قد يستغرب القارئ الكريم من هذا العنوان الغريب، وربما يتساءل من هذا المندوب الذي ضمنت الأعراف الدولية أن يكون على مستوى عال من المكانة السياسية ليكون تأثيره كبيراً على الآخرين، ولعل التساؤل يقود القارئ إلى البعيد فيعتقد أني أشير إلى وساطات لحلحلة الأمور بين إيران وأمريكا، وهنا سأسارع لأقول لهم: لا هذا ولا ذاك إنما أردت به مندوب المبيعات، فهؤلاء المندوبون متعددي الأغراض ومختلفي التوجهات منهم من يروج لمادة غذائية أو بضاعة استهلاكية، أو شركة سياحية، غير ان كل هؤلاء غير مقصودين بما أريد عرضه في حكاية اليوم التي ستقتصر على مندوبي الأدوية، هؤلاء المندوبون الذين بعضهم طلبة في المراحل المتقدمة من المجموعة الطبية، أو خريجين لم يحالفهم الحظ في الحصول على وظيفة، وهذا حق مشروع لهم أن يعملوا بمهنة ليعيلوا أنفسهم أو عوائلهم ولا ضير عليهم ولا تثريب في عمل يجعلهم بمستوى يتناسب وإمكاناتهم الثقافية ليستطيعوا التعامل مع المعنيين والنجاح في عملهم.

اذن "المندوب فوق العادة" هنا هو من يعمل في مجال الأدوية، هذه المهنة التي أصبحت تجارية بحتة بعيدة عن إي عنوان من عناوين الإنسانية التي يتوجب ان يتحلى بها العاملون في مجال الخدمات الطبية، وجعلت "أبقراط" يلعن الساعة التي ولد فيها ليكون رمزا للصيادلة، لان شركات الأدوية أو المذاخر الرئيسة الكبرى التي تتعامل مع المناشئ المختلفة تبعث بمندوبين يروجون لهذا الدواء أو ذاك وهم يحملون نماذج من الأدوية التي تعرض على الأطباء لتكون ضمن وصفاتهم الطبية مع بيان فوائدها واستعمالاتها بموجب ورقة التعليمات المرفقة مع كل علبة دواء.

 وهنا تبدأ شطارة ومهارة المندوب، في إقناع الطبيب بجدوى الدواء هذا وأهميته العلاجية مشفوعة بإغراءات لا تليق بمهنة الطب ودوافعها الإنسانية الشريفة، فيقدم للطبيب حصة من أثمان الكمية المباعة، أو سفرة مجانية إلى دولة من الدول يراعى فيها عدد نجوم الفندق، أو اختيار الأسهل بمنحه مبلغا من المال على سبيل الهدية أو ما أصطلح عليه بين عامة الناس بـ"دفع بله" عندها يقوم الطبيب بكتابة أسم الدواء لمرضاه وتوفره في الصيدلية الفلانية وأهمية هذا الدواء في شفاء الأمراض.

ولكي لا نعمم الموضوع هناك أطباء يرفضون هذا التعامل غير الشريف ولا يسمحون بدخول المندوبين إليهم، فيما هناك من يتكالب على التعامل مع أكثر من مندوب ..

قاطعني سوادي الناطور: چا شخليتنه نحجي أخذتنه عرض طول لكن الأسبوع الجاي أسولفلك سالفة بالباكيت عن ذوله وشاهدها بيها!