من الغرائب التي تحصل في العراق هي الازدواجية أو بالأحرى البهلوانية التي يمارسها بعض ساستنا الأفاضل وخاصة في تعاملهم مع الجماهير، وعند انطلاق التظاهرات في المحافظات العراقية، سارع بعض قادة الكتل النافذة الى التصريح عن الأجندات الخفية للمتظاهرين والقوى التي تقف وراءهم أو الجهات التي تدعمهم، موزعين الاتهامات شرقا وغربا، وقد جمعوا كل المتضادات في خانة واحدة، حتى حار المراقب في معرفة دوافع المتظاهرين وخلفياتهم، في الوقت الذي يعلم الجميع بأن التظاهرات انطلقت تعبيرا عن الشعور بالظلم، واحتجاجا على تردي الخدمات الأساسية للمواطن، "وظلم ذوي القربى أشد مضاضة".
من جهة اخرى قامت بعض الجهات المعروفة بالاعتداء على المتظاهرين، كما زجت بعناصرها في التظاهرات لافتعال أعمال شغب بغية الإساءة إلى المتظاهرين وإظهارهم بصورة المخربين، لكن سرعان ما تغير الحال بعد تصريحات المرجعية الدينية الداعمة للمتظاهرين في مطالبهم المشروعة، بل حثت على التظاهر لترتفع وتيرتها لأن "الحقوق تؤخذ ولا تعطى".
وهنا عادت الكرة الى القادة ذاتهم ممن وصفوا المتظاهرون بالعملاء والمأجورين، لكن بعكس الاتجاه وهو التظاهر بدعم التظاهرات وتأييد حق الشعب بالعيش الكريم، ناسين ان المتظاهرين خرجوا احتجاجا عليهم لأنهم هم من يمسك بالسلطة في البلد ، وإن أدعاءهم دعم التظاهرات ماهو الا ضحك على الذقون، وتسفيه لإرادة المواطن واستهزاء بعقله، لأنه يعرف من هم الفاسدون ومن يقف وراء التردي والفشل في إدارة الدولة.
قاطعني سوادي الناطور قائلا :صدگ إذا گالوا المثقفين "يقتل القتيل ويمشي بجنازته، ذوله عبالهم "الوادم هنود" ، وما يدرون شعبنه "يقره الممحي" و"يعرف النغل منو أبوه" ويعرف "البير وغطاه" وما "يعبر عليه قرش قلب" وإذا راد "يگلب الطابگ طبگ" و"يحرگ سلفه سلفاهم" وبعد ما تعبر عليه هاي المسلگات، وإذا عبالهم الوادم أزواج تره همه الازواج، لأن وادمنه "بايعه فرارات بخبز يابس"وتعرف يا هو زيد ويا هو عبيد، ومنو الها ومنو عليها، أواحدهم "يوديكم للشط ويردكم كاتلكم العطش" وإذا الوادم سكتت گبل ، بعد ما تسكت، لأن عرفت أدروبكم ، وقرت كتابكم، وشافت سوالفكم، وبعد ما تفيدكم "سالفة الحية" لأن الناس تقره وتكتب، و"الما يشوف بالمنخل عمه العماه"!!!