سؤال كبير يفرض نفسه في ظل الواقع المأساوي الذي يعيشه العراقيون، حيث توالت الكوارث والنكبات عليهم، فأصبحوا لا يدرون من أين تأتيهم المصائب. وقد كنا في عام مضى نشكو شحة المياه عندما قام جيران السوء بسد الروافد والانهار وإنشاء السدود وتقليل الحصص المائية المتدفقة من دجلة والفرات، وما هي إلا شهور حتى هطل المطر مدرارا وبتنا نخشى الغرق بفعل السيول جراء هطول الأمطار الغزيرة، فانتعشت الأرض وظهر الزرع وتحولت الاراضي إلى بساط أخضر، وكان اذ أعطت الأرض من خيرها، فتوقع المعنيون أن يكون المنتج الزراعي العراقي من الحبوب كافيا يغنينا عن الاستيراد.
و"يا فرحة الما تمت" ما أن سمع الجيران والمستفيدون اكتفاء العراق من الحبوب والمنتجات الزراعية، حتى ظهر في الأفق ما يشير إلى وجود مخطط يستهدف الزراعة العراقية، وحين اغرق السوق المحلية بالفواكه والخضر من نتاج الفلاح العراقي هبطت أسعارها إلى الحضيض، ولو ظل الأمر على ذلك لهانت لكن سرعان ما انتشرت الحرائق بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ العراق، فالتهمت النيران مساحات شاسعة من حقول الحنطة والشعير، دون معرفة السبب والمسبب في ظل صمت مطبق من الجهات الحكومية.
وما يزيد الطين بلة تصريح راس الهرم، الى ان الحديث عن الحرائق أمر مبالغ فيه، فيما يعلن المعنيون بشؤون الزراعة عن تلف محاصيل عشرات الآلاف من الدونمات بفعل الحرائق المفتعلة، وقد تضاربت الآراء بشأنها، هل هي بفعل فاعل أو تدبير مدبر أم هي أمر طبيعي رغم عدم حدوثه في تاريخ العراق الحديث.
والانكى من ذلك وجود تسريبات لا نعلم مدى صحتها...
قاطعني سوادي الناطور قائلا: صدك لو ﮔالوا "يوميه الهرجه أبيت العرجه" وهذا عمرنه خلص بس بالطلايب والسوالف التعبانه، وبروح أبوك عيفنه من التسريبات والتصريحات، عمك فلاح وأيديه فركسن من المسحاة وأعرف البير وغطاه، وراح أنطيك رايي كمحلل زراعي، لو بس التحليلات الكم انتم الأفندية، بويه هاي الطرﮔـاعه لو بوراها ناس يتضررون أذا "صار عدنه اكتفاء ذاتي" لو خطه لتدمير الاقتصاد العراقي، لو شغله مال حراميه وهسه تـﮔلي أشلون؟ الفلاح من يخلص الحصاد ويلم الحنطه ويشيل التبن يحرﮔ الضال بالـﮔاع، ومرات ما يسيطر على النار ، تـﮔوم تحرﮔ البصفها لكن الناس من تفزع تطفي النار، واللي يصير هسه شغله غميجه وأكو ناس (مو الكل) ﮔامت تحرك متعمده حتى تاخذ تعويضات، واكو من دﮔ الهم صدر يعوضهم، وهسه الدونم يصير عشره والعشره تصير ميه ويستفاد ابو الـﮔاع وأبو صماخ الـﭽبير وهسه تشوف وتـﮔول رحم الله أبيك سوادي طحت عالعله!