في زياراتي  الى الوطن  وهي قصيرة ، حاولت  مرات عدة أن أجد مكاناً في مطعم الكبة ( المعروف ) بكبة سوق السراي خاصة أيام الجمعة  والزوار الكثر  لشراء الكتب  وحضور  المحاضرات  وسماع المقامات العراقية ولقاء الأحبة والأصدقاء  وتوزيع المنشورات  والصحف  وبيع اللبلبي   وعصير البطيخ  والرمان  والشلغم  والرسوم والمنحوتات  وقلائد ومحابس  الفضة  .. قررت  ان اذهب  يوم الخميس  وقد وجدت  المطعم ليس  مزدحماً  وكان معي أحد افراد عائلة الرفيق ثامر الزيدي ، وطلبنا  صحنيين  من الكبة أضافة  الى الماء  ( والعمبة  والطرشي )  وعند الأنتهاء  من الأكل ، سألت  كم سعر ما أكلنا، قال صاحب المطعم  ( خمسة آلاف دينار ) ثمن الأكل ، قلت له  اني مطلوب الكم بسعر ( كباية ) قال  يا عمي  قدمنا لك  وللذي معك  ( كبايتين )  وسعرهم خمسة آلاف دينار  وها انت قد اعطيتني  المبلغ ، عدت له كلامي  ، بأني  مدين لكم  ( كباية ) أعاد صاحب المطعم  ... يا عمي  يا حجي  لقد دفعت  لنا ما أكلتم  وبري الذمة  اذا كنت  أكلت أكثر ... قلت أسمع    يا  حجي  قبل (49 )  عاماً   اواخر عام  1969 وكان قد  أطلق سراحي  في الشهر العاشر  من معتقل الفضيلية   عام 1969 بعد أن اعتقلت  في عام 1967 الشهر الرابع  دخلت الى المطعم  وبدأت بالأكل   وقبل الأنتها  رأيت  هناك من يراقبني  وأعطى اشارة  لشخص آخر ، جزمت  أني سوف  يلقى علي القبض  فهربت  دون أن  يراني صاحب  المطعم – ورجال الأمن  ودون ان أدفع الحساب،  وتجمع الناس في المطعم  وهم يسمعون  هذه الحكاية  من اعوام قاربت  الخمسين  وصاحب  المطعم  يعيد يا عمي  محالل  وماهوب – أوبري الذمة.  كنت مصراً  ان ادفع  وبقي  يحسب كم  يعادل المبلغ  (( سعر الكباية )) قديماً  لهذه السنوات الطوال  والوقت الحاضر وقبل مني  مبلغ (( 1000)) دينار  وخرجت  فرحاً  لأني  كنت  انتظر  تسديد ما بذمتي وذمة الحزب .

وذهبنا الى ( شارع النهر )) لشراء  الهدايا   من الفضة  فأعاد  قريب الرفيق  الزيدي  على صاحب  محل الفضة  (( قصة الكباية )) فحصلت  على تنزيلات من محل الفضيات  وصاحب المحل ينظر في وجهي  غير مصدق.

* معتقل سياسي  في اعوام  1966 معتقل الفضيلية من الشهر التاسع   حتى الشهر العاشر عام 1969