لفته عبد النبي الخزرجي 

ضيّف "ملتقى العشرة كراسي" الثقافي في محافظة بابل، السبت الماضي، د. يوسف كاظم الشمري، الذي قدم محاضرة عنوانها "الدولة المشعشعية وعلاقتها بمدينة الحلة"، وسط جمع من المثقفين والأدباء والأكاديميين والمهتمين في الشأنين الثقافي والتاريخي.

يشار إلى أن "ملتقى العشرة كراسي"، من المنتديات الثقافية المعروفة في مدينة الحلة، بما تنظم من محاضرات ثقافية وتاريخية وعلمية وفنية دورية. وقد بات هذا الملتقى محطة تجتمع فيها الوجوه الثقافية والأدبية والأكاديمية.

المحاضرة التي احتضنتها قاعة الملتقى في مركز مدينة الحلة، أدارها د. علي الربيعي، واستهلها مقدما سيرة الضيف الأكاديمية، ومتناولا بعض نشاطاته العلمية، وبحوثه ودراساته ومؤلفاته.

د. الشمري، وفي مفتتح حديثه، تطرق إلى الدولة المشعشعية التي تأسست في عربستان (الأحواز) في القرن الثامن عشر، متناولا الأسباب التي أدت إلى قيامها وظهورها في عدد من المدن الإيرانية، وفي جنوب العراق ومدينة واسط، على اعتبار أن ولاية البصرة كانت زمانذاك تمتد بدءا من الاحساء والقطيف والكويت والحويزة، وتشمل البصرة حتى مدينة واسط.

وذكر المحاضر الضيف أن الدولة المشعشعية قام بتأسيسها شخص من مدينة الحلة، اسمه محمد فلاح المشعشعي، ملقيا الضوء على دور المؤسس في تأسيس إمارة الدولة وأهم المحطات التي توقف عندها، فضلا عما قام به بعض أبنائه، الذين عاثوا فسادا في مدن كربلاء والنجف والكوفة.

وتحدث د. الشمري عن مدينة الحلة، التي تلقى المشعشعي فيها تعليمه، متناولا واقعها الفكري، وكيف انها كانت محط أنظار العلماء والأدباء ورجال الدين، على الرغم من أن العراق كان في ذلك الحين يعيش تحت كابوس التخلف والجهل والأمية والنظامين العشائري والاقطاعي.

ثم طرح محورين أساسيين في شخصية المشعشعي، الأول عقائدي دفع بعض القبائل في الأهوار ومناطق الجنوب إلى الالتفاف حوله، وتشكيل جيشه الكبير الذي استطاع الصمود أمام السلطتين العثمانية والفارسية البهلوية "فالمشعشعي ادعى زورا انه الامام المهدي المنتظر لدى المذهب الشيعي".

أما المحور الثاني الذي أشره المحاضر في شخصية المشعشعي، فهو سياسي ويتداخل تماما مع المحور الأول، ويسير معه جنبا إلى جنب في ظل الأفكار "الخيالية" التي يطرحها ويجذب من خلالها الناس الفقراء ويجندهم لصالحه، موضحا أن أفكار المشعشعي ساهمت في تحشيد أعداد كبيرة من الفلاحين وغيرهم من الفقراء، حتى تكوّن لديه جيش كبير، استطاع بواسطته تأسيس دولة عاشت زمنا طويلا نسبيا.

وفي سياق المحاضرة قدم عدد من الحاضرين مداخلات حول موضوعها، كان بينهم الاساتذة صلاح السعيد، د. عبد الرضا عوض وجبار الكواز.

وفي الختام سلم د. عبد الرضا عوض، د. يوسف الشمري لوحا تقديريا باسم الملتقى.