لكل زمن تعابيره ولكل مرحلة مصطلحاتها التي يتداولها الناس في أحاديثهم، والساسة في طروحاتهم، فقد دأب النظام البائد على وصم الرافضين وجوده والمعارضين سياسته بالعملاء والمأجورين والحاقدين والرتل الخامس وما إلى ذلك من مصطلحات حفظها الناس عن ظهر قلب هي كل ما يمتلكه النظام في قاموسه في مهاجمة معارضيه.
وبعد الخلاص من النظام الفاشي ابتلينا بمن زادوا الطين بلة، حين هيمن على مقدرات البلاد ساسة لا هم لهم إلا تحقيق مصالحهم الخاصة وبناء إمبراطورتيهم على حساب الشعب المسكين الذي خدعته الشعارات المعسولة التي أطلقها ساسته من خلال دغدغة عواطفه بشعارات طائفية مزقت النسيج الاجتماعي وأضاعت الهوية العراقية التي كانت الحصن المنيع للشعب في مواجهة الحكومات البائدة، ويجتمع في ظلها الفسيفساء العراقي بألوانه المختلفة، فلا تفرقة طائفية ولا نعرات قومية ولا تكتلات عشائرية، فالجميع يجمعهم الهم الوطني ومصلحة الشعب وحماية الوطن.
وخلال سنوات خرج العراقيون في تظاهرات مطلبية سلمية، طارحين شعارات تمثل الحد الأدنى من متطلبات الانسان، وهي الخدمات وتوفير الحياة الحرة الكريمة لشعب ابتلي بساسة فاشلين فكان الرد الحكومي الجاهز أن هؤلاء أعداء العملية السياسية، وبعثيون ويرتبطون بجهات معادية ولديهم أجندات خارجية، ومدفوعين من إسرائيل وتركيا والسعودية وأمريكا أو استاذهم "أبو ناجي" والغريب ان نواب الشعب الذين جاء بهم الشعب المتظاهر يروجون لهذه المفاهيم حتى وصلت الجرأة بإحداهن ممن فشلن في الانتخابات أن تقول أنها رأت بأم عينيها شاحنات سعودية تحمل إطارات مستهلكة ليحرقها المتظاهرون في شوارع البصرة، أرأيتم أكثر من هذه الصفاقة.
التفت سوادي الناطور قائلا بانفعال شديد: عمت عينكم، ومال بختكم، ولكم مأ استحيتوا على أرواحكم من اتهمون الوادم اللي تطالب بحقهه بهاي التهايم، ولكم أحنه أهل الأجندات لو أنتم البعتو ناسكم وأهلكم أوطنكم، بالعهد البايد بوكت نوري سعيد طلعنه مظاهرات ضد الحكومة، واجهتها حكومة نوري السعيد بقنابل الغاز والرصاص الحي وصارت بيها أچتول وچان أكو مذيع عراقي يهودي أسمه (مراد العماري) طلبوا منه يقره بيان ضد المتظاهرين ويكول المتظاهرين أطلقوا النار على شرطة الحكومة، قدم استقالته من الإذاعة وكعد يم أهله وما رضه يصير چذاب كدام ناسه، وهسه اللي انتخبهم الشعب وفشلوا، يكولون عن شعبهم عده" أجندات" ولكم أحنه العدنه أجندات لو ... وووووآخ منك يا لساني!!!
حكايات أبي زاهد.. أجندات
- التفاصيل
- محمد علي محيي الدين
- آعمدة طریق الشعب
- 2037