تعد قناة الجيش من اقدم معالم بغداد الترفيهية، فهي تضم الساحات الخضراء وقناة المياه الخلابة التي تشق منطقة الرصافة بطول 23,5 كلم، وتربط نهر دجلة من بداية صدر القناة مرورا بحي البساتين والشعب والبنوك وشارع فلسطين ومدينة الصدر (الثورة) والمشتل وزيونة وبغداد الجديدة وصولا الى نهر ديالى.

افتتحت القناة على يد الزعيم عبد الكريم قاسم عام ١٩٦١، تحت عنوان (الجيش للحرب والاعمار)، واليوم بعد خمسين عاماً تحولت القناة الخضراء الى مكب نفايات وارض جرداء بسبب اهمالها وعدم اكتمال ترميمها واعمارها من قبل امانة بغداد والشركة المنفذة (المقاولون العرب المصرية).

لم يقتصر الأمر على عدم اكتمال تأهيل مشروع قناة الجيش والاهدار في المال العام فقط، بل لم تحاسب الجهات الحكومية المختصة الشركة المقصرة (المقاولون العرب المصرية) حين لم تنجز العمل بالشكل المطلوب.

اكثر من سبع سنوات على بداية مشروع أعمار القناة لكن حالها لم يتغير حتى الآن، سبع سنوات والحفر تكثر في الشارعين الرئيسين المجاورين للقناة واللذين لا يصلحان لسير المركبات، ولاتوجد اسيجة جانبية ولا أرصفة للمقتربات  كما غابت العلامات الدالة، فيما ساحاتها تحولت الى اراض جرداء لافتقارها الى النباتات والاشجار وبعضها اصبح اماكن لتجمع الحيوانات والماشية فضلا عن المنظر غير اللائق للمياه الآسنة وسيادة طابع التصحر، ولاننسى ضعف المتابعة الامنية لما حصل من حالات خطف وتسليب في جانبي طريقها، وحوادث غرق للشباب الذين يسبحون في مائها الجاري هرباً من حر الصيف. وان كانت هنالك أعمال ترميم للشارعين فهي خجولة وترقيعية وبين حين والاخر بالنظر لشكاوي المواطنين العديدة.

كان من المقرر لهذا المشروع الترفيهي، ان يكون متنفساً لما يقارب أربع ملايين بغدادي، فهو يشمل اكثر من ٦٠ مركزاً ترفيهيا وسياحياً وثقافياً بالاضافة الى جسور وانفاق وتماثيل ومعارض ومسارح ومسابح ومراسٍ للزوارق ومطاعم وحدائق ونافورات فضلا عن تنفيذ محطة لتحلية المياه، الا ان الفساد المستشري كان المعرقل الحقيقي للمشروع الحيوي، حيث لم نلمس اي نية حقيقية من قبل الحكومة او النزاهة لاجل مقاضاة الشركة المتكلئة او محاسبة امانة بغداد.

امانة بغداد ألقت باللائمة على الامطار الغزيرة التي فاضت المناطق بمائها، ما تطلب من الامانة تصريف مياه الفيضان ولم تجد غير القناة لتصريفها، وهنا دمرت المياه الاعمال المنفذة للمشروع، لذا تطلب اموال اضافية لغرض اعادة مادمرته الامطار وترميم المتبقي، وبالنظر لعدم اقرار الموازنة وتأخرها في التخصيصات المالية توقف المشروع ولم  تبادر أي جهة حكومية لاعادة اعماره بعدها.

مشروع القناة كان داء وعلاجه رف النسيان حاله حال الـ ٦٠ مشروعا كان من المؤمل تنفيذها من قبل امانة بغداد في جانبي الكرخ والرصافة، فلا رقيب ولا حسيب للنسيان !