جريح منذ اليوم الاول

في يوم 1/ 10 ، الساعة الخامسة عصراً كنت في ساحة التحرير. وقتها تعرضنا الى رمي بالرصاص الحي، الذي ر اح يئز فوق رؤوسنا منطلقا من اسلحة قوات مكافحة الشغب.

حدث تدافع شديد بيننا نحن المتظاهرين، وسقط عدد منا ارضاً وكنت انا بين من هووا – كنت مصابا بجروح، فنقلت بسيارة الاسعاف الى المستشفى لتلقي العلاج..

علاء عبد الوهاب

اعلامي

 

**********

القمع والقتل يعجزان..

اسير فاضل

اندلعت تظاهرات الأول من تشرين الأول 2019 حاملة غضب الجماهير، ومعبرة عن مشاعر العراقيين كافة، وبالأخص الشباب المطالب بفرص عمل وحقوق مشروعة وحياة كريمة .

وكنت قد قررت المشاركة فيها، حيث لم أكن لأتقاعس وأنا من أهل ساحة التحرير منذ أن بدأت الحركة الاحتجاجية، رغم معرفتي بحجم العنف الذي تعرض له المتظاهرون منذ اليوم الأول.

ورغم ظروفي الصحية شاركت في اليوم الثاني برفقة بعض الرفيقات، بضمنهم ابنتي.  وقد ذهبنا عبر الطرق الفرعية المؤدية الى ساحة الطيران، وكنت قد هيأت نفسي لمواجهة صعبة فأخذت معي احتياطاتي كإسعافات أولية. وبالفعل عند وصولنا كان الجو مشبعا بالغازات المسيلة للدموع والتي كان يستمر اطلاقها من دون هوادة، فقمنا بإسعاف أنفسنا إضافة الى آخرين من الشباب المتظاهر قدر استطاعتنا.

 بعدها وبعد أن ساءت أحوالنا اضطررنا الى الانسحاب، وفي طريق العودة الى المنزل بدأت أعراض إصابتي بالغاز تظهر: بدأ التقيؤ وانقطاع النفس والدوار، وراحت حالتي تسوء فقاموا بنقلي الى مستشفى اليرموك. وهناك قال لي الطبيب أن حالتي هي تسمم جراء الغاز المسيل للدموع. وضعوا لي جهاز الأوكسجين بعد أن تراجع تنفسي واستمر التقيؤ وشبه الأغماء.

وبقيت حتى وقت متأخر من الليل، بعدها طلب مني الطبيب المغادرة ولم اكن قد تشافيت بعد (ربما لحمايتي). وبالفعل بعد ان غادرت بقيت في هذه الحالة من التقيؤ المستمر وصعوبة التنفس لمدة يومين آخرين!

في هذه اللحظة اريد ان اؤكد ان ما تعرضنا له من قمع وقتل، لن يمنعنا من مواصلة الاحتجاج في سبيل مطالب الشعب العادلة.

 

************

ساحة عدن كانت المنطلق

يوسف سعد

في يوم الأربعاء الثاني من تشرين الأول الجاري، الساعة الرابعة عصراً،  كنت في عملي قرب ساحة عدن ببغداد حين جاء شخص من المارة وقال ان تظاهرة ستنطلق في منطقة الحرية. ذهبت مسرعاً وانا اسأل من اراهم عن مكان التظاهرة، فقيل لي ان هناك تظاهرة أمام دائرة بلدية الحرية.

 وصلت الى هناك حيث كان يتجمع عشرات الشبان وهم يهتفون ويرددون الشعارات. أخرجت هاتفي النقال وبدأت بتصوير مباشر عبر موقع فيس بوك. بعدها انطلقنا الى شارع الربيع الرابط بين ساحة عدن وحي العدل، واستمرت مسيرتنا حتى وصلنا الى المكان المعني، ومنه واصلنا المسيرة نحو ساحة عدن، وكان عدد المتظاهرين يزداد وحين وصلنا الساحة كان قد بلغ المئات فيما كانت مكافحة الشغب تحاول عزل الساحة تماماً. كان حماسنا نحن المتظاهرين لا مثيل له، وكانت الهتافات مدوية.

في الساعة السابعة والنصف مساء تمكنت من الذهاب الى مكان عملي القريب من الساحة لشحن بطارية هاتفي، وحين عدت بعد ساعة ونص كانت قوات مكافحة الشغب تقمع المتظاهرين بقنابل الغاز المسيل للدموع، وواصلت مساعيها القمعية حتى منتصف الليل وآنذاك اخذت الناس تتفرق.

في عصر اليوم التالي تم اغلاق منطقة الكاظمية، ورافق ذلك انتشار أمني واسع لقوات الشرطة الاتحادية ومكافحة الشغب، والتحق العديد من أهالي مناطق الشعلة والخطيب والحرية بالركب، وتجمعوا في ساحة عدن مرددين مطالب مشابهة لما يصدر عن متظاهري باقي المناطق والمحافظات، وهي تخص توفير فرص عمل والقضاء على البطالة وغيرها من المطالب المشروعة.

 وعندما بدأ الهتاف المدوي يتصاعد (سلمية سلمية سلمية) بدأ أطلاق الرصاص الحي فوق رؤوسنا وبدأت مطاردة الشبان في الشوارع الفرعية لمنطقة النواب ومنطقة الحرية الأولى القريبة جداً من ساحة عدن.

كان القمع يجري بوحشية لا توصف، بعده انطلقت حملة الاعتقالات فيما كان يسقط الجرحى. واستمر الوضع على هذا الحال حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل.

وفي يوم الجمعة والسبت قامت القوات الأمنية بفرض سيطرتها من خلال حظر التجوال،  وحصر التظاهرات في مناطق السكن.

ـــــــــــــــــــــــــــ

*من شيوعيي كربلاء