الأكيد هو رحيل الحكومة. سيحصل الرحيل بدون ريب، عبر استقالة يقدمها السيد عادل عبد المهدي الى رئيس الجمهورية، وهذا هو الألْيَق، من إقالته من قبل مجلس النواب. ومن لا يقدم على ذلك لا يدرك قوة مطلقي الانتفاضة ومحركيها من الشباب، وهي التي أصبحت انتفاضة الشعب الجبارة، التي تتكثف فيها شجاعة المنتفضين، وروح التضامن العالية، وتضحيات اصحاب (التكتك) اليافعين، واندفاعهم العجيب، وانضمام الطلبة الى المنتفضين بقوة، وعنفوان المرأة اللافت والمميز، واشتراك النقابات، ومسيرات العوائل الليلية بالسيارات المزينة بأعلام العراق. يضاف الى ذلك فشل كل اساليب القمع والترهيب وحرب الاشاعات التي هدفت الى كسر إرادة الشعب.نعم انه الشعب واصل احتجاجاته دون تراجع.
والأعين تنصبّ على ما ستحققه من هذه الانتفاضة والتضحيات العزيزة التي قدمتها.
هناك ثلاثة اتجاهات تتقابل في الصراع على مآل الانتفاضة.
الاول معادٍ للانتفاضة ولا يتمنى لها النجاح ويعمل على افشالها وقمعها.
والثاني يمثله المتربصون، الذين يعملون في الهوامش، مدعين مساندتها لكنهم يسعون الى تحقيق مآرب خاصة، وأجندات بعيدة عن مصالح الشعب. يحلمون بعودة الدكتاتورية والاستبداد وهم يمتلكون إمكانيات مادية وإعلامية لتشويش الرأي العام وحرف الحقائق.
اما الاتجاه الثالث وهو الأهم والاكبر، فهو اتجاه الرهان على وعي الاهداف التي يتطلع اليها الشعب، الذي عانى ما عانى من المحاصصة والفساد.
وعي الوطنيين الاحرار والمدنيين الديمقراطيين
الاتجاه الذي يتبناه ويدعمه الشباب وأصحاب (التكتك) وكل الحالمين بوطن حرّ يحفظ كرامة مواطنيه. وهذا الاتجاه يتوجب تنظيم جهوده ومطالبه، وتدقيقها وتحديد أولوياتها، وايضاح أهدافها، وتشكيل القيادة السياسية الجماعية الواسعة التي توصل الانتفاضة الى أهدافها.
بدون تنظيم هذا الاتجاه عبر جبهة شعبية واسعة تقف في مواجهة كل الأعداء الداخليين والخارجيين، والاستفادة من تجارب الربيع العربي والمآل الذي انتهت اليه. لذا لابد من التحفز لقطع الطريق امام نهازي الفرص، والوصوليين، وكل من يريد حرف الاتجاه والالتفاف على محتوى الانتفاضة، المتمثل في تحقيق العدالة الاجتماعية، والتمثيل الحقيقي للقوى المدنية الديمقراطية، قوى التغيير.
لنحشد كل الجهود وننظم القوى دون تأخير وتردد، وبوضوح تام ووعي دون السير وراء سراب الأوهام والانخداع بعبث العابثين ونواياهم الشريرة.
ان الرسالة تتكثف في وضع أسس لمضامين ثابتة لنظام يحقق الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

عرض مقالات: