طريق الشعب
أعلن مكتب مفوضية حقوق الإنسان في البصرة، أمس السبت، استشهاد 12 مواطنا، خلال الاحداث التي شهدتها المحافظة، فضلاً عن إصابة المئات بالغاز المسيل للدموع والاطلاقات النارية يوم الخميس الماضي عندما هاجمت قوات أمنية حشودا تجمهرت في موقع الاعتصام وسط المدينة، فيما شهدت كربلاء حرقاً لخيام المعتصمين ومحاولات عنيفة لفض الحراك الاحتجاجي المطلبي.

حصيلة دموية

وقال مدير المكتب، مهدي التميمي، في تصريح صحفي اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "البصرة سجلت وقوع 12 شهيدا بين متظاهر وعنصر امني، بضمنهم شهداء ام قصر والبالغ عددهم ثلاثة مواطنين، فيما أصيب أكثر من 313 مواطنا بالغاز المسيل للدموع والكرات الحديدة والاطلاقات النارية خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين".
وأشار التميمي، إلى أن "مكتب مفوضية حقوق الإنسان في البصرة وثق ممارسات عنيفة اثناء محاولة تفريق المتظاهرين، منها استخدام الرصاص الحي والكرات الحديدة والعنف المفرط"، مطالباً "الجهات الأمنية بالتحقيق وتقديم من قام بضرب المتظاهرين بالرصاص الحي والكرات الحديدية إلى العدالة، وتطبيق المزيد من قواعد فض الاشتباك وعدم الاحتكاك مع المتظاهرين وحمايتهم".

نداءات استغاثة

ومنذ انطلاقة الاحتجاجات وحتى الان، واصلت البصرة تسجيلها ارقاماً مؤسفة للشهداء والجرحى خلال التظاهرات المنددة بالفساد والمطالبة باستقالة الحكومة، جرّاء العنف المفرط الذي جوبهت به.
وخلال دهم القوات العسكرية مكان المعتصمين الذين حاولوا بناء خيام وسرادق أخرى بعد أن تم حرقها قبل يوم من المجزرة الدموية الجديدة، وجه المتظاهرون نداء استغاثة بعدما اقدمت هذه القوات على إطلاق قنابل الغاز والرصاص الحي نحوهم، فيما جرت ملاحقتهم وهم يركضون باتجاه منطقتي الجبيلة والجنينة.
وبحسب مصادر من المحافظة، فأن بعض المطاردين أطلقوا نداءات استغاثة عبر الاتصال بالإذاعات المحلية، في محاولة لنقل ما يجري ضدهم، بعد قطع خدمة الإنترنت من قبل الحكومة والذي اعتبرته منظمات عراقية ودولية، انتهاكاً صارخاً لحرية التعبير عن الرأي واسلوباً لقمع الأصوات المنتفضة على الفساد وهي تنادي وتؤكد على سلمية التظاهرات.
ونقلت وكالات الأنباء، عن مصادر طبية في البصرة، قولها، أن "مستشفى الفيحاء القريبة من ساحة الاعتصام اكتظت بالجرحى، وأن المنازل القريبة من مبنى المحافظة تواصل إطلاق نداءات بسبب الرمي الكثيف وحالة الذعر التي تخيم على المنطقة".
وبعد ساعات من الأحداث الدموية هذه، عاودت اعداد غفيرة من أهالي المحافظة اعتصامها، وسط المدينة، منددة بالقوة المفرطة والعنف غير المبرر اتجاه المحتجين.

قطع الجسور

وفي غضون ذلك، افاد مصدر أمني من البصرة، أمس الأول، بأن القوات الامنية قطعت جميع الجسور في المحافظة، ومنعت المركبات من التجوال بين الاقضية والنواحي.
ونقلت وكالات الأنباء، عن المصدر قوله، إن "جميع جسور محافظة البصرة قطعتها القوات الامنية، ومنعت تجوال المركبات الصغيرة والكبيرة بين الاقضية والنواحي في المحافظة"، مشيراً إلى أن "القوات الامنية شددت اجراءاتها بعد دعوات الاهالي للخروج بتظاهرة كبيرة، بعد إداء صلاة الجمعة، للتنديد بحملة الاعتقالات، والمطالبة بمحاسبة المتسببين في مقتل المتظاهرين في المحافظة، منذ اندلاع الاحتجاجات في الاول من تشرين الاول، حتى الان".
وجرى الحديث لاحقاً عن قطع جسر الزبير الرابط بين مركز محافظة البصرة وبقية المناطق باعتباره حلقة الوصل الوحيدة بين المركز وبقية المناطق.
وفي الأثناء، أكد قائد شرطة البصرة الفريق رشيد فليح، أن الوضع في ميناء ام قصر بدأ يعود لطبيعته، فيما كشف عن اصابة 13 منتسباً من القوات الامنية خلال احداث الخميس.

خيام كربلاء

ومن جانب آخر، استيقظت الجمعة الماضية، كربلاء، على مشاهد غير متوقعة في الاعتصام الذي اقامه المواطنين وسط المدينة.
وبحسب الأنباء، فأن خيام الاعتصامات في ساحة التربية وسط المدينة تم احراقها وتحطيمها، بالتزامن مع الاحداث المشابهة لذلك في البصرة.
وأكد مواطنين معتصمون في المحافظة، أن قوات أمنية اقتحمت مكان الاعتصام واحرقت الخيام المنصوبة في الساحة بعد أن رمت عليها القنابل الدخانية،
وسط اجراءات الحظر على الانترنت والتي عرقلت نقل حقيقة ما يجري في المحافظة.
وذكرت مصادر في المحافظة، أن المتظاهرين انطلقوا بعد ذلك، حاملين نسخاً من القرآن تضررت بفعل الحريق، وساروا بها باتجاه مرقد الإمام الحُسين رافعين شعارات مناهضة لحملة القمع التي يتعرضون لها.
وأوضحت المصادر، أن المتظاهرين رددوا هتاف "يا حسين اشهد عالوا بينا" وهو ما اعتاد على ترديده المواطنين في المحافظة تنديداً بقمعهم غير المبرر، مشددة على أن حرق الخيام هو الثاني من نوعه خلال الاحتجاجات الكربلائية.
يُذكر أن الاحداث شهدت أيضاً، قطوعات أمنية فرضت على المتظاهرين لعرقلة وصولهم إلى ساحة الاحتجاج الرئيسة.