من الصعوبة جداً بل ومن المحال ان يعبر احد عن مشاعره في عمود صغير عن حدث كبير بل وعظيم في دلالته الى هذه اللحظة الحدث الذي اعطى نكهة خاصة جداً وطعماً خاصاً جداً ولوناً خاصاً جداً لحراك مجتمعنا العراقي الفكري والسياسي والثقافي والاجتماعي والنفسي واصبح قوة دافعة وفعالة رئيسة لهذا الحراك ومؤثراً فيه.

 هذا الحدث يتمثل في تأسيس الحزب الشيوعي العراقي والذي توافق الذكرى الرابعة والثمانون لتأسيسه هذه الايام. كيف يمكن التعبير في عمود صغير عن مشاعرنا تجاه الحزب الشيوعي العراقي وهو يحتفل بعيده الرابع والثمانين؟ ان الحزب الشيوعي العراقي كان وسيبقى مدرسة نموذجية متميزة بل وفريدة في تميزها، فقد كان من ضمن مناهجها احترام الاديان والمعتقدات والمذاهب والطوائف جميعاً والتأكيد ان للعرب وللاكراد والتركمان والكلدان والاشوريين والأرمن والشبك حقوقاً متساوية في هذا الوطن تجمعهم المحبة وروح المواطنة العراقية وانهم يشكلون باقة ورد عراقية رائعة بمختلف الالوان تفوح بعطرها الجميل لتعطر اجواء العراق من جبال كردستان الشماء الى جنوب العراق وكان من ضمن مناهجها ايضاً ان العمل لمصلحة الشعب والوطن هو المعيار الحقيقي وليس العمل لمصلحة اي حزب او فئة كانت لان مصلحة الشعب وسعادته ورفاهيته فوق مصالح الاحزاب والفئات جميعاً ومن ضمن مناهجها نشر الافكار العلمية والتنويرية في المجالات الفكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. والعجيب والغريب في امر المدرسة ان الدراسة فيها مجانية وان من يدفع ثمنها عنهم اساتذتها وكان الثمن غالياً وغالياً جداً دفعوه من دمائهم الطاهرة الزكية لانهم كانوا يؤمنون ايماناً كاملاً بالقول المأثور (اذا انا لم احترق وانت لم تحترق من ينير لنا السبيل؟).

نعم لقد احترقوا لينيروا لنا وللأجيال القادمة طريق المستقبل نحو بناء دولة مدنية ديمقراطية مدنية حضارية. فسلاماً لهم وعهداً بان نرفع راية الوطنية والديمقراطية والتقدم والعدالة الاجتماعية.

تحية وألف تحية للحزب الشيوعي العراقي الذي كان وسيبقى الماسة المتميزة جداً والثمينة جداً مع مجموعة الماسات الاخرى التي تمثل ثروة بلادنا الفكرية والثقافية والابداعية والتي لن تنضب ابداً، وتحية وألف تحية للحزب الشيوعي العراقي الذي تخطى بشجاعة لا مثيل لها وبجرأة ما بعدها جرأة كل القيود الفكرية والسياسية والنفسية وشكل مع حلفائه تحالف (سائرون) من اجل التغيير والاصلاح لبناء دولة المواطنة الديمقراطية المدنية.

عرض مقالات: