داود أمين
بدعوة من تنسيقية التيار الديمقراطي في الدانمارك، والتي دعا فيها لتنظيم وقفة تضامنية إحتجاجية، امام السفارة العراقية في كوبنهاكن، يوم الثلاثاء الثامن من تشرين الاول الحالي، في ضوء الأحداث الاخيرة للحراك الجماهيري، والإعتداء الوحشي والبربري من قبل القوات الأمنية، ضد المتظاهرين السلميين في عشر محافظات بينها العاصمة بغداد، والتي راح ضحيتها العشرات من الشهداء وألوف الجرحى والمعتقلين.
وقد لبى الدعوة المئات من العراقيات والعراقيين من مختلف القوميات والأديان والحافظات العراقية، وقد زينت أكفهم الاعلام العراقية والشعارات الوطنية، التي تدعو للسلام والتعايش ولرفض العنف والارهاب والفساد، ولوقف الإجراءات القمعية ضد الشباب.
وكانت قد زينت الشموع المشتعلة وباقات الورد الملونة جانباً من أرضية الوقفة.
عريفة الوقفة الاحتجاجية دعت الحاضرين للمشاركة بترديد نشيد (موطني) مع بث تسجيلي حي للنشيد، بعدها دعت لدقيقة صمت حداداً على ارواح الشهداء الأبرار، الذين سقطوا من الحراك الجماهيري الأخير. ثم دعت الزميل سعد ابراهيم منسق التيار الديمقراطي في الدانمارك لالقاء كلمته، والتي جاء فيها (نقف اليوم مع شعبنا وما يتعرض له من إغتيالات وإعتقالات بسبب موقفه المشرف من خلال التظاهرات والاعتصامات، والتي راح ضحيتها خيرة شاباتنا وشبابنا، من قبل نظام المحاصصة الطائفية المقيت، جئنا هنا لنعلن تضامننا الكامل مع شعبنا الحبيب، وضد إستخدام القتل والعنف غير المبرر)
وبعد كلمة منسق التيار الديمقراطي في الدانمارك، تم تقديم الشاعر المبدع احمد الثرواني، حيث قرأ مقاطع رائعة من قصائد شعبية وفصحى تُلهب الحماس وتشيد بالمنتفضين الشباب، بعدها جرت تلاوة شعارات الوقفة الاحتجاجية، من قبل الشابة تمارا، وردد المحتشدون معها (من حقنا: دولة مدنية/ دولة ديمقراطية/ دولة علمانية/ دولة مواطنة / دولة قانون/ دولة ضمان إجتماعي/ ان نعيش بحرية/ ان نتمتع بصحة وتعليم/ ولا للبطالة/ لا للفساد/ لا للإرهاب/ لا لإيران/ لا لأمريكا).
بعدها قدم ممثل منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الدانمارك كلمة الحزب في الوقفة الاحتجاجية، مشيراً فيها لمساندة الحزب للنضال الجماهيري السلمي، ولهبة الشباب الاخيرة، وإدانته لاجراءات السلطة وارهابها وقتلها للمتظاهرين، كما تلي البيان الأخير للحزب الشيوعي العراقي، والداعي الى تشكيل حكومة من كفاءات وطنية نزيهة، قادرة على تنفيذ مطالب الشعب، وتقود البلد الى شواطئ الامان والاستقرار وحقن الدماء، وتوفير لقمة العيش الكريم للمواطن. ثم قرأ احد الزملاء مذكرة مرفوعة للرئاسات العراقية الثلاث، رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس الوزراء، وموقعة من ١٦ تنسيقية للتيار الديمقراطي العراقي في الدانمارك وهولندا وكندا وستكهولم وفرنسا وبلغاريا وبريطانيا وألمانيا ويوتوبوري وجنوب السويد والنرويج ونيوزلندا وأمريكا.
وجاء في هذه المذكرة (إن حرية التعبير والتظاهر السلمي كفلها الدستور الدائم، ولكن ما حصل من استخدام العنف المفرط والاعتداء على المتظاهرين باستخدام الرصاص الحي والمطاطي، وخراطيم المياه الساخنة والغاز المسيل للدموع، فضلاً عن الاعتقالات، كان عملاً مشيناً وخرقاً واضحاً لحقوق الانسان والدستور، من قبل الأجهزة الأمنية. نحن في تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي الخارج، نعلن تضامننا الكامل مع الحراك الجماهيري وتأييدنا ، ودعم تظاهرات شعبنا من اجل المطالبة بالحقوق المشروعة ، ونؤكد على:
التظاهر السلمي وحرية التعبير حق دستوري.
ادانة استعمال اعمال القمع والعنف ضد المتظاهرين.
التوقف فوراً عن ملاحقة الجرحى في المستشفيات وإطلاق سراح المعتقلين.
احالة المسؤولين عن استخدام العنف وقتل المتظاهرين الى القضاء العادل.
مراجعة النظام السياسي المحاصصي الطائفي والعمل على استبعاد وحل الميليشيات المسلحة.
هذا وقد قدم الكثير من المحتشدات والمحتشدين نداءات وهتافات ثورية ووطنية، جرى ترديدها معهم من قبل جميع الحاضرين.
وأخيراً تم تقديم مذكرة احتجاج للسفارة العراقية باسم المحتشدين، الذين فضوا اعتصامهم الذي دام حوالي ساعتين.