هناك من يسأل عن قصد أو عن سذاجة: ماذا فعلتم بعد أن حصدتم هذا الكم الكبير من الاصوات وحصلتم على العدد الاكبر من المقاعد؟ وينسى هؤلاء أو يتناسون أن النواب الجدد ما زالوا بعيدين عن مركز القرار، وما زال البرلمان السابق والحكومة السابقة هما من يديران البلد لحين المصادقة على نتائج الانتخابات وتأليف الكتلة الأكبر لتشكيل الحكومة.
وحتى لو شكلت الحكومة الجديدة، فهل نستطيع بين ليلة وضحاها اصلاح الدمار الحاصل في البلاد منذ أكثر من عقد من السنين، وهو دمار طال البنى الاساسية للدولة وأحالها الى دولة تتناهبها الأهواء وتعصف بها الرغبات؟
ان البرنامج الانتخابي لتحالف "سائرون" يعالج كثيرا من الملفات المهمة، وتنفيذه يحتاج الى شهور وشهور، ليتسنى خلالها بناء المؤسسات القادرة على النهوض بالأعباء المترتبة على البرنامج، شرط أن تكون الحكومة الجديدة متجانسة في اهدافها وتوجهاتها، وتضم الاكفاء القادرين على تنفيذ البرنامج على أرض الواقع بما يمتلكون من قدرات على ادارة الامور وما يتمتعون به من نزاهة ومصداقية وروح وطنية بعيدا عن اي توجه حزبي او طائفي، وأن توضع في سلم الاولويات مهمة محاربة الفساد وتأمين الخدمات الضرورية. وهذا هو الهم العاجل للحكومة الجديدة التي ستواجه من قبل مافيات التسلط والفساد بالمعرقلات التي تقف في طريقها، وهو ما يتطلب حزما وإرادة قادرة على تجاوز العقبات وتلاحما شعبيا للوصول الى الهدف المطلوب.
قاطعني سوادي الناطور قائلا: "ذوله سالفتهم ما تخلص وقوانتهم ما تنتهي. بالتسعينات بانتفاضة آذار، صعدت الاسعار وصار چيس الطحين باربع اضعاف سعره، أجاني واحد من جيرانه أدري بيه من أزلام الحكومة والمحسوبين عليها وچان يكلي چا وين ربعك أشو لا طحين لا مخضر لا نفط لآ..لا. كتله شني هيه "حبها ولبط" أشو بعدنه اسم الله بالطبك "احنه اشفنه من دربنه حتى نجيبلك الطحين والتمن والمخضر؟ والحكومة مو وزعت عليكم وجبه مال شهرين مشوا أموركم بيها لمن يمشي الحال وكلشي يرد المچانه".
عاد ولا الجماعة اشو من الانتخابات لليوم ما عدهم غير سالفة التزوير، والمزورين يعرفوهم لن المفوضية مالتهم، وهمه "دافنينه سوه" لكن يردون يلعبون بالأصوات حتى يصعدون الفاشلين والخسرانين، ويرتبون وضعهم لأن الراشدي قوي ودوخهم!".