كثيرون من الناس لا يعرفون ماهية "المسموطة" والبعض الاخر ربما قد سمع بها، اما أهلنا في جنوب العراق فهم المميزون بطبخها وأكلها، حيث تعد من الاكلات المفضلة، وعن تفاصيلها واعدادها سأقدم شيئا بسيطا، "أولا، مادتها الأساسية هي السمك المجفف، المسلوق بالماء، وتطبخ على شكل مرق" وطريقة طبخها تختلف بحسب "الشيف" معديها وطباخيها وكمية التتبيل والبهارات الداخلة في عملية صناعتها، وعلى كل، هناك من يشير الى أنها من الاكلات القديمة التي كان أجدادنا السومريون يتناولونها.
الحديث عن المسموطة بوصفها من الاكلات العراقية العريقة، لابد أن يجرنا إلى ( السمط) العراقي الجديد، حيث يبدو أن هناك تحالفا غير منظور بين الطبيعة وحكومتنا الوطنية بتعاون الطرفين على "سمط" الشعب العراقي بنار الشمس المحرقة في ظل انعدام الكهرباء، وتقصير الدولة في تنفيذ وعودها بإكمال المنظومة الكهربائية رغم عشرات المليارات من الدولارات الخضراء التي صرفت تحت هذه الذريعة، وأهدرت في مشاريع وهمية جنى منها الفاسدون أموالا طائلة سرعان ما تحولت الى عمارات ومولات وشركات منتشرة في بلدان العالم يمتلكها السياسي هذا أو ذاك وأكثرهم معروفون للشعب العراقي.
ما زال أبناء العراق يتذكرون وعود احدهم، حين صرح بقوله " أن العراق سيصدر الكهرباء لدول الجوار، وسيكون البلد الأول في انتاج الطاقة في المنطقة" وعلى الرغم من مرور سنوات طويلة على تصريحه إلا إننا ما زلنا نستورد الكهرباء ونعاني من شحتها.
النهب المنظم متدفق حتى الان، وتحت مسمى توفير الطاقة الكهربائية، وآخر ما تفتق عنه ذهن مافيات الفساد منح جباية أجور الكهرباء لشركات حزبية، لها نسب عالية من المبالغ المستحصلة دون أن تقدم شيئا لتحسين الواقع أو معالجته، وعندما يتصدى مخلص نزيه لمواجهة هذه الشركات تتكالب عليه مافيات الفساد لتضعه خارج التشكيلة كي يخلو لها الجو..
ضحك سوادي الناطور وقال: على أواه على أيام المسموطة، ﭽـانت الوادم على نيتها، لا تعرف الزغل ولا تعرف النهب ولا الرشوة ولا تعرف القارش وارش، عايشين على محبة الله وياكلون من جدامهم، وهسه شوفة عينك منين ما تمشي تجيك الدمغه، حسبالك العراقيين همه الطلعوا آدم من الجنة، وسلط عليهم الما يرحمهم، وهاي ما صايره ولا دايره ﭽنه نعيش بكوخ لا بنكه ولا مبرده ولا كنديشن متنعمين بهوه الله، ومن أجانه هوه أبنادم صار الصار بينه وتريد الصدﮔ مستاهلين أحنه الجبنه العـﮔارب وعضتنه، واليجي من أيده ألله ايزيده وبأبو زايد عسانه بالأمر وأنكس، لن صرنه مثل البزونه ما تحب غير خناﮔـها!