انتميت الى أسرة صحيفة طريق الشعب أوائل عام ١٩٧٥، يوم كنا نعيش أجواء جبهوية جيدة، ولم ينشب(حلفاؤنا) انيابهم بنا بعد، كنت طالبة في المرحلة الثالثة لكلية الآداب - قسم اللغات -فرع اللغة الألمانية.
لم تثنني تحذيرات الأهل والأصدقاء من خطورة الانضمام الى صحيفة الحزب الشيوعي سيما اني بدأت العمل في مطبعتها الكائنة وسط مباني الأمن العامة آنذاك، حتى إننا كنا نغني ساخرين (احنا والأمن جيران).
تعلمت ألف باء الصحافة بتفاصيلها الدقيقة اذ عملت أولا في مونتاج القسم الفني، ورسمت صفحات الجريدة على الورق، وقصصت أشرطة المحتويات القادمة من اللاينو، وتعلمت تصليحها او وضع الرتوش عليها بعد تصويرها افلاماً ثم جمعها بمساعدة الرفاق وإرسالها الى الطبع.
هذا المجهود استغرق كل يومي، من الساعة ٧ صباحا حين التوجه الى الجامعة، ثم الالتحاق بالعمل والانتهاء منه في ساعة متأخرة من الليل.
كان جوا مثاليا تعلمت فيه الالتزام ودقة المواعيد مثلما دقة رسم الصفحات، وكان جوا مرحا نكمل فيه عملنا بجو أسري رائع، فيه تعرفت على رفيقي وشريك عمري الشهيد الراحل سامي حسن العتابي (ابو يمام).
بعد تخرجي من الجامعة التحقت بمبنى الجريدة الكائن في السعدون للعمل في قسم الترجمة والتحرير الصحفي مع كبار السياسيين والكتاب والشعراء.
رغم صغر سني وقصر تجربتي، اعتبر تلك الفترة بمثابة جامعة، علمتني أصول الصحافة ووجهتني نحو دروب الثقافة والقراءات المتعددة.
اليوم شرفتني صحيفتي الأم، صحيفة المناضلين طريق الشعب، بتكريمي باعتباري من رائدات مرحلة التأسيس لمناسبة مرور الذكرى الـ ٨٤ لتأسيس الصحافة الشيوعية.
شكرا لوفاء رفاقي وأصدقائي وأهلي ممن شاركوني فرحة هذا الاستذكار القيم وكل عام وصحافتنا بخير من أجل وطن حر وشعب سعيد.

عرض مقالات: