ربما منذ عقد ونيف وانت تتهيّب ( أيها السياسي المتقاعد!)  في ان تشحذ الذاكرة وهي فياضة اصلاً ، لكي تتمم مشروعاً له سمات انسانية وتوثيقية، وما بينهما كثير، ولكـن!... وكم هي مؤثرة وحاسمة تلكم الـ " لـكن" الاستدراكية، في حياتنا ومواقفنا وحواراتنا..

  والمشروع هو بأختصار ان توثق للناس والتاريخ، ولو بكلمات وسطور شحيحة، عن اعزاء كثار رحلوا، وتركو ما تركوا من عطاء.. وهل هناك من لم يسمع بالمقولة / الرؤية، التي تؤشر الى أن نصف بني البشر فقط هو من يعطي؟!.. ولست بمثير نقاشٍ هنا حول مدى صواب ذلك...

    والان، يبدو انك قد تجرأت ايها الرجلُ، وها أنت في سطوركَ الاولى على تلك الطريق، فهل ستستمر يا ترى؟ ام ستتراجع ولا تكمل ما عندك من ذكريات ووقائع، تسردها بكل ما تستطيع من ايجاز، ولأكثر من سبب يقودك لذلك، اليوم على الاقل!.. 

    ولعلك لن تتردد هنا، وبالمناسبة، في البوح بما يجول في الذهن وأنت مقدمٌ على ما أنت مقدمٌ عليه، من ابيات الجواهري الخالد، في تعريف بارع متبسط لذلك الذئب / الموت الذي ما برح، ومنذ بدء الخليقة يلاحقنا بلا اسثناء أو استئذان، واهمها برأيك، غير المتواضع :

ذئبٌ ترصدني وفوق نيوبه، دم اخوتي واحبتي وصحابي

    لقد شِيئ لك – ايها السياسي المتقاعد – ان يكون اولئك الاحباب كثيرين متنوعين في العدد والسمات، على مدى عقود مديدة، كنت طوالها ناشطا عاماً، طوعاً او كراهية، في شتى مجالات النشاط: السياسي والمهني والثقافي والاعلامي... وفي غيرها، ولا تطلْ أو تسهبْ أكثر !...

  ولربما لن تكتشف القمر – ايها الرجلُ- حين تقول بأن استذكار عزيز واحد، يؤلم بلا حدود، فكيف ان كان هؤلاء الاعزاء بالعشرات: رفقة نضال، وصحبة عمل، وجيرة وبنوة واخاء... ولكن  قد ما يخفف الحزن انكَ نويّتَ، فحسمتَ، ان يقتصر هذا التوثيق، في مرحلة اولى،  ليدور عن الشهداء والراحلين، من السياسيين والمثقفين خاصة، بمناسبة ذكرى عزيزة، هي السنوية الرابعة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي، الاعرق في البلاد.. ولا تمدح أكثر، فشهادتك مطعونٌ بها، لأنك عشت في صفوف ذلك الحزب، ومعه، وحوله، أزيد من نصف قرن! ..

   ومما قد يهوّن من الامر ايضا، انــك – ايها الرجل المُبتلى بداء التوثيق- قد عزمتَ على ان توجز، وذلك ايضا مما قد يخفف من ألم الاستذكار، واستحضار الاحداث .. فما اكثر التفاصيل، وما اجملها، ولكن ما أشدها في آن واحد ، ولتلوحْ لذلك الالم ببيت شعر للجواهري ايضا، يوصف، أو يقرب القصد:

قدْ يقتلُ المرءُ من أحبابهُ، بعدوا عنهُ، فكيفَ بمن احبابهُ (فقدوا)

ولتتوقفْ عند الكلمة الاخيرة من ذلكم البيت، والتي قوّستها للتأكيد، وتستدركْ مخففا الام الاستذكار، وقلْ متسائلاً: هل انهم فقدوا حقاً؟! اما هم خالدون هناك وهنا، في القلوب والتاريخ والكتابات، وأن بأقل مما يستحقون؟!.

  ولكي تسبق هذا التساؤل، أو ذلك، من صديق ومحب هنا، وغير محب أو متصيد هناك، عليك ايها الرجل ان تستبق الامر، وتوضح بأن ما عزمت عليه، وتحددَ في السطور التاليات، قد اعتمد احرف الهجاء العربية لتكون اساس تسلسل الحديث عن احباء واعزة سيرد ذكرهم، مع حفظ كل المواقع والالقاب، والقرب والبعد ...

  كما عليك – ايها الشكوك الدائم- ان تحترز ايضا ممن سيدعي أو سيقول بأن ما جاء، وسيأتي في هذا الاستذكار، يحمل تباهياً غير قليل !.. وأجبْ، ولا تتردد بالقول نعم، بل وزدْ وقل: ولمَ لا؟! ..برغم ان أولئك الذين تعنيهم من القوالين قد صدقوا، ولكن بحرف (القاف) وحده وحسب، متمثلا بما قاله الجواهري:

كذبـوا، وإن كانوا أصابوا من حروفِ (الصدقِ) قافـا

اذ هناك في المبتغى من هذه التأرخة العجول، هدفان آخران – الى جانب التباهي، ولمَ لا من جديد!؟- قد حرضاك على ما تكتبه الان، أولهما: الاعتراف ببذل وعطاء وتميّز الشهداء والراحلين، وثانيهما: توفير رؤوس نقاط على الاقل للقادمين ممن سيوسعون وسيكتبون للتاريخ، الشاهد العدل العزوف عن الرياء.

  وأخيرا في هذا الاستهلال، قلْ ايضا ان هناك في سابق كتابات لك على مدى الاعوام، وربما العقود القليلة الفائتة، توثيقات عن اعزاء جهدت ان تؤرخ لهم وعنهم، وبشكل مفصل نسبياً، ولذلك لن يكونوا مع اقرانهم في هذه التأرخة، ومن بينهم – الى جانب الجواهري الكبير، والرائد محمود صبري، والشهيد الباسل وصفي طاهر- الاحبة: حسين العامل، صفاء الجصاني، فالح عبد الجبار، عادل مصري (ابو سرود) ونضال الليثي.. كما نوه ايها الرجل الى انك قد أجلت في هذه المرحلة، مؤقتا، الكتابة عن الراحلين من العائلة وذوي القربى المقربين... والأن " أعقلها وتوكل" فلربما أطلت دون اضطرار أو حاجة لذلك:

1/ اسعد خضر اربيلي

   تذكرْ ايها السياسي المتقاعد، ذلك  المناضل، والسياسي الكردي الذي تعرفت عليه في بغداد اولا وكذلك في دمشق، وبعدهما في براغ الذي زارها مع عدد من افراد عائلته، اواخر الثمانينات الماضية،  فقضيتم لقاء هنا وآخر هناك، ونزهة الى ضواحي "جنة الخلد" وكانت كل المحاور تدور في رحاب، وأنسانيات السياسة والوطن المبتلى ... 

2/  آرا خاجودور- ابو طارق

  وكم جمعتكَ – ايها الرجل- مع القائد المناضل الارمني العراقي- ابي طارق،  مهام وتكليفات، ولقاءات، كما وأمسيات، منذ اواخر السبعينات الماضية، وحتى رحيله الاليم اواخر عام 2017 ... مرة لوحدكما، ومرات مع احباء واصدقاء، من اهل براغ وخارجها ... اما عن المهام والتكليفات التنظيمية والحزبية، فدعها – ايها السياسي الموثق- لفترة لاحقة، اذ المجالس امانات في بعضها ! وقد يحين وقت التحدث عنها قريبا !..

3/ بشرى برتـو

 الشخصية الوطنية المناضلة.. مسؤولتك – ايها السياسي المخضرم - في المكتب المهني المركزي للحزب الشيوعي ببغداد عامي 1975-1976 ، وبعدها مسؤولتك في مختصة العمل الديمقراطي في الخارج، اواخر الثمانينات ... كما تذكّر علاقات الصداقة الشخصية والعائلية معها، وزوجها الفقيد رحيم عجينة، والتي لم تخلُ من بعض (منغصات) هنا واخرى هناك، ولكنها لم تكن سوى "عواصف في فنجان" كما يقول العرب في بعض مقولاتهم .

4/ تالي المالكي

  وهو الناشط الطلابي، والشخصية البصراوية، الذي تعرفت عليه، مع بدء الاغتراب الاضطراري الى براغ، اواخر السبعينات الماضية، وعملتما معا في هذا المجال الطلابي، وذلك العمل السياسي، بحكم ما أوكلَ اليك – ايها المذكّر والمتذكّر – من مهام ومسؤوليات، وبقيت علاقتكما وطيدة ولحين رحيله المبكر، وفي براغ ايضا ...

5/ ثابت حبيب - ابو حسان

  وهنا تتعدد المحطات في العلاقة مع أبي حسان، القيادي الشيوعي، والمناضل الوطني،  وبعضها مؤجل الحديث عنها ايضا، ولكن أوجز – ايها الموثق-  وقلْ ان العلاقة التنظيمية والشخصية معه ابتدأت اولا في بغداد، خلال نصف السبعينات الاول، ولم تنقطع حتى آوان رحيله.. اما في براغ، فتوطدت تلك العلاقة بحكم ما تكلفتَ به من مهام، وكان هو مسؤول الخارج للحزب عام 1979 وأنت في هيئات حزبية مركزية. ثم تواصلت الصلات الصداقية – الاجتماعية لاحقا، في عواصم عديدة ومن بينها دمشق وبودابست وبراغ ..

6/ جميل منير

الاكاديمي، والمناضل والسجين الشيوعي، شقيق الشهيد الخالد توفيق منير .. وهو زميلك وصديقك الشخصي، ومشارككَ في العمل السياسي والحزبي، حين تواجدتَ – ايها الرجل الموثق- في موسكو لعام كامل (1972-1973) وكان هو يكمل دراسته الاكاديمية في جامعة موسكو، وكم جمعتكما صداقة شخصية وعائلية حميمة، تعمقت لاحقا في بغداد، وثم في براغ، مرات ومرات ..

7/ سامي العتابي

  رفيق الايام الاولى في جريدة (طريق الشعب) العريقة، قبل 45 عاما، وتذكّر عنه، وله، مثابرته وحلو طباعه وهو في القسم الفني، وأنت – ايها المتذكّر-  في الغرفة المجاورة، حيث تحرير صفحة (الطلبة والشباب).. كما ووثق للشهيد حيويته في سفرات واحتفالات الجريدة وخاصة في عاميها الاوليين. كما لا تنسَ الخبر الصاعق الذي انتشر عن استشهاده/ اعدامه في الثمانينات خلال حكم البعث الجائر .. 

8/ شذى البـراك

  وهل تستطيع أن تنسى – ايها الموثق – تلك المناضلة العنود، الشهيدة الباسلة، ابنة العائلة الوطنية، وقد تعارفتما وكلاكما في ساحات ومهمات العمل الحزبي والجماهيري، قبل نحو نصف قرن، ثم جمعت بينكما علاقات صداقية وعائلية حميمة..  فلتفتخرْ إذن بأنك عرفت وعن قرب (شذى) تلك الشمعة، بل الشعلة، التي انارت – حقا لا مجازاً- للاخرين، وشمخت في دروب المجد ..

9/ صالح دكلة- ابو سعد

  وكم سمعت عن تلكم الشخصية الوطنية والمناضل الحزبي البارز في العراق، قبل ان تغترب الى براغ.. ثم تعارفتما في دمشق، وبراغ، في لقاءات سياسية اولاً، ومن ثم في علاقات شخصية واجتماعية تعززت بصداقات عائلية حميمة في التالي من السنين، وامتدت حتى رحيله المبكر في لندن، ثم لتستمر بعد ذلك  تلكم العلاقات الانسانية مع المقربين، بل والاقربين منه، والى اليوم...

10/ على حسن- أبو حيـدر

  ولـ (تعترف!) هنا ان ذلك المناضل الحزبي، والشهيد تالياً، كان  مسؤولك الحزبي ولسنوات في المحلية الطلابية ببغداد، ومنذ مطلع السبعينات، وكمْ تعلمت منه ايثارا وتضحية، وتواضع القادرين... ووثـق - ايها السياسي المتقاعد! – ايضا ان العلاقة التنظيمية بينكما توشجت بصداقة عائلية معه، ومع زوجته الشهيدة الباسلة، زهور اللامي، ولغاية فعلة البعثيين الفاشيين في قتله " في بلاد راحَ فيها الموتُ يستشرى، ويُـشرى" ...

-------------------------------------- يتبع

* والصورة المرفقة مع المادة للشهيدين: حسن على- ابو حيدر، وزوجته زهور اللامي.

*************************

القسم الثاني

  ربما منذ عقد ونيف وانت تتهيّب ( أيها السياسي المتقاعد!)  في ان تشحذ الذاكرة وهي فياضة اصلاً ، لكي تتمم مشروعاً له سمات انسانية وتوثيقية، وما بينهما كثير، ولكـن!... وكم هي مؤثرة وحاسمة تلكم الـ " لـكن" الاستدراكية، في حياتنا ومواقفنا وحواراتنا..

  والمشروع هو بأختصار ان توثق للناس والتاريخ، ولو بكلمات وسطور شحيحة، عن اعزاء كثار رحلوا، وتركو ما تركوا من عطاء.. وهل هناك من لم يسمع بالمقولة / الرؤية، التي تؤشر الى أن نصف بني البشر فقط هو من يعطي؟!.. ولست بمثير نقاشٍ هنا حول مدى صواب ذلك...

    والان، يبدو انك قد تجرأت ايها الرجلُ، وها أنت في سطوركَ الاولى على تلك الطريق، فهل ستستمر يا ترى؟ ام ستتراجع ولا تكمل ما عندك من ذكريات ووقائع، تسردها بكل ما تستطيع من ايجاز، ولأكثر من سبب يقودك لذلك، اليوم على الاقل!.. 

    ولعلك لن تتردد هنا، وبالمناسبة، في البوح بما يجول في الذهن وأنت مقدمٌ على ما أنت مقدمٌ عليه، من ابيات الجواهري الخالد، في تعريف بارع متبسط لذلك الذئب / الموت الذي ما برح، ومنذ بدء الخليقة يلاحقنا بلا اسثناء أو استئذان، واهمها برأيك، غير المتواضع :

ذئبٌ ترصدني وفوق نيوبه، دم اخوتي واحبتي وصحابي

    لقد شِيئ لك – ايها السياسي المتقاعد – ان يكون اولئك الاحباب كثيرين متنوعين في العدد والسمات، على مدى عقود مديدة، كنت طوالها ناشطا عاماً، طوعاً او كراهية، في شتى مجالات النشاط: السياسي والمهني والثقافي والاعلامي... وفي غيرها، ولا تطلْ أو تسهبْ أكثر !...

  ولربما لن تكتشف القمر – ايها الرجلُ- حين تقول بأن استذكار عزيز واحد، يؤلم بلا حدود، فكيف ان كان هؤلاء الاعزاء بالعشرات: رفقة نضال، وصحبة عمل، وجيرة وبنوة واخاء... ولكن  قد ما يخفف الحزن انكَ نويّتَ، فحسمتَ، ان يقتصر هذا التوثيق، في مرحلة اولى،  ليدور عن الشهداء والراحلين، من السياسيين والمثقفين خاصة، بمناسبة ذكرى عزيزة، هي السنوية الرابعة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي، الاعرق في البلاد.. ولا تمدح أكثر، فشهادتك مطعونٌ بها، لأنك عشت في صفوف ذلك الحزب، ومعه، وحوله، أزيد من نصف قرن! ..

   ومما قد يهوّن من الامر ايضا، انــك – ايها الرجل المُبتلى بداء التوثيق- قد عزمتَ على ان توجز، وذلك ايضا مما قد يخفف من ألم الاستذكار، واستحضار الاحداث .. فما اكثر التفاصيل، وما اجملها، ولكن ما أشدها في آن واحد ، ولتلوحْ لذلك الالم ببيت شعر للجواهري ايضا، يوصف، أو يقرب القصد:

قدْ يقتلُ المرءُ من أحبابهُ، بعدوا عنهُ، فكيفَ بمن احبابهُ (فقدوا)

ولتتوقفْ عند الكلمة الاخيرة من ذلكم البيت، والتي قوّستها للتأكيد، وتستدركْ مخففا الام الاستذكار، وقلْ متسائلاً: هل انهم فقدوا حقاً؟! اما هم خالدون هناك وهنا، في القلوب والتاريخ والكتابات، وأن بأقل مما يستحقون؟!.

  ولكي تسبق هذا التساؤل، أو ذلك، من صديق ومحب هنا، وغير محب أو متصيد هناك، عليك ايها الرجل ان تستبق الامر، وتوضح بأن ما عزمت عليه، وتحددَ في السطور التاليات، قد اعتمد احرف الهجاء العربية لتكون اساس تسلسل االحديث عن احباء واعزة سيرد ذكرهم، مع حفظ كل المواقع والالقاب، والقرب والبعد ...

  كما عليك – ايها الشكوك الدائم- ان تحترز ايضا ممن سيدعي أو سيقول بأن ما جاء، وسيأتي في هذا الاستذكار، يحمل تباهياً غير قليل !.. وأجبْ، ولا تتردد بالقول نعم، بل وزدْ وقل: ولمَ لا؟! ..برغم ان أولئك الذين تعنيهم من القوالين قد صدقوا، ولكن بحرف (القاف) وحده وحسب، متمثلا بما قاله الجواهري:

كذبـوا، وإن كانوا أصابوا من حروفِ (الصدقِ) قافـا

اذ هناك في المبتغى من هذه التأرخة العجول، هدفان آخران – الى جانب التباهي، ولمَ لا من جديد!؟- قد حرضاك على ما تكتبه الان، أولهما: الاعتراف ببذل وعطاء وتميّز الشهداء والراحلين، وثانيهما: توفير رؤوس نقاط على الاقل للقادمين ممن سيوسعون وسيكتبون للتاريخ، الشاهد العدل العزوف عن الرياء.

  وأخيرا في هذا الاستهلال، قلْ ايضا ان هناك في سابق كتابات لك على مدى الاعوام، وربما العقود القليلة الفائتة، توثيقات عن اعزاء جهدت ان تؤرخ لهم وعنهم، وبشكل مفصل نسبياً، ولذلك لن يكونوا مع اقرانهم في هذه التأرخة، ومن بينهم – الى جانب الجواهري الكبير، والرائد محمود صبري، والشهيد الباسل وصفي طاهر- الاحبة: حسين العامل، صفاء الجصاني، فالح عبد الجبار، عادل مصري (ابو سرود) ونضال الليثي.. كما نوه ايها الرجل الى انك قد أجلت في هذه المرحلة، مؤقتا، الكتابة عن الراحلين من العائلة وذوي القربى المقربين... والأن " أعقلها وتوكل" بنشر الجزء الثاني، ادناه، فلربما أطلت دون اضطرار أو حاجة:

11/ جمعة الحلفـي

الاعلامي والشاعر، الذي رحل عن عالمنا قبل فترة وجيزة، وكنتما قد تعارفتما ايها السياسي (المتقاعد!)  في مبنى تحرير صحيفة (طريق الشعب) العريقة، اوائل السبعينات الماضية، وتجاورتما المكاتب، مع اصحاب ورفاق واصدقاء اخرين، لسنوات.. كما التقيتما في براغ بعد حلول موسم الهجرة الى المنفى، اواخر ذلك العقد السبعيني المشؤوم، وبعدها في ربوع دمشق، في الثمانينات والتسعينات، وآخر العهد معه ببغداد عام 2012 ..

12/ زكي خيري

الشخصية الوطنية العراقية المميزة، وكم كنتَ معجبا به قبل ان تراه – ايها الرجل الموثق- وقد اعجبت به أكثر حين تعرفت عليه،  في جريدة طريق الشعب ومقرات الحزب ببغداد مطلع السبعينات الماضية، ثم توطدت الصلات والاواصر، اواسط ذلك العقد.. ولتستمر العلاقات السياسية، وكذلك العائلية، في براغ، فدمشق، ثم براغ من جديد أواخر الثمانينات - مطالع التسعينات الاخيرة، قبل رحيله الى السويد، ورحيله فيها ..

13/ سعدون علاء الدين

ذلكم المناضـــل الباسل، والكادر الفني، المتميز، وقد  وتعارفتما بشكل اوثق، حين انطلقت صحيفة (طريق الشعب) في ايلول 1973 حين كان سعدون المسؤول عن شؤون الطباعة فيها، وكنتَ – ايها المؤرخ - تتردد يوميا الى هناك حيث كانت مكاتب التحرير والمطبعة في مبنى واحد ... ومما زاد من وشائج العلاقة بينكما، الصلات العائلية، وحتى استشهاده اواخر السبعينات، على يد اجهزة السلطة البعثية الغاشمة...

14/ شمران الياسري – أبو كاطع

الكاتب والروائي والمناضل السياسي، ولا تزدْ ايها الرجلً، فـ ( أبو كاطع) لا يحتاج لتعريف ... شرْ بايجاز الى تعارفكما الاول في الصحيفة العريقة (طريق الشعب) عام 1973.. ثم أوجز انكما عشتما شهورا جميلة في براغ منذ عام 1979: صداقة، وعملا سياسياً، وثقافيا واعلاميا، ولحين رحيله الموجع عام 1981.. ثم لا تنسى (صلة القرابة بينكما) فكلاكما سيدان من أهل البيت، كما كان يجلجلُ دائما !!!.

15/ صالح محسن الجزائري

زميلك في الدراسة بمعهد الهندسة العالي في جامعة بغداد، عام 1968  والمناضل والسجين الشيوعي، ثم الشهيد في الثمانينات الماضية .. تصادقتما سياسيا، وشخصيا، وأثرّ عليك ليعجل في عودتكَ – وقد كنتَ ثوريا وليس كما الان!!- الى صفوف الحزب، نابذاً انشقاق القيادة المركزية، عام 1969..ثم ليصبح مسؤولك التنظيمي فترة قصيرة، وتتواصلان لاحقا في بعض مجالات العمل النقابي  ...

16/ عادل الربيعي

وهو الشيوعي والناشط الجماهيري، الى جانب كفائته العلمية المبرزة، وقد التقيتما في المهجر، وتوطدت الصلات والعلاقات في لينينغراد مطلع الثمانيات، ومع زوجته المناضلة، انعام المهداوي، ثم تعمقت في دمشق الشام، في السنين اللاحقات، وحتى رحيله المفجع، عام 1987  وكان عائدا توا من تمثيل شبيبة العراق في فعالية دولية تم تنظيمها في برلين، من قبل اتحاد الشبيبة العالمي ..

17/ عادل وصفي

وهو المناضل  اليسارى العراقي، الذي كان مسؤولك الطلابي ( ايها الثوري السابق!) في فترة الدراسة الجامعية،وفي عز الشباب اواخر الستينات الماضية.. ثم اختلفتما في التوجه التنظيمي، والاتجاه السياسي.. وكم احزنكَ وأنت تسمع خبر اغتياله في بيروت في حزيران  1979 من رجال ومخابرات البعث هناك، حيث كان يعمل مسؤولا في الاعلام الفلسطيني، فاراً من جحيم البلاد ..

18/ عامر عبد الله

الشخصية السياسية، الوطنية البارزة، وسمعت عنه الكثير قبل ان تتعرف عليه لاول مرة في بغداد، اواسط السبعينات الماضية.. ثم تعاقبت الاحداث ومرت الاعوام وتلتقيان مجددا في الخارج، مع بدء الاغتراب عام 1979 في براغ، ثم دمشق، وبعدها في براغ ايضا اواخر الثمانينات، ولتتوطد العلاقات الشخصية والصداقية والعائلية بمرور الوقت وحتى رحيله في لندن .. وامتنعْ (ايها المؤرخ) راهناً، عن الحديث عن بعض تفاصيل سياسية، وكررْ حجتكَ الجاهزة: للمجالس اماناتها !!...

19/ عزيز سباهي

الكاتب والسياسي العراقي المعروف، وكانت صحيفة (طريق الشعب) ايضا فرصة اللقاء الاول معه في بغداد، الى جانب فرص اخرى لاحقة.. وفي المغترب، والجزائر تحديدا عملتما في هيئة حزبية واحدة مطلع العام 1979 لفترة وجيزة، ثم عدتما لكي تلتقيا في دمشق اواخر الثمانينات، بمناسبة واخرى .. كما وثق – ايها الرجلُ- انكما عدتما للعلاقة السياسية والثقافية مجددا في براغ، التي انتقل اليها للعمل في مجلة ( قضايا السلم والاشتراكية) حتى مطلع التسعينات الماضية ..

20/ فائزة باقر الجواهري

ابنة العائلة الوطنية المعروفة، وزميلتك ورفيقتك في بغداد وموسكو مطالع السبعينات، الى جانب الصلة الاسرية بينكما، وتذكرْ ايها الرجلُ، الايام والاشهرالجميلة التي سادت بينكما في موسكو، الشخصية منها والاجتماعية.. وكم كان قاسيا عليك خبر رحيلها المفجع ببغداد، اواخر السبعينات، وهي في عـز الشباب والعطاء ..

21/ فائق بطــي

الكاتب والاعلامي، والسياسي البارع...الذي تعرفتَ عليه لاول مرة – شخصيا – وهو يتولى سكرتارية تحرير طريق الشعب، عام 1973 .. ووثقْ - ايها الموثق- ان علاقتكما قد توطدت لاحقا، وفي الغربة هذه المرة..سواء في دمشق الشام، وكذلك في براغ، خلال زياراته لها  لشؤون اعلامية وثقافية وسياسية تنظيمية، ذات صلة، كما تذكراللقاء الاخير معه في اربيل عام 2010 حين كانت لك زيارة عاجلة الى هناك ....

22/ مصطفى الدوغجي

وهو السياسي البصري المناضل، وكان اول لقاء معه في موسكو عام 1972 وكنتما قد وصلتماها للدراسة في جامعاتها.. وضمتكما نشاطات طلابية هنا، واخرى سياسية هناك ، وما بينهما . ولا تنسَ ايها الموثق لقاءكما في عدن، اليمنية، خلال نصف الثمانيات الاول كما تتذكر، وكان هو مسؤولا حزبيا، وكنت زائرا لها في فعالية طلبابية وشبابية دولية.. كما لا تنسَ ايضا ان تشير الى لقاءات اخرى، وان كانت قليلة، في دمشق خلال التسعينات الاخيرة، والتي اقام فيها مصطفى حتى رحيله قبل اعوام ... 

23/ مهدي الحافظ

السياسي والاكاديمي البارز، وقد التقيتما اول مرة في براغ مطلع عام 1972 حين كان يشغل مهمة نائب رئيس اتحاد الطلاب العالمي، وقد وصلتها انت لتمثل سكرتارية اتحاد الطلبة العام، العراقي، في اجتماع ونشاط دوليين، في براغ ووارشو .. ثم تعددت الاتصالات واللقاءات مع (ابي خيام) في بغداد، اواسط السبعينات، وفي براغ خلال الثمانينات، وما تلاها، وكان اخرها عام 2014  في براغ ايضا، مع جمع من الاصدقاء، وفـق ما تتذكر ايها السياسي المخضرم ..

------------------------------- يتبع القسم الثالث والاخير

* الصورة المرفقة : الجواهري وزكي خيري،

 في شقة رواء الجصاني، براغ- اوائل الثمانينات الماضية.

عرض مقالات: