طريق الشعب
افتتح وزير الثقافة والسياحة والآثار د. عبد الأمير الحمداني، السبت الماضي على قاعة كولبنكيان وسط بغداد، المعرض التشكيلي الموسوم "فضاءات حرة"، الذي أقامته نقابة الفنانين العراقيين بالتعاون مع "مجموعة أزامل" الفنية.
شارك في المعرض الذي عُدّ العرض الأضخم في تاريخ الحركة التشكيلية العراقية، 350 فنانا تشكيليا رائدا وشابا من بغداد ومختلف المحافظات، عرضوا نحو 365 عملا تنوعت بين الرسم والنحت والخزف.
وقال د. الحمداني في كلمة ألقاها في حفل الافتتاح الذي شهد حضورا فنيا وإعلاميا وثقافيا وأدبيا حاشدا: "اننا سعداء بافتتاح هذا المعرض الضخم الذي يمثل العراق من شماله الى جنوبه بما يحتويه من اعمال فنية قيّمة". وأضاف أن وزارة الثقافة تدعم جميع الفعاليات الفنية التي تصب في صالح الفن العراقي عموما، وانها مقبلة على مواسم فنية تشكيلية كثيرة "يكاد لا يمر أسبوع الا ويكون معرض فني هنا وهناك" – بحسب قوله.
وأضاف قائلا أن الوزارة تستعد لتحضيرات مشروع "بينالي بغداد" التشكيلي، مؤكدا أن هذا المشروع "سيكون له صدى واسع بين الاوساط الثقافية، وسيليق بتاريخ الفن التشكيلي العراقي".
وشغلت أعمال الرسم والنحت والخزف القاعات الأربع الكبيرة في مبنى "كولبنكيان"، حاملة موضوعات منوعة معّبر عنها بأساليب مختلف مدارس الفن التشكيلي وخاماته.
الفنانة الشابة القادمة من أربيل زينب عبد العزيز، قالت في حديث صحفي انها تشارك للمرة الأولى في معرض تشكيلي داخل العراق، مبينة أن مشاركاتها السابقة كانت في معارض دولية.
وأضافت قائلة ان عملها الذي عرضته في هذا المعرض، عبارة عن لوحة تتضمن حروفا تسبح في بحر من الألوان، موضحة انها تدمج في أعمالها بين الخط العربي والرسم.
أما الفنانة فلورا تركي التي شاركت في المعرض بلوحتين أسلوبهما ينتمي إلى المدرسة التعبيرية التجريدية، فقد ذكرت في حديث صحفي أن هذا المعرض "يدلل على ان الحركة التشكيلية العراقية لن تتوقف، وانه يشكل فرصة لإحياء الذوق الفني العام".
الفنانة الشابة نور عبد علي، شاركت في المعرض بلوحة أسمتها "ذكريات"، وقالت عنها في حديث صحفي أنها "تتحدث عن الذكريات التي تراود الإنسان حين يخلد إلى النوم، كذكريات الطفولة وغيرها".
ولفتت نور إلى أن مشاركتها في المعرض تساهم في تطوير إمكاناتها الفنية، وتزيدها خبرة، وتمنحها فرصة للمنافسة "فأنا عندما أشاهد عملا جميلا، سأتحفز كي أنجز عملا أكثر جمالا منه".
هذا وكان بين الفنانات المشاركات في المعرض، التدريسية في معهد الفنون الجميلة للبنات إيمان الطائي، التي عرضت لوحة تجسد النخلة، على اعتبارها ثيمة مقدسة في حضارة العراق، بالإضافة إلى كونها تحمل قيما دينية واقتصادية واجتماعية.
وأوضحت الطائي في حديث صحفي، أنها ربطت في عملها بين "مسلة حمورابي" التي تتضمن سبع مواد عن النخلة وما يتعلق بزراعتها والحفاظ عليها، وما انتهى إليه وضع النخلة العراقية اليوم. إذ انها رسمت جذوع نخيل من دون رؤوس أو سعف ووضعت إلى جانبها فسائل صغيرة "تدلل على ولادة جديدة للعراق الجميل بكل تفاصيله" – بحسب قولها.