يحتفل العالم اليوم بعيد المرأة.. العيد الذي هو هذه السنة استثنائي بالنسبة لنا في العراق..
في العادة يبدأ في الساعة الثانية عشر ليلا وينتهي في الثانية عشر ليلا، ثم تعود الحياة الى مجراها المعتاد كما كانت قبل يوم..
لكن على ارض الرافدين ومنذ حوالي ستة اشهر تحديدا وحتى اليوم، تحتفل شبعاد بعيدها بشكل اخر ولون اخر.. بكل عظمتها وجبروت الروح فيها، في ساحات الشموخ، في ساحات الحرية، في ساحات الموت والحياة، مطالبة بأعلى صوتها الفيروزي: "وطن من كرامة.. وطن للانسان" يليق بها وبشعبها.. صامدة امام القبح في العالم كله.. ثابتة امام هول الموت كل لحظة.. راسخة امام العقول الخاوية.. صامدة بكل ما أوتيت من قوة وعنفوان، لتكون جزءاً لا يتجزأ من الثورة، تسعف وتداوي وتخدم وتنظف وتدافع .. لتكون اليد الممتدة كما كانت منذ خُلقت، معينا ونظيرا للرجل.. لتثبت مرارأً وتكراراً وعلى مر عصور واجيال انها نصف الحياة، بل والحياة كلها.. واليوم هي ثورة تنادي بالثورة لاسقاط كل ظالم ومحوِ كل ظلمٍ.
ام وابنة واخت وزوجة، موظفة وطالبة، مهندسة ودكتورة، فلاحة وعاملة، مسعفة وممرضة، تركت بيتها ووظيفتها ومدرستها، ولم تترك ساحات التظاهر، لتتقاسم الموت ورغيف الحياة، لتقدم ولدها، زوجها واخيها، او زميلا لها او رفيق درب، فداءاً لارض الوطن.. الوطن المسلوب، صارخة بوجه الغول "نريد وطن، وطننا" فتكسر ضجيج الصمت صرختها وتدوي حتى اقاصي الارض..
امرأة لا تتكرر حتى كل الف عام وعام .. قاست ما قاست وحملت اثقال الحياة على كتفيها، ينبوع لا ينضب منذ الازل في كل جزئيةِ منها.. فرضت احترامها على من كان يستصغرها، وشمخت بروح الحق والحياة، لتكون أيقونة المرأة في العالم.
اليكِ سيدتي، لكل امرأة عراقية هزت عروشا وجبالا، ورُفع لها ألفُ تحية وانحناءة، اكتب:
ثائرة..،
جميلة بكلك يا انتِ...،
بروحكِ وصمودكِ وحضوركِ البهي
بدمعتكِ وشرارة الغضب في عينيكِ
لآذار نكهة خاصة، رائحة ورد وريحان
تنثرينها اينما كنتِ وحللتِ
الثورة انتِ...
ثوري فالثورة من صلبك
ثوري وتمردي،
على سنيّ القحط
وايام السواد
الثورة بكِ اكتملت
ومعكِ يسقط الحاكم الظالم
وبك يزهر القادم... كل القادم!