في أحد الايام ذهبت بصحبة زوجتي الى الطبيبة المختصة بالأمراض النسائية بغية الكشف عن حالتها الصحية، وبعد فحصها كتبت الطبيبة العلاج، على ان يصرف من الصيدلية المتعاملة معها وهي "صيدلية مسلم حميد" عندها ذهبت الى الصيدلية لشراء العلاج تفاجأت بسعره المرتفع، حيث طلب مني الصيدلاني المختص مبلغاً قدره ( 45 الف ) ثمنا للعلاج، في الوقت الذي لا امتلك سوى ( 15 الفاً) فقررت الذهاب الى صيدلية اخرى وحالما رأى الصيدلي الوصفة نظر الى اسم الدكتورة وقال لي اخي "هذه الوصفة مشفرة ، ومسلم حميد هو الوحيد الذي يعرف يفك رموزها" لم اقتنع من الاجابة، لذا ذهبت الى واحدة اخرى وكان رد الصيدلاني مثل رد زميله الاول " الوصفة مشفرة" فبادرت للقيام بجوله على عدد من الصيدليات ربما خمسة او ستة، وذلك للتأكد من صحة الامر الذي يحصل معي، وفعلا كانت اجاباتهم كحال الاجابات السابقة، حتى وصلت الى نهاية المطاف حين عثرت على صيدلاني يتحلى بالصفات الانسانية كالرحمة والكلام الطيب، اذ قال لي " عزيزي هذه الدكتورة تشفر الوصفة كي تجبر المرضى على شراء الادوية من الصيدلية التي تتفق معها" وعليه " اذهب الى الدكتورة لكي تكتب لك الوصفة مرة اخرى وبشكل واضح، وتدلل".
رجعت الى زوجتي التي تنتظرني في عيادة الدكتورة، واوضحت لها اسباب عدم شرائي العلاج حيث من المفروض ان اشتري العلاج واجلبه للطبيبة لتتأكد منه وتكتب عليه التعليمات، واثناء حديثي مع زوجتي انبرت امرأة متوسطة العمر وقالت "اعطيني الوصفة وسوف ادخل على الدكتورة لتغير الشفرة" وعند دخولنا عليها ابلغناها ما حصل بسبب "الوصفة المشفرة" فتلكأت عندما سمعت الكلام وقامت بتغيير الوصفة ولنفس العلاج، فأخذناها وذهبنا الى الصيدلية وكانت المفاجأة حين صرف العلاج بمبلغ قدره (13الف دينار) فقط لاغير.
اقول، هل هذه الانسانية للمهنة النبيلة (الدواء ذاته ولكن بسعرين مختلفين أحدهما يبلغ ثلاث اضعاف السعر الاخر) اين الرحمة والرأفة بالفقراء، يا اطباء وصيادلة!
دعوة الى الجهات المعنية للعمل الجاد من اجل الحد من جشع اصحاب النفوس الضعيفة من الاطباء وغيرهم، والذي تحول البعض منهم الى تجار ودواعش لمهنة الطب الانسانية، بغية المزيد من الارباح المالية وعلى حساب المواطن البسيط، واعملوا اولا على تحديد اسعار الفحص والعلاج للعيادات الخاصة والمختبرات والصيدليات.. لااكثر.