في جميع دول العالم المتطورة، ومع بدء الامتحانات الدراسية، تتهيأ الحكومات لتأمين الأجواء المناسبة للطلبة والتلاميذ لكي يزاولوا الدراسة والامتحان على أكمل وجه، خاصة إذا تزامنت الامتحانات مع موسم الصيف. حيث توفر قاعات امتحانية مستوفية مستلزماتها كافة، من كهرباء وتكييف وغير ذلك. إلا في العراق، ورغم تزامن الامتحانات مع ارتفاع درجات الحرارة وشهر رمضان، تأتي وزارة الكهرباء لتعلن عن بدء خفض تجهيز التيار الكهربائي، وسط طقس حار وصلت فيه درجة الحرارة - بحسب الأنواء الجوية -  إلى 40 درجة مئوية.

وعزت وزارة الكهرباء خفضها تجهيز الطاقة الكهربائية، إلى تأمين سلامة ملاكاتها العاملة في مؤسساتها، ولإضافة وحدات توليدية جديدة إلى الخدمة.

اننا نفرح كثيرا حينما نسمع من وزارة الكهرباء بوجود زيادة في الوحدات التوليدية للطاقة الكهربائية التي نعاني ترديها منذ عقود من الزمن. فرغم مرور خمسة عشر عاما على  التغيير، وعلى الرغم من مليارات الدولارات التي صرفت على القطاع الكهربائي، لم نلمس أي تحسن في هذا القطاع، سوى في أيام معدودة ابان فترات الحملات الانتخابية! إذ تحسنت الكهرباء لأسابيع خلال فترة ما قبل الانتخابات.

قلت اننا نفرح حينما يكون هناك تحسن في الطاقة الكهربائية، إلا ان ما يثير إزعاج المواطنين، وخاصة الطلبة والتلاميذ، هو ان تتزامن هذه الإجراءات مع الامتحانات وارتفاع درجات الحرارة. لذلك يتساءل الكثيرون، وأتساءل معهم: هل ان توقيت إجراءات خفض تجهيز الطاقة الكهربائية حصل خلال هذه الأيام صدفة أم تعمدا؟ وإذا كان الأمر مثل ما ادعت وزارة الكهرباء هو من أجل إضافة وحدات توليد طاقة إلى الخدمة، أليس الأفضل أن تشرع الوزارة بهذا العمل أيام كان الجو معتدلا!؟

مهما كانت الإجابة المقدمة من أصحاب القرار، فإن هذا الإجراء أضر بالصائم وأربك التلميذ، وبات الناس في حيرة من أمرهم، خاصة ان تجهيز الطاقة الكهربائية صار سيئا جدا، وعادت البرمجة الرديئة إلى سابق عهدها، حتى تجاوزت ساعات القطع الـ 15 ساعة في اليوم.

ومن المفارقات، هو ان العديد من المواطنين يتبادلون في ما بينهم النكات والأحاديث الساخرة. إذ يقول البعض: "انتهت مصلحتهم معي.. فبعد أن أخذوا صوتي الانتخابي، تركوني فريسة للبعوض، لكي ينهش جسدي تحت وطأة الحرارة المرتفعة!".

عرض مقالات: