بعد ثورة 14 تموز المجيدة عام 1958 اتخذت الحكومة الوطنية التي شكلت على أعتاب الثورة مقررات أساسية وهي تقديم الخدمات إلى أبناء الشعب العراقي ، وفي مقدمتها توفير الطاقة الكهربائية لكل مواطن ، حيث تم إيصالها إلى المدن والمحافظات العراقية، وجميع مراكز الأقضية والنواحي، بل شملت القرى والأرياف في البلاد ، ووصلت إلى ابعد قرية في الريف، فكان التيار الكهربائي مستمر على مدار ساعات اليوم وبدون انقطاع حتى في ظروف الطقس غير الاعتيادية كسقوط الأمطار أو حدوث عواصف ترابية.

 بعدها في فترة النظام المقبور كان الحال على وضعه من كهرباء وخدمات،  لكن نتيجة للسياسات الخاطئة التي انتهجها النظام الدكتاتوري المقبور، والاعتداء على دول الجوار بحروب عبثية منها حرب الخليج الأولى ، والخليج الثانية مما أدت إلى تدمير البنى التحتية لمنظومة الكهرباء،  ويدفع الشعب ثمن اخطاء النظام الرعناء دون وجه حق.

بعد التغيير في عام 2003 كان طموح العراقيين ان يحصل تغيير الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للبلاد ، وتعويض الشعب العراقي عن ما تعرضوا اليه في الحقبة الماضية، لكن للأسف لم يحظ المواطن بالاهتمام وتوفير الخدمات له، وبقيت مشكلة الكهرباء مستعصية عن الحل! رغم صرف المليارات من الدولارات عليها لكنها لم تتحسن، واتخذت الحكومة بعض الاجراءات ، وقد اثبت الواقع فشلها، ومنها الخصخصة  التي هي بمثابة ( جباية أموال ) لا غير، حيث تم تطبيقها في عدة مناطق بشرط استمرار التيار الكهربائي لمدة اربع وعشرين ساعة في اليوم ، مما أدى الإجراء هذا الى رفع المولدات الأهلية لانتفاء الحاجة اليها في ظل وجود الكهرباء الوطنية ، لكن ماحصل من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة من النهار، جعلت المواطن يتحسر ويقول ( لاحظت برجيله ولا أخذت سيد علي )، كما لم يستفاد من استيراد الكهرباء من إيران وبمعدل 1000ميغا واط او أكثر بقليل ، لان إيران قطعتها بحجة نقص الطاقة لديها.

الم يكن الأجدر بوزارة الكهرباء بناء محطة كمحطة كهرباء الخيرات في محافظة كربلاء المقدسة، والتي تزود المنظومة بمقدار 1200 ميكا واط بدلا من الاستيراد الذي يكلف أكثر من تكلفة بناء المحطة ؟!

عرض مقالات: