ضيّفت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة كربلاء، الجمعة الماضية، الشاعر والإعلامي عمر السراي احتفاءً بمنجزه الإبداعي.
حضر جلسة الاحتفاء التي التأمت على قاعة اللجنة المحلية في مركز المحافظة، الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق الشاعر إبراهيم الخياط، والعلامة د. سعيد عدنان، إلى جانب العديد من الشيوعيين وأصدقائهم من الوجوه الأدبية والثقافية والإعلامية.
سكرتير اللجنة المحلية الرفيق سلام القريني، استهل الجلسة بكلمة قصيرة عبر فيها عن سعادته بالاحتفاء بالشاعر السراي "الذي أثبت حضوره في الساحة الأدبية". فيما أعرب عن الحزن الذي ينتابه وهو يستذكر شهيد الثقافة العراقية كامل شياع، الذي تمر هذه الأيام الذكرى الحادية عشرة لاغتياله بكاتم الصوت على أيدي الظلاميين الغادرين، داعيا الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت في ذكرى الشهيد شياع وبقية شهداء الثقافة والوطن.
وجدد القريني باسم شيوعيي كربلاء وأصدقائهم وكل مناصري الحرية والعدل، مطالبة الحكومة والجهات الأمنية والقضائية، بالكشف عن الجناة الذين اغتالوا الشهيد كامل شياع.
بعد ذلك قدم مدير الجلسة، د. عمار المسعودي، سيرة المحتفى به، مشيرا إلى أن السراي "شاعر مهم يحاول أن يخيط لنا عالما مختلفا من مدن ومنازل وجمال، وأمكنة للقاء الأحبة".
المحتفى به، وبعد أن حيّا الحاضرين وقدم نبذة قصيرة عن تجربته الشعرية، تحدث عن مفهوم الثقافة، وعن المثقف بشكل عام والمثقف الشيوعي بشكل خاص، معتبرا أن المثقف الشيوعي ناشط ثقافيا من بين بقية المثقفين، وانه على عكس المثقف المغمور الجالس في بيته.
بعدها قرأ باقة من قصائده، التي قال في أحدها: "النساء وحدهن يصنعن الشعراء.. حبيبة تلهمك حين تقبلك.. وزوجة تعلمك التخفي من البلاغة.. وموظفة عجوز تحرق قلبك بكل معاملة.. اما الاوطان، فهي أصغر من ان تحتضن انثى.. لذلك ستظل بلا شعراء..".
وفي سياق الجلسة قدم عدد من الأدباء الحاضرين مداخلات نقدية عن تجربة الشاعر السراي، كان أولهم الناقد جاسم عاصي، الذي عدّ شعر السراي ناطقا بهموم القرية والريف، ومتميزا بالمسحة الصوفية والحس الوجداني والطقس الاسطوري.
في حين عقّب د. جاسم محمد جسام في مداخلة له، عن قصيدة الشاعر المحتفى به التي قرأها خلال الجلسة، واستهلها بـ "النساء وحدهن يصنعن الشعراء"، مشيرا إلى أن الشاعر خاطب في قصيدته وطنه وليس الحبيبة، وانه أجاد "لعبة المجازفة" في القصيدة، واجتهد كثيرا ليظهر شعره بهذه النمطية.
وقرأ د. احمد الزبيدي ورقة نقدية بيّن فيها ان "الشعراء يتميزون بهوياتهم الجمالية"، معتبرا شعر السراي "متميزا بهذه الصفة الجمالية الذاتية الواضحة".
وأضاف قائلا أن المحتفى به يعبر في العديد من قصائده عن تمرده على الخطابات المتشددة، وانه يحوّل في بعض قصائده، المآسي إلى فرح وغبطة.
وساهم في المداخلات أيضا كل من الروائي علي لفتة سعيد ود. عمار الياسري والباحث حسين الجبوري والشاعر رفعت المنوفي، ليعود السراي بعدها إلى قراءة المزيد من قصائده التي كتبها في فترات مختلفة من مسيرته الشعرية.
وفي الختام قدم الرفيق سلام القريني لوح إبداع وشهادة تقدير باسم الحزب، إلى الشاعر والإعلامي عمر السراي.
كذلك وزعت اللجنة المحلية شهادات تقدير على الأدباء المساهمين في تقديم المداخلات. فيما وزعت إدارة مقر اللجنة المحلية، نسخا من مجلة "الثقافة الجديدة" وجريدة "وتريات جواهرية" على جميع الحاضرين.