قال لي أحدهم:
كنت أتحدث إلى الناس عن أمور تخصهم حول العمل والتعليم والصحة والخدمات والضمان الاجتماعي والمستقبل، وكانوا يستهزؤون ويستهجنون ويسخرون مني ويقولون عني بأني (عميل) لدولة أجنبية.
إلا انني لم انفك اتحدث معهم يوما بعد يوم، انهم فقراء معدمون وبحاجة إلى ما يغطي احتياجاتهم المادية.
لم أتخاذل أو أيأس من توعيتهم لكوني درست وتعلمت قوانين وأصول الاقتصاد والتاريخ والفلسفة، هذا ما جعلني اهتم واتفهم معاناة هؤلاء الناس.
عموما، وبعد جهد جهيد استطعت ان اقنع مجموعة من الشباب بما طرحت من مسائل وقضايا اقتصادية واجتماعية لواقع الحال المعاش، وهؤلاء الشباب أخذوا بدورهم توضيح المعاناة للناس، وهم بذلك وفروا علي جهدا كبيرا.
مرت الايام وزادت المعاناة وصعبت سبل الحياة والعيش بسبب استهتار السلطات الحاكمة واهمالها وعدم تلبية احتياجات هؤلاء الفقراء واستصغارهم وتهميشهم، كذلك ازداد غضب الناس، وهب هؤلاء الفقراء ينتفضون ويحطمون سلاسل وقيود كسلهم واستسلامهم للطغاة ويقدمون شبابهم وشيبهم ونساءهم للتظاهر والمطالبة بحقوقهم المسلوبة.
ثم أضاف: وقفت على تلٍ وأخذت أتفرج وأنظر إلى ما يجري غير مصدق لكثرة التضحيات التي قدمها هؤلاء. وعموما سألت نفسي أين أنا الآن مما يجري؟ لكني لم انتظر الجواب طويلا بل هرعت وتقدمت الصفوف، لأنها لحظة تاريخية لن تعود من أجل بناء وطن.

عرض مقالات: