حميد مجيد موسى: حصلنا على وثائق تؤكد على مخطط تصفية الحزب وانصاره
في اعوام الجبهة
كمال شاكر: احتفلنا بذكرى تأسيس الحزب عام 1977
في قاطع الاعدام
الشهيد صباح شياع: نصعد نحن الى المشانق بفخر واعتزاز.. وتذهبون انتم الى مزبلة التاريخ

الشهيد سهيل: عريف احتفالية الحزب في ذكرى تأسيسه.. بك يا حزبي نتمسك وأشد من رهبان دير.. ولو عمرنا يصل حده انجيب عمر اطفالنا نكمل المسير!

الشهيد جعفر: ستكون دماء الشيوعيين وقود محسن من اجل مسيرة الحزب وخدمة الوطن

ابو محمد سجين عادي من قاطع الاعدام: انتم الشيوعيين من طينة اخرى.. انا لا انام الليل خوفا ورعبا وانتم تغنون وتحتفلون في هذه الايام القاسية!

لم تكن احداث تلك الايام عابرة وسهلة على ابناء شعبنا العراقي الابي يوم أقدم النظام البعثي الصدامي الفاشي على اعدام كوكبة من ابطال هذا الشعب بذريعة مفتعلة كاذبة الا وهي اكتشافه تنظيما عسكريا للشيوعيين يسعون الى تغيير النظام واسقاط الحكومة. وهو افتراء كبير وسلوك فاشي اراد به صدام الانتهاء من (مسرحية الجبهة الوطنية) والبدء بتنفيذ المرسوم بشكل علني واضح، حيث اكدت الاحداث والوثائق التي اطلع عليها الشيوعيون بعد سقوط النظام الصدامي بأن علاقات الجبهة الوطنية لم تكن علاقات ستراتيجية مبنية على نوايا حسنة وبرنامج وطني. وهذا ما اكده الرفيق حميد مجيد موسى (ابو داود) قائلا: اننا اكتشفنا واطلعنا على وثائق سرية واجتماعات لقيادات امنية لجميع مسؤولي الامن في المحافظات على ان مكافحة ومحاربة الحزب الشيوعي والعمل على انهاء دوره في الساحة هي من اولويات مهام البعث. وفعلا كانت الخطط والبرامج تسير وفق هذا المنهج منذ الايام الاولى لانقلابهم المشبوه وبطرق متنوعة بدا من الاعتقالات البسيطة والضغوطات المباشرة على الحزب وغيرها من الاساليب. وكانت عمليات الاغتيال للكثير من كوادر الحزب والمحسوبين على قوى اليسار. واضاف ابو داود ان منهج مكافحة الحزب والسعي لانهاء دوره في الحياة السياسية كان خطأ وبرنامجا صداميا معتمدا. ولم تهدأ هذه الممارسة ولا هذا السلوك العدواني الا لأشهر قصيرة جدا ايام توقيع الاتفاق الجبهوي في 17 تموز 1973. وهل عرفتم هذا السلوك والمنهج الصدامي اليوم؟اجابنا ابو داود قائلاً: ابدا عرفناه مبكرا وتجاربنا مع صدام كثيرة ولكن السياسات الايجابية التي اقدم عليها النظام وانفتاحه على المعسكر الاشتراكي (يومها) وتقديم بعض المواقف للشعب والسعي لتغيير صورتهم السوداء التي عشناها في انقلاب شباط الاسود وخدمة للشعب والوطن وجدنا ان التعاون قد يخدم العراق ويفتح الطريق امام مرحلة جديدة. ومع تقدم السنوات وجدنا انفرادا وسطوة ديكتاتورية وتصفية لجماعته وتنفيذا مباشرا لمنهجه وبالتالي العدوان والحروب على جيرانه وتواصل الضغط والحرب على العراقيين بكل طوائفهم واثنياتهم.

بذلنا جهود حزبية لانقاذ رفاقنا .. ولكن

هل حاولتم انقاذ رفاقنا المحكومين بالاعدام؟ ماذا كان موقف حكومة البعث وبالذات صدام والبكر؟ نعم لقد بذلنا جهودا استثنائية ومحاولات متنوعة من خلال عملنا في الحكومة وعلاقاتنا الجبهوية اضافة الى ممارسة ضغوط عربية ودولية من خلال علاقاتنا مع المنظومة الاشتراكية والمنظمات الدولية، ونقولها بصراحة ان لرفاقنا الراحلين عزيز محمد وعامر عبد الله دورا وجهودا متواصلة لايقاف هذه المجزرة الدموية التي يبدو ان صدام كان مصمما على اكمالها حتى آخر الشوط. وكانت جهود الرفيق الراحل عامر عبد الله متواصلة ومستمرة مع احمد حسن البكر لأخذ كلام ووعد شرف بان هذه الاشكالية سوف تحل والتي اكد الرفيق عامر على ان شيوعيي العالم والاحزاب الشقيقة يجدون حالة شاذة لوجود جبهة وطنية ومقابل ذلك وجود اعداد كبيرة من الشيوعيين واصدقائهم في زنزانات الاعدام ولا يمكن انقاذهم ومن خلال بعض الوريقات التي تركها الرفيق عامر في دفتر ذكرياته قوله: اذكر انني احرجته مرة باقتراح مقصود وقلت له: ما رأيك في ان نتعامل مع رفاقنا في الجيش كما كان يتعامل نوري السعيد مع اليهود؟ (حيث لم يكونوا يجندون للخدمة العسكرية).
هنا اجابني البكر: الله اكبر! هل يصح ان نتعامل مع المواطنين بهذه الصورة ونستغني عن خدمتهم لوطنهم؟!
سألته بمرارة: ما الحل اذن؟ والى متى نظل منشغلين بهذه المشكلة.. ماذا نقول لرفاقنا الذين يستدعون للخدمة العسكرية؟ قل لي ماذا؟
قال البكر: يذهبون شأن سواهم الى معسكرات الخدمة وعندما يعودون الى اهاليهم يومي الخميس والجمعة يتصلون بمنظماتهم الحزبية ويمارسون واجباتهم الحزبية. اوصوهم فقط ان لا يصطحبوا معهم وثائق او كتبا شيوعية الى المعسكرات. سألت البكر: هل نعتبر ذلك قرار نهائياً؟ اجاب: نعم طبعا. قلت له: اتفقنا اذن.
وعلى اساس ذلك أصدر المكتب السياسي نشرة داخلية للمنظمات الحزبية بهذا المعنى. لكن الاحداث اللاحقة قد برهنت على عكس ما اتفقنا عليه تماماً.

هل كان للشيوعيين محاولة لانقلاب عسكري؟

يحاول البعض من ازلام صدام واعوانه بأن ما حصل في ربيع 1978 هو مسعى شيوعي للقيام بانقلاب عسكري. والحقيقة ان هذا الكلام ادعاء كاذب وافتراء على الواقع وهنا استشهد بهذه الحكاية الواقعية: وهي ان والدة أحد شهدائنا كانت تراجع معتقل الامن العامة وهي شجاعة فوقفت امام ضابط الامن وسألته: يمه انتو ليش حابسين ولدنه؟ فأجابها الضابط: حجية ولدكم خرقوا ميثاق الجبهة الوطنية ويريدون يسوون انقلاب عسكري وياخذون من عدنه الحكم! اجابته هذه المرأة الصابرة: يمه الشيوعيين فقره وما يفكرون يسوون انقلاب عسكري، بس انتو جبتوهم للجبهة عبالكم تبلعوهم همه بلعوكم بالشارع والناس كلها صارت وياهم. حقيقة لا انقلاب ولا خرق، لكن صدام كان اتفاقه تكتيكيا وما ان تجاوز المرحلة الاولى توجه نحو الصفحة الثانية وكانت ساعة الصفر تهمة جاهزة وسلوك عدواني فاشي. وعلى اثر ذلك التصرف غير المسؤول اتخذ الحزب قراره بانهاء العلاقة الجبهوية مع البعث الصدامي والانسحاب منها.

لا عهود ولا مواثيق كانت لدى صدام

ومن خلال تجربتي السياسية وخاصة خلال المرحلة من 1968 ووصول البعث الصدامي الى السلطة حتى انهياره في 9 نيسان 2003، لم يلتزم صدام بعهود ومواثيق مع اي جهة كانت وخلال حكمه تنقل في تحالفاته مع جميع القوى السياسية، فمرة مع القوى القومية واخرى مع رجالات العهد العارفي وتارة مع هذا الحزب الكردستاني او ذاك، اضافة الى تحالفه مع اليسار والشيوعيين وعمل على تقمص القيم الدينية وقاد الحملة الايمانية، وكانت تصفياته للكثير من رفاقه وابناء حزبه حيث اصطادهم وانهى حياتهم وادوارهم.
وتؤكد الاحداث بأن صدام كان ذئبا افترس قطيعه وبخطط تدريجية، وما اقدم عليه يومي 17 و 18 أيار 1978 بإعدام هذه النخبة من ابناء الشعب الاوفياء لم تأت صدفة وبشكل عفوي بل ضمن برنامج مخطط للقضاء على الفكر التقدمي والشيوعي والارتماء بأحضان الرجعية العربية والانظمة الفاسدة. وقد اكدت الاحداث ان نظام البعث الصدامي لم يقدم خلال مسيرته في الحكم نموذجا واضحا وقد كانت علاقاته تأخذ اتجاهين الاول الاتجاه الرسمي والحكومي والذي يدعي فيه "الشرف والوطنية"، ولكنه في الجانب الآخر يسير ضمن توجهاته الامنية وما يرسمه مع جهاز المخابرات العامة الذي من خلاله يعمل على تصفية منافسيه وخصومه السياسيين وهذا ما شاهدناه خلال سنوات حكمه وبطشه ودكتاتوريته والتي كان فيها هو الحاكم الاول.

31 شهيدا في يومي 17 و18 أيار 1978

اختلفت الروايات حول العدد الذي تم اعدامه في مجزرة أيار 1978 وهم الشيوعيون واصدقاؤهم التالية اسماءهم:
عدنان شرهان (جندي مكلف)، سهيل شرهان (جندي مكلف)، ماجد جلوب حافظ (جندي مكلف)، عباس فاضل عباس (جندي مكلف)، حسين علي الطريحي (جندي مكلف)، عبد المطلب ابراهيم سلمان (جندي مكلف)، اسماعيل عبد الحسن طاهر (جندي مكلف)، جعفر عبد الله محمد (جندي مكلف)، خالد علو (جندي مكلف)، خميس عباس (جندي مكلف)، حامد كشاش لفتة (جندي مكلف)، رحيم هادي كاسب (جندي مكلف)، مسلول كريم حازم (جندي مكلف)، ناطق عبد الواحد الحديثي (جندي مكلف)، حميد عبد العال (نائب عريف)، اسماعيل حسين حميد (نائب عريف)، كليو صبيح طلال (نائب ضابط)، مجيد حسين داود (جندي مكلف)، جلال حسن عبد الوهاب (جندي اول)، عامر سلطان هندي (م. اول)، حامد خضير خيرالله (شرطي)، عبد الكريم عبد الله المياحي (جابي في المصلحة)، حميد خديم كحط (شرطي)، عباس عبد حسن (مدني)، عزرة حسين عبد الله (شرطي)، صباح شياع (موظف صحي)، عبد الزهرة محمد علي (معلم)، عبد القادر مشكور (فلاح)، سعيد رسول نادر (فلاح)، صبيح جابر فارس (جندي)، حبيب عبد ابراهيم (شرطي)، بشار رشيد طبانه (مفوض ولاعب كرة)، سعدي خالد (فلاح)، نعيم حسين البدري (مواطن)، نوري قادر غفور (مواطن)، عاصي علي محمود (فلاح)، اسماعيل حسين حميد (نائب عريف)، شاكر ناصر رحيم (نائب عريف شرطي)، عبد الرحمن علي رحيم (عامل).
واضافة لهؤلاء كان هناك (34) شخصاً من المحكومين بالأشغال الشاقة المؤبدة بضمنهم اعضاء في الحزب وأنصار في اقليم كردستان وهناك 17 شخصاً محكومين بمدد مختلفة. ويؤكد الرفيق الراحل عامر عبد الله ان الجهود تركزت في الايام الثلاثة الاخيرة ولا مجال لي لأن الموت يهدد نخبة من رفاقنا او المحسوبين علينا. وسلمت القائمة الى احمد حسن البكر بناء على طلبه وقد أعرب البكر مبدئياً عن حرصه على اعادة النظر في هذه الاحكام وسيكون موعدنا اليوم الثالث، وكان معه رئيس الديوان السابق يحيى ياسين وقد وجدته قد أشر اولياً على عدد من المحكومين بالسجن حتى خمس سنوات وأخبرني بانه أصدر امره بإخلاء سبيلهم فوراً وان بإمكاني اعلام عوائلهم، وان مرسوماً جمهورياً سيصدر بالعفو عنهم، وهنا رجاني البكر ان ابلغ عوائلهم دون شوشرة ولا ضجة، وقد عرفت فيما بعد ان البكر اراد تحقيق ذلك دون علم صدام. وقد طلب مني البكر ان يكون لقائي معه في بيته وليس في القصر الجمهوري، ان تصل اخبار الاتصالات والمحاولات الى صدام، وقد تأكدت من ان وجود طارق حمد العبد الله هو للتجسس على البكر ونقل كل شيء الى صدام. ويؤكد عامر عبد الله على ان محاولاته لم تتوقف وحاول الاتصال ببعض الشخصيات القيادية، لكنه وجد مواقف متباينة ومترددة وان صدام اخذ موافقة رفاقه في القيادة بالعصبية والحدة. ورغم الجهود المتواصلة والاتصالات الشاقة مع قيادة البعث لإيقاف المجزرة الدموية التي ينوي صدام القيام بها ضد الشيوعيين والمحسوبين على الحزب لأنه اراد بذلك قطع حبال الود معهم وانهاء التحالف الجبهوي والبدء بمرحلة جديدة يكون هدفه الاساسي فيها العدوان على دول الجوار والمنطقة واراد ان يتقمص دور شرطي الخليج الجديد بدلا من شاه إيران المخلوع.

ماذا يعمل الشيوعيون في زنازين الاعدام؟

ومع قساوة الظروف والايام الا ان الابطال من المحكومين بالاعدام نجدهم يمتلكون معنويات عالية وروحية متفائلة لأنهم يربطون حياتهم بمستقبل شعبهم المناضل. ومع تطور الاحداث وتصاعد المطالبات الجماهيرية بالدفاع عن المحكومين بالموت نجد ان معنوياتهم عالية وآمالهم كبيرة بالغد المشرق وان جهود وضغوطات الحكومات التقدمية والاحزاب الشيوعية والاتحادات والروابط ستؤدي حتما الى تراجع النظام الصدامي، لكنه وكما يبدو كان مستهتراً بحقوق شعبه وحركته الوطنية وبالرأي العام العالمي. ومع كل هذا ظل نزلاء قاطع الاعدام متفائلين ويؤدون حياتهم بشكلها المعتاد ومنهم الرفيق كمال شاكر الذي قضى أكثر من ثلاث سنوات في زنزانات الموت، ورغم الظروف القاسية والايام الصعبة الا ان معنويات ابو عمار كانت عالية وتواصلت جهود الاحزاب والمنظمات الدولية لإنقاذ حياة رفاقنا لكن الجهود لم تثمر الا عن تخفيض حكم الاعدام على الرفيق كمال شاكر الى السجن المؤبد.
وحدثنا الرفيق ابو عمار عن تفاعل المحكومين بالاعدام وجلساتهم النقاشية خاصة ايام المناسبات ومنها الاحتفال بذكرى ولادة الحزب في 31 آذار من كل عام، ففي عام 1977 تجمع المحكومون بالاعدام صباحا لمدة ساعتين، وكان الشهيد سهيل شرهان شاعرا ومثقفا ومتحمسا وأصبح عريفا للاحتفالية وافتتح الجلسة في ذلك اليوم الآذاري الجميل بقصيدة شعبية كان مطلعها:
"
بيك يا حزبي نتمسك
واشد من رهبان دير
لو عمرنا يصل حدة
نجيب عمر اطفالنا نكمل المسير "

وكانت صور الشجاعة والالتزام هي السائدة بين ساكني زنزانات الموت ممن قدموا حياتهم قرابين للوطن. واذكر أحد رفاق باستيل البعث الصدامي بالمواقف الشجاعة النادرة لضحايا البعث الصدامي الشهيد جعفر الذي كان يستمع الى محاضرة عن الواقع السياسي وما هو المطلوب منا كشيوعيين، للوطن ومن اجله فقال جعفر: ستكون دماء الشيوعيين وقودا محسنة من اجل مسيرة الحزب وخدمة الوطن.
وكانت تربطني بالشهيد البصري صباح شياع ايام فترة التوقيف الاولى علاقة طيبة فوجدت فيه ارادة حديدية صلبة حيث قال لي مرة: نصعد الى المشانق بفخر واعتزاز.. وسيذهب الجبناء الى مزبلة التاريخ.. وفعلا تحقق ما قاله صباح وسيبقى خالدا في ضمير شعبه .
وحدثني الرفيق كمال شاكر عن رجل كبير كان في قاطع الاعدام بجريمة عادية (قتل) اسمه ابو محمد حيث وجدنا نتحدث بتفاؤل وآمال عريضة ونضحك ونغني ونحتفل فقال لي: ابو عمار انتم الشيوعيين من طينة اخرى فانا رغم عمري الكبير لا انام الليل خوفا ورعبا وقلقا من ايامي القادمة، اما انتم فلله دركم تغنون وتحتفلون وتضحكون رغم قساوة الايام وصعوبتها.
لقد تسنى لي العيش مع رفاقي في المعتقل لفترة تجاوزت السنة والنصف وتعرفت عليهم وكانوا نموذجا للمناضلين. وكان لبعضهم حكايات خرافية ومنهم الشهيد العامل النقابي عبد الرحمن علي رحيم وقد قال لي ليلة ذهابه الى (محكمة الثورة) بانه وجد رفيقه بوضع مأساوي بسبب تعرضه للتعذيب الوحشي، وخشية عليه من ان يعترف على مسؤوله ويتسبب في كشف الكثير من التنظيمات، وهذا سيضر الحزب فقرر رحمن الكردي ايقاف التداعي والاعتراف على نفسه وطلب مني او اوصل ذلك الى الحزب وجماهيره. وكذا الحال مع الشهيد كيلو صبيح طلال الذي كان اب لثمانية ابناء، آخرهم ميثاق وجبهة، وقد سأله (رئيس محكمة الثورة) يعني انت مو شيوعي.. بس اسماء بناتك اللي همة ميثاق وجبهة تتقدم عليهم للمحكمة؟!
تحية حب وتقدير واستذكار جميل لشهداء الوطن وابنائه ممن وقفوا بوجه الظلم والفاشية والخزي والعار للقتلة واعداء الشعب والوطن.

عرض مقالات: