بعد أسبوعين من الآن ستفتح بغداد أبوابها وقلبها لاحتضان مؤتمر الأدباء العرب ، أي انها ستكون محجّةً لأكثر من خمسين أديباً يمثلون اتحادات الأدباء في البلدان العربية ، حيث سيلتئم شمل الأدباء والمثقفين العرب على أرضها بعد غياب دام طويلاً. بمعنى إنها ستعود مرة أخرى إلى واجهة القرار الأدبي العربي ، وتعود مرة أخرى محطة يرنو إليها المبدعون العرب ويشدّون الرحال إليها بين آونة وأخرى.
ليس انعقاد المؤتمر الدوري للأدباء والكتاب العرب بحدث عابر ينتهي بعد اختتام فعالياته، بل انه يثمر مؤتمرات ومهرجانات ولقاءات في الأيام المقبلة. وقبل كل شيء سيتزامن معه انعقاد مهرجان الجواهري الذي ستحتضن فيه بغداد إلى جانب الأدباء العرب، أكثر من 400 أديب عراقي من محافظات الوطن كافة. وستكون هناك جلسات شعرية ونقدية وجولات في أماكن بغدادية لها وقع في نفوس الجميع.
هذا المؤتمر يعني انفتاح الأبواب جميعها على بغداد وان العيون ستظل شاخصة صوبها ، وهذا بحد ذاته نصر كبير يضاف إلى انتصارات العراقيين على كل المؤامرات والإرهاب والخراب!
بغداد ستعود حاضنة وشعلة وهّاجة للثقافة والإبداع العربيين وستعود تحلّق في سمائها طيور المحبة والزهو وتطرز ساحاتها قناديل الإبداع في ليالي المؤتمر ومهرجان الجواهري!
ولأجل أن يكون المؤتمر لائقا باسم بغداد ماضيها وحاضرها ومستقبلها وزهوها الذي سكن النفوس، علينا أن نشدّ أيادينا مع بعض، وهذا لا يأتي إلاّ بتلاحم وتكاتف الجميع!
وعلى الحكومة المركزية أن تعي مسؤوليتها تجاه فعالية كبيرة كهذه وتعرف قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها لأنها تحمل الكثير من المواقف ، أولها دعم المؤتمر بكل ما يليق باسم بغداد وتاريخها من أمور مالية ولوجستية ، لا أن تترك اتحاد الأدباء بمجلسه المركزي ومكتبه التنفيذي يطرقون الأبواب هنا وهناك دونما نتيجة. فرئاسة الوزراء حتى هذه اللحظة لم تحرّك ساكنا وتبادر بالعمل على إنجاح المؤتمر لوجستيا من خلال تسهيل أمور ( الفيزا ) للأدباء العرب القادمين إلينا ، إضافة إلى المساهمة في تسهيلات الضيافة والتنقل داخل العاصمة وما إلى ذلك من أمور تظهر الوجه المشرق لبغداد وأهلها الطيبين.
كما ان على رئاسة الوزراء الإيعاز إلى الوزارات المعنية بالدعم، أن تبادر إلى تسهيل الأمور أيضا، لأن المؤتمر سيعيد لبغداد بهائها واحتضانها للمبدعين العرب الذي افتقدته لسنوات ، وستعود القلعة التي يقصدها الداني والقاصي للنشيد بين أفيائها!
مؤتمر الأدباء العرب فاتحة خير ومحبة للثقافة العراقية علينا أن نكون سبّاقين في دعمه وإنجاحه بكل ما نستطيع ، لا أن نشيح بوجوهنا عنه وكأن الأمر لا يعنينا أبداً!
الثقافة والآداب هما خير سفير لكل الشعوب والأوطان ، وهما التاريخ الذي سيدوّن كل صغيرة وكبيرة على مر العصور ، فالكل إلى زوال ويبقى التاريخ شاهداً على كل شيء!