرفاق عطاء الرفاق ونضالهم الذي لا يقدر بثمن فتم تكريم مجموعة من الرفاق والرفيقات وهم ((سامي الفضلي وفاطمة معروف، وماجدة شلتاغ، وفلاح محمد، وخديجة عزيز)).

وكان للجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم كلمتها التي ألقاها الأستاذ نبيل تومي ومما جاء فيها: ((لقد بذل الشيوعيون كل مـا بوسعهم لجمع شمل القوى العلمانية المؤمنة بالديمقراطية والمجتمع المدني ومن مختلف الأطراف والتي تشترك معهُ في الرؤيا خوفـاً  منهم على الوطن من السقوط النهائي في مستنقع مجهول تتحكم به عصابات ومافيات همهـا الأول والأخير سرقة كل شيء، بعد أن تفاقمت آفة الفساد لدرجة أنها راحت تنخر بجسد الوطن وزادت في تعميق جراحهُ يومـا بعد آخر.. ولا خلاص إلا بتأسيس دولة يحكمهـا القانون، دولة المواطنة ونظامها المدني الديمقراطي الحقيقي....)).

وكان للشعر فقرة خاصة حيث قرأ الرفيق نجم خطاوي بعض قصائده التي نالت استحسان الحضور، خصوصا قصيدته رفعة رأس، وهذه كلماتها:

(الأوغاد الأجلاف/ تحاشدوا عند سياج المدينة/ أقاموا المتاريس والأوبئة/ عابثين بسنابل الحنطة ووردات القطن/ أمي لاذت خائفة بالصمت/ جارنا ضاعت أخباره/ المقاهي صارت لا تشبه المقاهي/ شاطئ المدينة باهتة أضواءه/ صار مقفراً بالوحشة/ غاطساً بالغبار/ ولم يعد كما كان/ ملاذاً للمتنزهين والعصافير./ في مساء بيتي/ حدثني أبي،/ وكان منهكا وخائفاً/ مع كثير من اليأس واللا جواب:/ دعهم يا بني !!/ فمنهم لا يصيبك/ سوى وجع الرأس والسخونة/ يقصد بالطبع ربعي الحمر الشيوعيين/ صامتاً أنصت لأبي:/ دروبهم جهنم/ والنهايات جحيم./ كان المساء ثقيلاً/ ومضى الليل هكذا./ عند الفجر/ ودون وداع/ تركت أبي والمدينة والنهر/ ماضياً صوب نواياي/ صوب رايات ربعي الحمر./ أهلي عدوني/ كولد عاق/ قليل الحكمة./ في دروب الأرض الواسعة/ البعيدة والقريبة/ عند تخوم البحار/ والمدن الغريبة/ كنت في كل مرة/ أتذكر بيت أهلي وذلك المساء/ وحديث أبي/ وخصوصاً حين يوجعني رأسي/ من خيبات السياسة/ ومن دروب جهنم/ وسط ضنك المنافي/ بعيداً عن النخل./ في حزيران 2003/ وبعد ربع قرن/ من زقوم الغربة/ عدت لداري القديمة/ للمدينة والنهر/ كان أبي محطماً/ غارقاً في الدهشة/ قبلته ...قبلني/ بادرته بالسؤال:/ عن إبنه/ الذي مضى في دروب جهنم/ عن الولد العاق !!/ ضمني وبكى طويلا/ وبحشرجة أضاءت كلماته جدران الصالة:/ خلف الله عليك يا ولدي/ كنت رفعة الرأس/ لقد رفعت رؤوسنا..../ وكنت أدرك المعنى/ مردداً في أعماق روحي:/ خلف الله على ربعي الحمر/ خلف الله على الشيوعيين/ لقد رفعوا رؤوسنا جميعاً)).

كما ألقيت في هذا الحفل رسائل وبرقيات العديد من الأحزاب والمنظمات والتي حملت كلماتها عبارات التهنئة والتحايا، ذاكرة باعتزاز كبير دوره النضالي الكبير على مدى التاريخ الكفاحي المجيد.

 وكانت هذه البرقيات من:

1 ـ الشيوعيون السوريون في السويد

2 ـ الحزب الديمقراطي الكردستاني

3 ـ حزب بيت نهرين الديمقراطي

4 ـ الإتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي

5 ـ المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري

6 ـ الجبهة الوطنية العليا للكورد الفيليين

7 ـ رابطة المرأة العراقية في السويد

8 ـ  جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم

9 ـ اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر

10 ـ رابطة الأنصار الديمقراطية في ستوكهولم وشمال السويد

11 ـ نادي 14 تموز الديمقراطي  العراقي في ستوكهولم

12 ـ الرابطة المندائية للثقافة والفنون/ فرع السويد

13    الحركة النقابية الديمقراطية  العراقية في السويد

14 ـ  جمعية المرأة المندائية في ستوكهولم

15 ـ  لجنة اللاجئين العراقيين في ستوكهولم

كما سيقام الحفل الفني الساهر مساء السبت الرابع عشر من نيسان على شرف الذكرى الرابعة والثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي والذكرى الـ 70 لتأسيس أتحاد الطلبة العام في  جمهورية العراق.