عقدت رابطة المرأة العراقية السبت الماضي في بغداد، جلسة استذكار للرابطية الرائدة والمناضلة الراحلة د. بثينة شريف، التي فارقت الحياة أوائل تشرين الثاني الماضي.

الجلسة التي التأمت على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الأندلس، حضرتها عائلة الفقيدة وجمع من رفاقها وأصدقائها ومحبيها.

وبعد أن وقف الحاضرون دقيقة صمت إكراما للراحلة ولشهيدات وشهداء الوطن، ألقت د. خيال الجواهري كلمة باسم الرابطة، تناولت فيها أبرز المحطات النضالية للفقيدة، وعرفت بسيرتها الذاتية، موضحة انها ولدت عام ١٩٣٨ في عائلة تقدمية وطنية، وانه "كان لوالدها د. عبد الحكيم شريف، شقيق الشخصية الوطنية المعروفة عزيز شريف والشهيد الباسل عبد الرحيم شريف، الأثر الكبير على شخصيتها المثقفة والقوية. حتى أصبح مثلها الأول الذي تقتدي به".

وأضافت قائلة ان الراحلة تأثرت كذلك بوالدتها السيدة مقبولة احمد. وهي واحدة من ناشطات رابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية التي تأسست عام 1952، مشيرة إلى ان للدكتورة بثينة شريف، دورا مجيدا في رعاية ذوي المعتقلين إثر انقلاب شباط الدموي عام 1963، وانها كانت قد انخرطت في العمل التطوعي والسياسي والكفاح المسلح في سبيل الوطن والشعب، وتعرضت للاعتقال والملاحقة من جلاوزة الأنظمة الاستبدادية ثم إلى الفصل من العمل، وفقدت رفيق دربها، الشهيد د. محمد الجلبي، في الأيام الأولى من زواجهما.

ولفتت د. الجواهري في الكلمة، إلى ان "الفقيدة واكبت الكثير من المناضلات المدافعات عن حقوق المرأة، ومثلت رابطة المرأة العراقية في الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، وتنقلت بين أكثر من بلد، لكنها لم تنفصل عن النضال النسوي والديمقراطي حتى وفاتها".

وفي ختام الكلمة عاهدت الناشطات في الرابطة زميلتهن الراحلة "بالوفاء والمضي على طريقها النضالي، ومآثرها الخالدة، وتاريخها المشرف الزاخر بالبطولات وأروع صور النضال لأجل سعادة الشعب وسيادة الوطن".

وكانت للحزب الشيوعي العراقي كلمة في الجلسة، ألقاها عضو اللجنة المركزية الرفيق محمد جاسم اللبان، وتناول فيها محطات مضيئة خلفتها الفقيدة في مسيرتها في صفوف الحزب، وبرهنت من خلالها على صلابتها وقوتها وإيمانها الكبير بالمبادئ التي جعلتها تتعرض للاعتقال والسجن والملاحقة وخسارة شريك حياتها.

وساهمت رابطة الأنصار الشيوعيين في الجلسة بكلمة أشادت فيها بالسفر النضالي الناصع للراحلة، الذي لا يغيب عن ذاكرة جميع النصيرات والأنصار "وهي التي التحقت بحركة الأنصار في كردستان نهاية عام ١٩٨١، وضربت هناك أروع الأمثلة في الثبات والصمود والتحمل، وبقيت في صفوف الأنصار حتى نهاية عام ١٩٨٦، حيث أرسلها الحزب إلى كوبنهاغن لتمثل الاتحاد النسائي العربي في مؤتمر السلام العالمي".

زميلة الراحلة ورفيقة دربها، الاديبة سافرة جميلة حافظ، ألقت كلمة خلال الجلسة عبرت فيها عن حزنها العميق بفقدان صديقتها المقربة، مسلطة الضوء على نشاطها النسوي والضغوط والملاحقات التي تعرضت اليها، فضلا عن عملها المهني والسياسي والاجتماعي، وبدايات عملها في الخارج، ثم عودتها إلى الوطن لتناضل مع زميلاتها وصديقاتها من اجل وضع الأسس الصحيحة لبناء الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

وفي ختام الجلسة قرأ الرفيق د. حسان عاكف، كلمة باسم عائلة الفقيدة، عبر فيها عن شكر العائلة وامتنانها للجهود المبذولة من قبل الرابطة في إقامة الجلسة، وإلى كل الأصدقاء والصديقات الذين شاركوا في مراسيم عزاء الراحلة.

جدير بالذكر إن الرابطة تلقت المئات من برقيات التعازي والمواساة بفقدان د. بثينة شريف.