المدحتية – فاضل الشبيب

أقيمت في ناحية المدحتية بمحافظة بابل، الأسبوع الماضي جلسة استذكار للشاعر الكبير الراحل زاهد محمد زهدي، في مناسبة الذكرى الـ 18 لرحيله.

حضر الجلسة التي احتضنتها حديقة احد المنازل في مركز الناحية، جمهور لافت من محبي الشعر ومتذوقيه، الذين استذكروا الراحل ومنجزه الشعري ومسيرتيه السياسية والنضالية، فضلا عن تجربته الإعلامية.

أدار الجلسة الرفيق كاظم محمد الذي رحب بالحاضرين وقدم نبذة عن الشاعر الراحل زهدي المولود عام 1930، ثم دعا الرفيق فريد الجزائري ليتحدث عن الراحل ومنجزه الإبداعي، ويستعرض جوانب مهمة من حياته، إلى جانب دوره الوطني ومسيرته النضالية وما تعرض له من ملاحقة واعتقال وسجن على أيدي السلطات الدكتاتورية.   

واشار الجزائري إلى أن الراحل سجن في سجون الكوت وبعقوبة ونكرة السلمان، مبينا انه انضم إلى صفوف الحزب الشيوعي العراقي في سن مبكرة، وقد اعتقل في العام 1948 في سجن الكوت، حين كان قادة الحزب الخالدون فهد وحازم وصارم معتقلين في السجن ذاته.

وتحدث الجزائري عن النتاج الشعري للراحل، واستذكر عديدا من قصائده التي كانت بينها أغنيات وطنية وأخرى مهداة إلى حزبه الشيوعي العراقي، مثل أغنية "سالم حزبنا" التي كتبها عام 1950 في معتقل "نكرة السلمان"، والتي قدمت في السجن يوم 31 آذار من العام ذاته في مناسبة ذكرى ميلاد الحزب.

واضاف مستذكرا عددا من الأغنيات الأخرى التي كتبها الراحل للحزب، مثل "رف يا حمام"، "هذوله احنه"، "يالرايح للحزب خذني"  و"عالهود ليه"، لافتا إلى أن زهدي يعتبرا رائدا في رص لبنات القصيدة السياسية في العراق.

وتابع الرفيق الجزائري مشيرا إلى أن الراحل كان يقدم برنامجا في الإذاعة العراقية، حظي باهتمام الكثير من المتابعين، خصوصا أبناء الريف. واضاف أن البرنامج كان يحمل اسم "غيده وحمد"، وانه ظل يبث في الإذاعة مدة 10 سنوات.

وذكر أن من أشهر أغنيات زهدي بعد ثورة 14 تموز 1958، اغنية "هربجي كرد وعرب"، التي كان لها صدى كبير في نفوس العرب والكرد، متابعا قوله أن الراحل تمكن بعد انقلاب شباط الدموي 1963، من الهرب من أيادي الجلادين واستطاع الوصول الى بلغاريا، حيث أكمل دراسته، وحصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد.

ونوه الجزائري إلى أن زهدي دخل فضاء الإعلام ايضاً، وعمل إعلاميا في إذاعة "صوت الشعب العراقي" التي كانت تبث في الستينات من اوربا. كما أشار إلى انه كتب أغنيات لأشهر المطربين العراقيين في ذلك الوقت، أمثال ناظم الغزالي ومائدة نزهت ووحيدة خليل وأحمد الخليل وفريدة.  

وفي سياق الجلسة قرأ الرفيق الجزائري مختارات من القصائد التي كتبها الراحل في فترات مختلفة من حياته. وقد نالت القصائد استحسان الحاضرين وتفاعلهم.

عرض مقالات: