غالي العطواني

اقامت الهيئة الادارية لنادي الاتصالات الرياضي، الأسبوع الماضي، حفل تأبين للاعب النادي الأسبق، ولاعب المنتخب الوطني، الراحل كاظم عبود في مناسبة أربعينيته.

الحفل الذي أقيم على قاعة "الشركة العامة للاتصالات" وسط بغداد، حضره العديد من رواد الرياضة من مواكبي الراحل، إلى جانب جمع من المثقفين والإعلاميين والمهتمين في الشأن الرياضي، وعدد من منتسبي الدائرة التي كان يعمل فيها الراحل قبل إحالته على التقاعد. 

الاعلامي الرياضي عبد الرحمن فليفل، أدار الحفل واستهله مشيرا إلى ان الراحل ارتبط تاريخيا بـ "نادي البريد" الرياضي، باعتباره احد مؤسسي هذا النادي الذي ضم نخبة من اللاعبين التقدميين، ممن حملوا هموم الوطن والناس.

بعد ذلك تحدث نائب رئيس الهيئة الإدارية لـ "نادي الاتصالات" حسام هاشم الجواد، عن الفقيد، موضحا انه تعرف إليه عام 2005، عندما كان يراجع لجنة المفصولين السياسيين من أجل إعادته إلى وظيفته، مضيفا ان الراحل كان يتميز بدماثة أخلاقه، وانه رياضي ومناضل من طراز خاص "وللأسف ان المتنفذين في عراق ما بعد 2003، لم يعيروا أي اهتمام لهؤلاء الرواد، الذين قدموا ملاحم رياضية في سبيل رفع راية الوطن".  من جانبه ألقى الكابتن رسن بنيان كلمة في الحفل، ذكر فيها انه تعرف على الراحل ابان سبعينيات القرن الماضي، حيث لعبا معا في الفرق الشعبية بمدينة الثورة، وانضما إلى "نادي البريد" وانتقلا بعدها إلى "نادي السكك"، مبينا انه لعب مع الراحل في "منتخب شباب العراق" عام 1970، إلى جانب مجموعة من اللاعبين المعروفين امثال فلاح حسن وعلي كاظم وغيرهم من اللاعبين التقدميين الذين يجمعهم حب الوطن.

ولفت بنيان إلى ان عبود كان معارضا للنظام الدكتاتوري المباد، وانه، وبعد أن تعرض لملاحقات النظام، حمل السلاح ضده إلى جانب رفاقه الأنصار الشيوعيين في جبال كردستان، "فعاش مناضلا ومات مناضلا".  وكان من بين المتحدثين في الحفل، المدرب داود العزاوي، الذي قال انه "من حقنا ان نفخر بالراحل المناضل كاظم عبود الذي كان جريئا في طروحاته السياسية امام رجال الطغمة الفاشية الحاكمة"، موضحا انه في سبعينيات القرن الماضي قام النظام المقبور بتعيين وكيل امن في "نادي البريد" مهمته مراقبة كاظم عبود ورفاقه اللاعبين. وأضاف قائلا ان الفقيد كان صاحب مبادئ وقيم، وحاملا لهموم الوطن وكادحيه، و"انه حورب حتى من داخل الاتحاد العراقي لكرة القدم، لكي لا يصل الى المنتخب الوطني بالرغم من مستواه المهاري الجيد". من جانبه شارك الشاعر والإعلامي فالح حسون الدراجي في الحديث عن الراحل، مشيرا إلى انه تعرف إليه خلال العام 1968 في أحد ملاعب مدينة الثورة، وانه لعب إلى جانبه في "نادي البريد" و"نادي السكك"، مضيفا انه التقاه بعدها عام 1974، خلال حفل ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي.  فيما ألقى الاعلامي الرياضي حسين الذكر، كلمة أوضح فيها ان عبود كان لاعبا موهوبا ومناضلا قدم ثلاثة من اشقائه ونجله شهداء للوطن، مبينا انه، وبعد انتكاسته الصحية، تقرر ان يسفّر للعلاج خارج العراق على نفقة الدولة، لكنه رفض ذلك وقال "انها اموال الشعب. وبدلا من ان يتم صرفها على علاجي عالجوا بها الفقراء".